Car Magazine Wednesday21/02/2007 G Issue 12
نجوم
الاربعاء 3 ,صفر 1428 العدد12

لا للتظاهر

لقد أصبح التظاهر جزءاً من عاداتنا التي لا يمكن نكرانها بأي حال من الأحوال، وهو بلاشك أحد إفرازات الحياة المترفة الناتجة عن ارتفاع المستوى الاقتصادي وتزايد معدلات الدخل، إذ إن هناك مجموعة كبيرة من الناس تنمو نحو التظاهر والاهتمام بالشكليات بعد أن يتم لها تحقيق جميع احتياجاتها الأساسية.

وإن كان ذلك ينسحب على فئات متعددة من المجتمع إلا أنه يظهر بجلاء وبصورة أكثر لفتاً للأنظار في المحيط الفني. فالنجوم الذين تستقطب أضواؤهم الشباب والمنجذبين نحو التقليعات الجديدة وصرعات الموضة هم في كثير من الأحيان المسؤولون عن توجيه بوصلة الذوق نحو اتجاهات معينة، ذلك عن طريق ملابسهم وتسريحات الشعر من ناحية العادات اللصيقة بالشخصية وقد يمتد ذلك حتى حدود أشيائهم الخارجية كالسيارة التي يستقلونها ونحو ذلك.

فلقد نسي بعض فنانينا أو تناسوا الأغراض الحقيقية لاقتناء السيارة، فلم تعد مجرد وسيلة مواصلات كما تعارف عليها الجميع، بل تخطت ذلك لتصبح عنواناً اجتماعياً ولازمة يستطيع ناظرها قراءة صاحبها من خلالها.

من الذي أوجد هذا الوضع؟ المتظاهرون أم المنبهرون بهذا التظاهر، لا ندري ولا نعتقد أن الإجابة تحمل قدراً من الأهمية هنا، لكن ما يمكننا قوله ان الفنانين قد انجرفوا وراء هذا المفهوم المستحدث فاصبحوا يتنافسون فيما بينهم في اقتناء أغلى السيارات وأكثرها لفتاً للأنظار فامتدت المنافسة لتتجاوز إطارها الطبيعي، فالذي نفهمه هو مشروعية التنافس الفني من خلال محاولة تجاوز الآخرين فنياً وإبداعياً، فهذه هي المنافسة التي ترتقي بالفن وتخدم المجتمع. أما المنافسة المحمومة في مجالات لا يمكن وصفها إلا بأنها قشريات لا تقدم ولا تؤخر، فهي لا تؤدي إلا إلى إشاعة ثقافة التظاهر بين الشباب النبهرين بهؤلاء الفنانين فضلاً عن أنها تكون سبباً في انصراف الفنان عن حالته الحقيقية إلى مجالات لا تقدم ولا تؤخر.

إنه مما يؤلم حقاً أن تكون السيارة في نفسها غاية وليست وسيلة.

الفنان: محمد حماقي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة