Car Magazine Wednesday21/03/2007 G Issue 16
أصداء
الاربعاء 2 ,ربيع الاول 1428 العدد16

مدينتي الرياض والازدحام القاتل

لم تكن مدينة الرياض خلال الأعوام الثلاثين الماضية حلما أو مطمعا لمعظم المواطنين للاستقرار بها؛ لأن الكل كان يجد الراحة في منطقته ومدينته وقريته، حيث لم يكن الكثيرون يفكرون في مغادرة مناطقهم، ومسقط رأسهم.. فخلال تلك السنوات، ومع تقدم التعليم والحضارة، وبعد أن تطورت مدينة الرياض بشكل ملحوظ نرى الكل يتسابق للفوز بسكن في العاصمة الرياض، لما تتمتع به من ميزات وخدمات في كافة المجالات، وهذا من حقهم كمواطنين لأنها تعتبر عاصمة وطنهم بلا شك، ولكن الخوف أن يأتي يوم ما تكون المملكة فيه هي الرياض، والمدن الرئيسية فقط، وتندثر المناطق والقرى، بسبب الهجرة المخيفة نحو الرياض، التي أصبحت حلم كل شخص أن يستقر فيها، حتى الوافدون إلينا من الخارج للعمل لدينا يسألون عن مكان العمل أين!! قبل سؤالهم عما هو العمل...فالرياض الآن أصبحت مدينة تضاهي بعض المدن العالمية، وبلا شك أصبحت الهجرة إليها من أجل كسب الرزق، ويأمل كل مواطن في الحصول على عمل فيها. وما دعاني لكتابة هذه السطور هو الازدحام الحاصل بشكل لم أكن أتصوره من قبل، حيث لا يمكنني التجول في مدينتي الحبيبة مثلما كنت أفعل من قبل وذلك بسبب الازدحام حيث إنني أصبحت غريباً عن مدينتي وذلك بسبب الازدحام الشديد في غالبية الطرقات. من حقي أن أفرح بمدينتي، فخلال الأيام الماضية ذهبت لأتجول لمعرفة بعض معالم الرياض الحديثة بحكم أنني كنت حبيس منزلنا بسبب الازدحام القاتل، فوجدت الأمر لا يصدق، لا ترى لون الأرض من كثرة ازدحام السيارات في الشوارع الرئيسية والطرق السريعة وعند الإشارات في كل مكان حتى في الأسواق وفي المستشفيات حتى الصرافات.. غير أنك لا تجد مكانا إلا وفيه زحمة. أعتقد أن مدينة الرياض امتلأت بالمواطنين والمقيمين، وهذه الأعداد في تزايد مستمر.. ومن ناحية أخرى لماذا لا يكون هناك تقسيم للدوائر الحكومية حيث إن جميع الدوائر الحكومية متواجدة في شارع واحد.. وكذلك طلاب المدارس بجميع فئاتهم فتصبح مدينة الرياض كخلية النحل، الكل يريد الذهاب إلى مبتغاه.. لتكون هناك حسبة بسيطة في مخيلة كل واحد منا عن استيعاب الشارع لعدد من الدوائر الحكومية مع عدد الموظفين وعدد طلاب المدارس فتجد صعوبة في استيعاب الشارع لذلك الكم الهائل.. ولا سيما أن العاصمة أصبحت تكتظ بالسكان فإني أرى أن الشوارع لا تتسع لكل هؤلاء.. ولا يخفى على أحد أن حكومتنا الرشيدة سعت لحل هذه المشكلة من خلال وضع دراسات جيدة تشكر عليها منها تفعيل وتطوير نظام النقل العام بالمدينة وكذلك مشروع القطار الكهربائي الذي سوف يرى النور قريباً بإذن الله حيث ستكون هناك عربات متطورة ومريحة ومجهزة بنظام تكييف حديث، كما يمكن فصل العربات من الداخل لاستيعاب ثلاث فئات للخدمة منها فئة خاصة بالأسرة، كما تتيح العربات خدمات الاتصال الهاتفي والاتصال بشبكة الإنترنت وتلقي الركاب المعلومات الإرشادية من مراكز الإدارة والتحكم الذي يشتمل على خطين رئيسيين الأول على طريق الملك عبدالله بطول 16كم ابتداءً من طريق الملك خالد غرباً حتى طريق خالد بن الوليد شرقاً، وهذه من أفضل الحلول لفك الازدحام الحاصل بين التقاطعات؛ ما يضطر الواحد الآن إلى الانتظار أكثر من 20 دقيقة عند الإشارة، بينما القطار الكهربائي يمكّن شخصا بمفرده أو مع العائلة الركوب في القطار والوصول إلى مركز التسويق أو زيارة عائلية وعند الانتهاء يمكنه الرجوع من حيث ركب القطار.. أما الخط الثاني فعلى طريق العليا وامتداد طريق البطحاء بطول 25كم ابتداءً من الطريق الدائري الشمالي حتى مركز النقل العام على الطريق الدائري الجنوبي.. ويعد هذا الطريق شريانا للمواطنين والمقيمين يمكنهم من الوصول إلى أي مكان ابتداء من العليا إلى البطحاء.

هناك دراسة جدوى اقتصادية ومالية لهذا المشروع أوضحت أن تشغيل القطار الكهربائي على محوري طريق الملك عبدالله وشارع العليا، سوف يعود بفوائد كبيرة تفوق في قيمتها المادية تكلفة المشروع بستة أضعاف، ومن أهم هذه الفوائد، تقليل عدد رحلات السيارات بما يقارب 250 ألف رحلة في اليوم، وتقليل عدد الكيلو مترات المقطوعة بالسيارات الخاصة يومياً بمقدار 4.48 مليون كيلو متر، وتقليل الزمن الذي تقضيه السيارات بمقدار 89 ألف ساعة في اليوم، كما سوف يساهم مشروع القطار الكهربائي بتوفير ما يعادل 400 ألف لتر من الوقود يومياً وبالتالي تخفيض نسبة الانبعاثات الملوثة للهواء وتحسين نوعية الهواء، وتقليل عدد الحوادث المرورية بمتوسط 21 حادثاً في اليوم. ولكن السؤال: متى نرى هذه القطارات أو متى نرى التجهيزات؟ علما بأنه تم استكمال التصاميم الهندسية الأولية والمواصفات الفنية كمرحلة أولى من المشروع.. فهل سوف نرى المرحلتين الثانية والثالثة.

عبدالعزيز بن حلوان


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة