Car Magazine Wednesday21/03/2007 G Issue 16
تحقيقات
الاربعاء 2 ,ربيع الاول 1428 العدد16

تقليعات من نوع آخر
سيارات أم مسارح متنقلة ؟

* إعداد: تركي البسام *

أصبح الشارع في الآونة الأخيرة مسرحاً لكثير من التقليعات والمواصفات الغريبة (المتحركة) فالسيارات التي تمر من هنا وهناك تكاد تكون استوديوهات متحركة تنبعث من داخلها أصوات الموسيقى العالية، بينما الأخرى تضج بالأضواء الملونة اللافتة التي تخرج الشارع -حسب رأي الكثيرين- عن وقاره وتفقده انضباطه. هذا من وجه.. أما إذا نظرت إلى وجه آخر فسنجد السيارات المليئة بشاشات ال DVD وكأنها قد خلقت أساساً لتكون صالة للعرض والمشاهدة وليست سيارة فقط.

استفحل الأمر حتى غدا ظاهرة تستحق الدراسة، أو على الأقل الوقوف عندها، حاولنا من خلال هذا التحقيق تلمس الدوافع لدى الشباب ورأي الشارع في ذلك.

وها هي الآراء التي أفرزها التحقيق..

لا أريد أن أبدو كالعواجيز

ناصر الجابر لفتتنا سيارته بالأضواء المنبعثة من داخلها، والتي تغشى العيون..

بادرناه بالسؤال ما القصد من وراء ذلك؟! فقال: إنها تكسب سيارتي منظراً مبهراً وتجعلها جميلة ولافتة للنظر، وأنا مرتاح لذلك، والبعض ربما يرى في ذلك خروجاً عن المألوف، لكني لا أرى ذلك؛ فمن حقي كشاب أن أستمتع، وأن أفعل كما يفعل أقراني من الشباب، وهذه السيارة بهذه الطريقة تقول: إن قائدها شاب منطلق ومقبل على الحياة..أم تريدونني أن أبدو كما العواجيز؟!! مادمت قادراً فسأفعل..

عبدالرحمن الناصر تحتوي سيارته على أربع شاشات DVD.. ما استغربناه وعبرنا عن ذلك بسؤالنا عن كيفية إمكانه الاستفادة من كل هذه الشاشات؟..

فبادرنا قائلاً: لا يمكن أن أكتفي بشاشة واحدة إذ إنه أحياناً يكون هناك معي من لا أريد أن أحرمه من المشاهدة، وإذا كنت قادراً على تركيب أكثر من واحدة فلماذا لا أفعل؟.. على العموم أنها وسائل التسلية المتاحة فلماذا لا نستخدمها.

إشاعة المتعة..

متعب العنزي، سيارته عبارة عن مكبرات صوت متحركة غطى صوتها على كل ضوضاء الشارع استوقفناه فقال: البعض يرى أن في رفع أصوات مكبرات الصوت إزعاجاً للآخرين بينما لا أراه كذلك، فإذا أخذنا الأمر بصورة عقلانية فسنجد ببساطة أنني لا أسبب لأحد إزعاجاً فبالكاد لا أمر بجوار أحد إلا برهة قليلة ولا أعتقد أنها كافية لأن تزعجه، وأطول فترة يمكن أن أكون بجوار أحدهم لا أزيد عن دقيقتين عند الإشارة، وهذه فرصة لجاري للاستماع.

قتل الملل..!

ويوافقه مرافقه خالد الماضي، قائلاً: لا تحمّلوا الموضوع أكبر مما يحتمل، هي عادة تفشت في أوساط الشباب، ونحن مثلهم، فلماذا لا نفعل مثلهم ولا نستمتع بهذه الأشياء؟!.. أنا في الحقيقة أقود سيارتي بلا هدف، وقد أصاب أحياناً بالملل.. لكن استطعت أن أتغلب على ذلك من خلال وضع هذه السماعات التي تجلب الكثير من التسلية.

لفت الأنظار..

أما من خلال حديث سلطان البدر فقد عدنا إلى موضوع الأضواء المنبعثة من السيارة، وقد قال: أنا في الحقيقة أعترف أنني أحاول لفت الأنظار إلي من خلال الأضواء التي تجعل كل من في الشارع يتجه ببصره نحوي، ولا أرى ذلك عيباً فكل منا في داخله هذه الرغبة الكامنة ولفت الأنظار، وهي أولاً وأخيراً هواية بريئة ليس من ورائها أي ضرر من أي ناحية.

إضفاء الرونق..!

وفي السياق ذاته تحدث عاطف القحطاني: إنها من وسائل التقنية المتاحة التي تضفي على السيارة كثيراً من الرونق، ربما لا نقصد فقط لفت الأنظار، فإن ذلك ليس هو الهدف دائماً فأنا أحب أن أفعل شيئاً أولاً من أجل نفسي، ومن أجل أن تكون سيارتي مميزة عن سيارات الآخرين، وهذا يشعرني حقاً بالتميز والسعادة.

تقليد..

نايف العنزي، قال: ثلاثة من أصدقائي أضافوا لسياراتهم هذه الأضواء المبهرة، وقد كنت أرى في ذلك ترفاً لا داعي له وأنها شيء ليس ذا قيمة، وكنت دوماً أتساءل ما الفائدة من وراء ذلك؟!..

ولكن شيئاً فشيئاً تأثرت بهم وفعلت مثل ما فعلوا وأصدقك القول: لم أفعل ذلك إلا تقليداً بعد أن أقنعني أصدقائي أنها من السمات العصرية المميزة للشباب.

لا يهمني أحد..؟!

سعد المواش، وجدناه بسيارة متوسطة العمر والقيمة، ومالفت أنظارنا مكبرات الصوت الموضوعة عليها، والتي ربما في تصورنا فاقت قيمة السيارة سألناه مباشرة عما دار في أذهاننا فأجاب قائلاً: في الحقيقة أن أحدهم من قبل قد قال لي: إن هذه المكبرات أغلى ثمناً من سيارتك، أنا لا أعير هذا اهتماماً، هذه السيارة قد لا أستطيع تغييرها لوضعي الاقتصادي العادي..

لكن هذا لا يعني أن أحرم نفسي من أشياء أحبها، قد تقول: كان يمكنك أن تصرف ماصرفت وبإضافته لقيمة سيارتك، يمكن أن تقتني سيارة أفضل..

لكن أنا أقول لكم: هكذا أفضل فلا يهم إلا أنني كنت أريد أن أملك ماملكت، والحمد لله.

متعة..

خالد البليهي قال: لا أكذب وأقول هذه الأضواء على سيارتي وضعتها من فائض ميزانيتي، بالعكس هي تكاد توازي قيمة سيارتي، ولكن ماذا أفعل وقد جن جنوني منذ أن رأيتها أول مرة، وقررت أن أضعها في سيارتي فبعد أن كنت قد وفرت مبلغاً لأضيفه إلى ثمن سيارتي لشراء سيارة جديدة غيرت الفكرة بالكامل، وها أنا الآن أشعر بمتعة أكبر من لو أنني اشتريت سيارة جديدة.

شاشات.. وشاشات

سلطان الربدي قال: نعم. إنني أضع أكثر من شاشة DVD على سيارتي.. بل حتى لدي سيارة أخرى قمت بتركيب هذه الشاشات عليها فهي تجعلني أعيش في جو لا يتخلله الملل ،وأستطيع أن أشاهد ما أريد مشاهدته في أي وقت وأي مكان، لم تعد السيارة كما كانت من قبل تقطعك عن كل العالم وتحس فيها كأنك لا رابط بينك وبين الدنيا..

الآن ومع توفر هذه الشاشات أصبحت قادراً على مشاهدة ما أريد أولاً والبقاء في سيارتي أي فترة..أقصد أستطيع أن أمضي الساعات في قضاء حاجاتي أو حتى الدوران في الشارع، دون أن أضطر إلى العودة للبيت لارتباطي بمشاهدة شيء معين.

صرف مناسب..!

ماجد الراشد يقول: أوافقك على أننا نصرف على سياراتنا الكثير.. لكن ما لا أوافقك عليه أنه ليس بالصرف الزائد، هذه أمور لا يمكن قياسها إطلاقاً، أنا أدفع في أشياء تعود علي بمردودات معنوية، و لا يمكن أن نقول: إن هذا المبلغ زائد عن كذا أو كذا، ثم إن هذه المبالغ نفسها التي يصرفها البعض فقد لا تعني لهم شيئاً مهما كثرت فما يكون مبلغاً كبيراً لدى البعض قد يكون صغيراً، ولا يكاد يحسب لدى آخر ين.

هوّنو ا الأم ر..

زيد المرشدي قال: ليس من المناسب -في رأيي- هذا القلق الزائد بما يصرفه الشباب على سياراتهم، نحن كشباب لا ننظر للأمر بهذه الزاوية، فما نصرفه من مبالغ يدخل أساساً ضمن الميزانيات الموضوعة، أنا شخصياً كلما أحسست بالملل وبأن سيارتي تحتاج شيئاً جديداً أقوم بإضافة من دون تردد.

تيار الموضة

عادل المسري يقول: هي دورات طبيعية لابد أن تكتمل، فالموضات الجديدة لا تنتهي فما أن تنتهي موضة حتى تجد أخرى جرفتنا، نعم أنا أصرف ببذخ على مثل هذه الأشياء، وهذه من ضمن بنود الصرف الحياتية العادية، ترون الآن أنني أضع هذه الأضواء اللافتة على سيارتي، وهذه ليست أول مرة أتابع فيها الموضة، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة، كل ما في الأمر أنك تجد نفسك دون أن تدري ضمن فكرة جديدة امتلكت الشارع والشباب فتصير من ضمنهم، حتى دون أن ترهق نفسك بالتفكير في الأمر.

هيبة الشارع ووقاره..

على الجانب الآخر هناك الكثيرون ممن يرون في هذه التقليعات ما يؤذي الآخرين.. بل ما يذهب بهيبة الشارع ووقاره..

يقول يوسف التميمي: إنها حقاً تقليعات مؤذية، فأحياناً تفاجأ بأضواء سيارة تكاد تذهب بحياتك في حادث، إنها من مظاهر الترف والحياة الفارعة التي يحياها كثير من الشباب والخالية من الأهداف، وأعتقد لو كان لدى هؤلاء ما يفعلونه لما تصرفوا بهذه الطريقة، أو لو كان لديهم أدنى إحساس بالمسؤولية ما كانوا يبعثرون أموالهم بهذه الطريقة.

فراغ..قاتل

عبدالعزيز الأسلمي.. يتحدث في نفس الاتجاه قائلاً: بالطبع إنه الفراغ الذي يلقي بهم إلى هذه المهاوي، وأضاف: المشكلة أن أغلب هؤلاء ليسوا هم من يكسبون هذه الأموال وإلا لما كانوا سيصرفونها بهذا البذخ وهذه السهولة لو كانوا تعبوا في جمعها.

ظواهر مؤذية..

خالد العبداللطيف قال: نعم.إنها ظواهر مؤذية وهي قبيحة، تخل بكثير من المفاهيم وتفقد الشارع انضباطه، وإنه أمر محزن أن يكون شبابنا دائماً هكذا، ثم أضاف: رغم أني أحمل على هذه الشريحة المستهترة إلا إنني أحب ألا أشمل الجميع، فهناك من الشباب من لا يمكن أن تنسحب عليهم هذه القواعد.

لا تظلموا الشباب..!!

سلطان الراضي: له رأي آخر يقول: أنا في منتصف الأربعين، أي أن هذه الألعاب لا تستهويني..

لكن ما أود أن نتوقف عنده هو أننا كثيراً ما نظلم هؤلاء الشباب لماذا نقف في طريقهم ونمنعهم من هواياتهم؟! ثم لننظر إلى أنفسنا عندما كنا في مثل هذا العمر ألم نكن ميالين لمثل هذه التقليعات؟..

رأيي يجب علينا أن ندع الشباب وشأنهم، بل إنني أشجع من أعرف منهم على تفريغ طاقاتهم في هذه الجوانب، حتى لا يتراكم في دواخلهم كبت من أي نوع.

حاولنا أيضاً استطلاع أصحاب المحلات وقال أمين الزايدي: بالطبع زبائننا جميعهم من الشباب، وذلك في رأيي عائد إلى أن هذه الطبقة أو الفئة العمرية بطبعها أميل إلى التغيير والانجراف وراء الموضة، وحقيقة أن بعض هذه الأشياء غالية الثمن، هذا إذا ما تمت مقارنتها بقطع الغيار الضرورية من حيث الفائدة، لكن من ناحيتنا نحن فإننا لا نتربح من هذا بالدرجة التي يعتقدها الكثيرون. ويتفق معه محمد صالح وأبو ياسر المهندسان أنه، ومن خلال عملهما ومشاهداتهما، فإن فئة الشباب هي التي تطلب تركيب الشاشات والأضواء والسماعات، وأن الإقبال عليها كبير جداً، بل هو في ازدياد، ويقولان: أحياناً نحس بأننا لا نستطيع أن نغطي كل الطلبات، خاصة أن الشباب بطبعهم مندفعون ولا يكادون يصبرون.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة