Car Magazine Wednesday21/03/2007 G Issue 16
الافتتاحية
الاربعاء 2 ,ربيع الاول 1428 العدد16

عين المرور الثالثة!!

بشكل يكاد يكون شبه يومي تطالعنا أجهزة الإعلام المتعددة بملاحظات مختلفة عن الحالة المرورية، وتحمل انتقادات لاذعة للأجهزة المرورية المختلفة، حتى يصل بها الحال إلى توجيه أصابع الاتهام لها بالتقصير والإهمال، عند مشاهدة حادث مروع، وعند رؤية تجمعات المفحطين.

وفي كل حالة تحدث فيها مخالفات مرورية يتبادر إلى أذهاننا سؤال: أين رجال المرور؟!، وكأن لسان حالنا يقول من خلال التساؤل: إن على المرور أن يخصص أحد أفراده للعمل أمام كل مدخل ومخرج في (طريق وشارع)، وعند كل إشارة، وربما يصل بنا الحال إلى أن نتمنى رجل مرور لكل سيارة لكي تحترم الحالة المرورية، ويتم ضبط إيقاع حركتها، ولننعم بالسلامة المرورية، لنسعد بالقضاء على المخالفات في هذا الجانب، وتحجيم المخالفين، ولكن هذا لن يتحقق ما لم يمارس كل منا دوره، ويكون قدوة حسنة بالالتزام بتعليمات السلامة، بل بالقيام بدور ومثابة رجل مرور في كل مكان وفي كل زمان.

ولقد أحسنت إدارة المرور صنعاً بإنشاء (إدارة المرور السري) الذي يشكل كابوساً، وهاجساً يقلق كل الذين يتوشحون بثياب كاذبة، ومظاهر خادعة من السائقين المتهورين الذين يطلقون على أنفسهم ألقاباً فضفاضة، ويمنحونها نياشين مزيفة، كل هذا لكي يشار إليهم بالبنان بين أقرانهم، بالمفحط (فلان) والمفحط (علان)، غير آبهين بما قد يتركونه وراءهم من كوارث، وتدمير لبيوت عامرة، وإهلاك للحرث والنسل.

إن جهود فرق المرور السري أثبتت نجاحا منقطع النظير في ضبط العديد من مخالفات السرعة الجنونية، وتحجيم طيش المفحطين، وعاكسي اتجاه (للسير)، وهواة (المزُورَق) على الطرق السريعة، ورصد قاطعي إشارات المرور، وكل المخالفين من هواة السرعة الذين لا يحترمون قواعد السلامة المرورية، ولا يقيمون حرمة للنفس البشرية.

وبالرغم من هذه الجهود المتميزة لفرق المرور السري فإننا نتوجه بالتساؤل لسعادة مدير عام المرور عن مصير برنامج (نسلم)، ذلك البرنامج الوطني الواعد الهادف إلى غرس الرقابة الذاتية في مستخدمي الطريق، وتكريس روح الثقافة الأمنية لدى المواطن، وفتح باب مشاركته في العمل التعاوني و الجماعي، قال الله تعالي: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}، من أجل الحفاظ على الأرواح، وصيانة الممتلكات من عبث العابثين والمستهترين، لنعمل سوياً من أجل السلامة المرورية وتحقيق غاياتها المرجوة.

نعلم أن برنامج (نعمل سويا لأجل السلامة المرورية) (نسلم)، تم إقراره من اللجنة العليا للسلامة المرورية عام 2005م، للقيام برصد المخالفات التي يتم التبليغ عنها، من قبل شريحة منتقاة من المواطنين الأكفاء، والمشهود لهم بالاستقامة، والذين يتم اختيارهم من بين مسؤولي الدولة وغيرهم، وتتوفر فيهم سمات الأمانة والثقة، ليكونوا العين الثالثة للمرور بعد عيني المرور العلني والسري، وتكون مهمتهم رصد المخالفات المرورية الثلاث الأكثر خطورة، والمتمثلة في قطع الإشارة، والتفحيط، وعكس الاتجاه (للسير)، وذلك بعد خضوعهم لبرنامج تدريبي مكثف، وتزويدهم بتقنيات حديثة متطورة، تساعدهم على أداء مهامهم.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عبداللطيف العتيق E-mail: dchief@al-jazirah.com.sa


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة