* عنيزة - حوار - عطاالله الجروان *
ضمن الفعاليات التي أدرجت لأول مرة في مهرجان الغضا 28 في عنيزة ولاقت قبولاً جيداً وحظيت بصدى واسع بين الجماهير، مشاركة السيارات التراثية وعرضها أمام الجمهور من خلال إقامة ركن خاص بها، ويحظى هذا الركن بتوافد الزوار بكثافة عالية تقدر يومياً بأكثر من ألف زائر، جاؤوا لمشاهدة المعروضات التي شدتهم بقوة هيكلها وجودة تصميمها وبساطة محركاتها (القوية) والتي كانت تشق عبق الصحراء في أرجاء الوطن باقتدار وكفاءة عالية.
وكان لسعادة العميد متقاعد عبد الرحمن بن ناصر العبري دور كبير في إقامة هذه الفعالية بموافقته على الاشتراك بعدد كبير من سياراته التراثية التي يقتنيها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، مجلة «نادي السيارات» زارت موقع السيارات التراثية في مهرجان الغضا على طريق الروضة مخيم رقم سبعة والتقت العميد العبري وأجرت معه لقاء ماتعاً، نترك القارئ الكريم يتجول بين أرجائه وحروفه للبحث عن تفاصيل رحلة ضيفنا الكريم.
* بداية كيف نشأت لديكم فكرة اقتناء السيارات التراثية؟
- بدأت فكرة اقتناء السيارات التراثية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وكنت عاشقاً لها لما تحمله بالنسبة لي من ذكريات عزيزة ولأنها سيارات رافقت أناساً عاشوا حياة مليئة بالصبر والكفاح من أجل بناء هذا الوطن الغالي، ولكن ارتباطاتي الوظيفية كانت حائلاً دون إظهارها إلى حيز الوجود، وبعد تقاعدي رتبت أوراقي من جديد وبدأت ممارسة هوايتي وقمت بجمع العديد من السيارات التراثية من مختلف مناطق المملكة، وهي بلا شك هواية فيها الكثير من المتاعب والصعوبات أهمها الأمور المالية لأن من يمتلكون هذه السيارات لا يفرطون فيها بسهولة بل يطلبون مبالغ مالية مرتفعة الثمن، ولكن مع الإصرار ووجود الرغبة الملحّة تمكنت بفضل من الله من اقتناء أعداد لا بأس بها من السيارات التراثية التي أعشقها كثيرا.
* هل لديكم مقار خاصة أو ناد تجمعون فيه مقتنياتكم الثمينة؟
- يوجد لدي متحف خاص باسم مركز العبري للتراث في محافظة رياض الخبراء افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم، ويفد إليه الكثير من الزوار من مختلف مناطق ومحافظات المملكة وأتشرف بزيارة أي شخص يود التعرف أكثر على هذا النوع من السيارات.
* كم عدد ما تملكونه من هذه السيارات؟
- يوجد لدي أكثر من خمسين سيارة تراثية تبدأ موديلاتها من عام 1946 حتى 1967م، وما زالت لدي الرغبة في جمع عدد أكبر خلال الفترة القادمة إن شاء الله.
* ما هي طبيعة مشاركتكم في مهرجان الغضا 28 في عنيزة؟
- مشاركتي في المهرجان جاءت دعماً للفعاليات السياحية التي يقيمها أبناء عنيزة بصفة مستمرة شتاء وصيفاً، ومشاركة وطنية اعتز بها تشجيعاً للتراث الشعبي في مختلف صوره، وبهذه المناسبة أشكر الزملاء في عنيزة على دعوتهم النابعة من حرص شديد لإنجاح المهرجان.
* ما هي أهم مشاركاتكم خارج عنيزة أو المنطقة بصفة عامة؟
- أحاول في كل وقت أن أستجيب لأي دعوة تصلني للمشاركة في أي برامج أو أنشطة سياحية تقام في وطني الحبيب لأنني أرى أنه يجب أن يشترك الجميع في دعم السياحة في بلادنا ونكون شركاء أساسيين في تفعيل الحركة السياحية التي بدأت تخطو خطوات متقدمة ومتطورة بفضل الدعم اللامحدود من مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين، وسمو الأمين العام للهيئة العليا للسياحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي يسعى جاهداً لبناء قاعدة متينة للسياحة في المملكة، وسبق لي أن شاركت في مهرجانات كثيرة أهمها:
1- مهرجان الجنادرية ضمن جناح منطقة القصيم.
2- مزاين إبل أم رقيبة.
3- رالي حائل.
4- مزاين إبل حرب.
5- مزاين إبل رماح.
6- مزاين نوفا.
7- مزاين إبل الملقا.
8- جميع مهرجانات السياحة في منطقة القصيم.
* كيف حافظتم على هذه النوعية من السيارات القديمة؟
- بداية نحرص على إجراء صيانة متكاملة لكل سيارة وتأمين ما تحتاج إليه من قطع غيار، ومن حين لآخر نقوم بتشغيلها والدوران بها، وتخصيص مظلات ومواقف مناسبة لها، وأود الإشارة إلى أن صيانتها مكلفة للغاية كما أن المهندسين المتخصصين في مثل هذه السيارات قلة، وأتمنى أن نوجد ورشاً خاصة بصيانة السيارات التراثية يديرها مهندسون ذوو كفاءة، ومن الممكن أن يتم تدريب مجموعة من الشباب العاطلين لممارسة هذه المهنة وهذا قد يكون بالاتفاق مع مراكز التدريب المهني.
* ما تملكونه سيارات ذات تواريخ صنع قديمة، كيف توفرون قطع الغيار ؟
- تتوافر بعد محلات لبيع قطع الغيار ولكنها قليلة جدا ولا توفر كل ما نريده، وأحيانا نقوم بطلب بعض القطع الضرورية من عدد من الدول خاصة الولايات الأمريكية المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
* ما هي أبرز طموحاتكم المستقبلية؟
- الطموحات كثيرة ولكن من أهمها العمل الجاد لإقامة ناد متخصص للسيارات القديمة ينظم آلية محددة وفق نظم وتعليمات موافق عليها من الجهات المختصة، ويكون لهذا النادي عدة فروع في مدن ومحافظات المملكة يجمع محبي هذه الهواية لتبادل الأفكار ونقل الخبرات بينهم وإيجاد دليل هاتفي لهم، كما نطمح أن يتم إعفاء هذه السيارات من الفحص الدوري، وإنشاء مضمار سباق خاص لإقامة المسابقات الاستعراضية أو مسابقات التحدي.
* ما هي الرسالة التي تود أن تصل إلى القائمين على مهرجان الغضا 28 في عنيزة؟
- أقدم لهم خالص الشكر والتقدير فقد وجدت منهم كل ترحيب واهتمام وعناية لم أجدها في أي موقع آخر وأقول لهم (أمضوا في أداء رسالتكم الوطنية ونحن معكم في كل زمان ومكان).
* كلمة أخيرة ؟
- إذا كان لي كلمة فهي وقفة احترام وتقدير لجميع المسؤولين والعاملين في مجلة السيارات التي أجزم بأنه سيكون لها شأن متقدم بين مجلات السيارات لأنها تسير وفق آلية عمل منظمة ودقيقة، ويشرف عليها أناس لهم احترافية ومهنية صحفية متقدمة للغاية، وأتمنى لهم التوفيق دائماً.
