Car Magazine Wednesday21/03/2007 G Issue 16
استطلاع
الاربعاء 2 ,ربيع الاول 1428 العدد16

الشباب.. يصرخون:
إصلاح السيارات حريق في جيوبنا

الرياض - نادي السيارات

هل أصبحت السيارة بند صرفٍ مفتوحاً، وأصبحت عبئاً لا قبل لنا بمجابهته؟ هذا هو سؤالنا الذي استدر أنماطاً متنوعة من الإجابات، فالمجتمع كاد يقول بذلك، ولكن من وجهات مختلفة فبينما ركز البعض على إشكاليات الأعطال وقطع الغيار كأحد أهم أسباب استنزاف المال رأى آخرون أن المظهرية والصرف فيما لا طائل من ورائه ولا جدوى هو السبب الأهم، فبين الضرورة وعدمها تقلبت الآراء، ولنستعرضها ونرى أوجه الخلاف والاتفاق:

بند صرف مفتوح

سالم الغامدي كان أول المتحدثين فقال: السيارة بصفة عامة أصبحت بند صرف مفتوحا يكاد ينتهي، بالنسبة لي هي حقيقة ترهق ميزانيتي ليس من ناحية شكلية إنما تتمثل وجوه الصرف لدي في أشياء جوهرية لا أستطيع التغاضي عنها؛ إذ إنني أضطر للذهاب إلى الورشة في فترات متقاربة جداً وهو أمر مرهق خاصة أنها من نوعية قطع غيارها مرتفعة السعر لذا فإنني في العادة لا أصرف على أي جوانب أخرى من الإكسسوارات وما شابهها فيكفي ما أخصصه لها من ميزانية.

لا أعيش في جزيرة

ضافي العنزي قال: السيارة أصبحت من الضروريات ليس كوسيلة نقل فقط فهي من هذه الناحية قد لا تكلف الكثير؛ إذ يمكن أن تشتري سيارة معقولة بسعر مناسب وتحافظ عليها، لكن المشكلة أن ذلك لا يمكن فلابد من مجاراة المجتمع خاصة الوسط الشبابي المغرم بكل ما هو جديد من ناحية الموديل والشكل والفخامة فلا تستطيع الثبات على سيارة واحدة لمدة طويلة وإلا أصبحت مصدراً للسخرية من جانب زملائك وأنا كأحد أفراد المجتمع لا أستطيع إلا الامتثال لقوانينه فأضطر لتبديل سيارة كل فترة وأخرى.

ذلك عن طريق بيع سيارتي القديمة وشراء سيارة جديدة وبالطبع فإنني أدفع في هذه الحالة فرقاً معتبراً، وقد لا أكتفي بذلك فقط بل إنني كثيراً ما أقوم بإضافة الإكسسوارات وبعض الأشياء التي تغير من شكلها، لا أقول إن ذلك لا يكلفني فوق طاقتي ولكن ماذا أفعل وأنا لا أعيش في جزيرة منعزلة، فبما أنني فرد من هذا المجتمع فلا بد أن أكون مثل الجميع في كل شيء.

ثمن الراحة

أما فلاح الغامدي فلا يرى أن البند المخصص للصرف على السيارة كبير مهما ارتفعت قيمته ويبرر ذلك بقوله:

السيارة أصبحت أهم مفردات العصر، أي أن الحياة بدونها تكاد تكون مستحيلة، فلا بد أن يتناسب الصرف عليها مع هذه القيمة الكبيرة، أنا شخصياً دفعت تقريباً كل ما استطعت توفيره خلال ثلاثة أعوام لشراء سيارة جديدة وهذا من أجل راحتي، وأظن أن الراحة لا تقدر بثمن، لا أريد أن أكون كثير التردد على الورش ولا أريد سيارة تفاجئني بأعطالها وأنا في أشد الحاجة إليها، فلماذا لا أدفع.

لا للصرف الزائد

عبدالله العنقري قال: رغم موافقتي على أهمية السيارة وأنها.. يجب أن يكون لها بند في الميزانية الشهرية لدي إلا أنني أرفض بشدة أن تكون هذه الميزانية فوق طاقتي، فلماذا أستدين مثلاً لكي أغيّر سيارتي طالما أنها تفي بالغرض المطلوب، سيارتي متوسطة العمر، لكنها قوية وتستطيع أن تخدمني بصورة مرضية وأنا أعتني بها وأصرف عليها ولكن كما قلت في حدود المعقول وبما يتناسب مع دخلي، وأعيش في هذا المجتمع وأعرف نظرة الناس للسيارة وتقييمهم لصاحبها من خلالها ولكني لا أعطي هذا أكبر من حجمه، وأنا بالفعل أرثي لحال هؤلاء الذين يكلفون أنفسهم فوق طاقتها فقط جري وراء المظاهر وتقليداً للآخرين.

مرض نفسي

ماجد الرصيص يقول: أنا في الحقيقة أعيش حالة مختلفة جداً أرجو ألا يعتبرها قراؤكم الكرام مرضاً فأنا أحس بالملل من السيارة كل فترة وقد تقاربت الفترات حتى صارت تحسب بالأيام لذا لم أجد غير أن ألجا إلى التأجير، فكلما رأيت سيارة أعجبتني، تظل تداعبني حتى أركبها ولو كانت لدى صديق ربما استاذنته لكي أتجول بها جولة قصيرة أشعر بعدها بالراحة وبأن شيئاً مهما قدا تحقق، حتى لون السيارة، فكما قلت وجدت أنني لا أستطيع أن أشبع نفسي إلا عن طريق التأجير الذي يقضي على ميزانيتي بالكامل.

نعم نعاني

عبدالكريم الصحبي قال: هناك العديد من فروع الصرف المتفرعة عن البند المتعلق بالسيارة، فهي أولاً بالأقساط وتأخذ من الميزانية الشهرية نسبة لا بأس بها، أضف إلى ذلك الأعطال المفاجئة والصيانة الدورية وأحياناً الإكسسوارات وحينما تجمع كل ذلك تجدها قد ذهبت بميزانية الشهر تقريباً، أنا أعاني بالفعل من هذا ولكن لست وحدي فالجميع أصبح يعاني، ولا نستطيع فعل شيء فالسيارة ضرورة لا يمكن تجاوزها أو التهاون إزاءها.

مصدر للقلق

يحيي الشهراني يقول: الحقيقة أن السيارة أصبحت مشكلة، لقد اضطررت لشراء سيارة فلم أجد أفضل من الاقتراض من البنك هكذا ظننت وقتها، لكن الآن اكتشفت فداحة خطئي، فتسديد القرض في حد ذاته أصبح بند صرف لا يتوقف أحس الآن بأن هذا الذي حدث لا يتناسب مع قيمة السيارة، ولو عادت بي الأيام للوراء فلا يمكن أن أفعل ما فعلت.

عبدالواحد الزهراني: بالفعل إنها مشكلة بداية من الأعطال الصغيرة التي تستنزف الميزانية إلى الأعطال الكبيرة والإكسسوارات وماعداها، لا تخرج من نقطة حتى تعود إليها والسبب أولاً وأخيراً السيارة، باختصار أصبحت الميزانية تضيع هدراً في السيارة ومشكلاتها التي لا تنتهي فبدلاً عن أن تكون مصدراً للراحة أصبحت في الآونة الأخيرة مصدراً للقلق.

أشياء وأشياء

ماجد الشهري: السيارة أصبحت مشكلة، فكلما عالجت شيئاً فوجئت بأشياء أخرى ما أعنيه هنا فقط واركز عليه هو الأعطال، وقطع الغيار التي هي إما غير أصلية أو أنها أصلية لكنها مرتفعة الأسعار جداً، وأحياناً تكون مضطراً لاستعمال الرخيص حلاً لمشكلتك في وقتها لكن سرعان ما تعود لتدفع مرة أخرى، هذا فيما يخصني أما على المستوى العام فأحس أن الشارع أو قل المجتمع بصورة عامة أضحى مهووساً بالسيارات وأشكالها وموديلاتها وهذا بالطبع سبب للصرف الكبير الذي لا ينتهي وأنا بصفة عامة لا أوافق أن تكتسب السيارة مكانة لا تستحقها فهي وسيلة مواصلات ليس إلا وأتمنى أن يكون هذا الفهم هو السائد في مجتمعنا.

سفه

فهد السويلم يقول: الترف الذي نعيشه هو مصدر كثير من الآفات الاجتماعية وقد لا يوافقني الكثيرون في ذلك إذ إنهم ربما رأوا أن الأمر لم يصل مرحلة أن نسميه بالآفة ولكنني أراه كذلك، أنا من ناحيتي أحمد الله أن لم يبتليني بهذا البلاء، أن المبذرين كانوا إخوان الشياطين فلماذا أصرف المال في ليس موضعه، أن هذا هو السفه بعينه، أرجو أن يراعي الجميع الله فيما يقومون به فإن كان لهم فضل مال فأتمنى أن تكون وجهة الصرف فيما يرضي الله.

استهتار

فيما يرى طاهر السهيلي: أن الأمر وصل حداً أقرب للهزل والاستهتار منه للجد، هذا فيما لا يتعلق بالصرف الضروري فمن هذه الناحية لا اعتراض لدي على أي جانب فعندما تتعطل سيارتك فمن البديهي أن تقوم بإصلاحها مهما كلف الأمر، ولكن ما أعترض عليه هو الصرف من النواحي الشكلية والجماعية من إكسسوارات وتعديل في السيارة أو تبديلها من غير داعٍ.

خداع اجتماعي

محمد المسردي يقول منفعلاً: لقد أصبحنا مجتمعاً مقلداً بدرجة غريبة فما أن يرى أحدهم شيئاً حتى يسعى لامتلاكه مهما كلف الأمر، وهذا ما أسميه الخداع الاجتماعي، والغريب أننا بالفعل ننخدع لهؤلاء الذين يمتطون السيارات الفارهة، رغم أننا نعلم أن كثيراً منهم ومن أجل أن يمتلك هذه السيارة قد صرف كل ما لديه والبعض كاد أن يصبح فقيراً إلا من هذه السيارة فهل الأمر يستحق كل هذا العناء.

منافسة محمومة

أحمد الزهراني يقول: بالفعل هناك منافسة محمومة خاصة في أوساط الشباب من أجل امتلاك أغلى السيارات مما يكلفهم الكثير، وأنا من الذين انساقوا وراء هذه الموجة وقد كلفني ذلك الكثير جداً، لكن في الآونة الأخيرة بدأت أنظر للموضوع بصورة أكثر عقلانية بعد أن استنفدت السيارة الأخيرة كل ما أملك.

احتكار

سليم السبيعي: قد لا تكمن أسباب الصرف دائماً في البذخ لكن في جانب الضروريات فهناك الأعطال مثلاً ليس فقط من ناحية كثرتها وما إلى ذلك من نواحي قطع الغيار وهنا تبرز مشكلة الاحتكار إذ إن الوكالات أحياناً تكون المالك الوحيد لنوع معين لذا فإنها ترفع أسعارها كيفما تريد وذلك بالطبع ناتج عن عدم وجود منافسين من هذه الناحية نحن نعاني كثيراً.

ويوافقه مرافقه طارق آل عامر قائلاً: بالفعل هذه مشكلة إذ إن الوكالات قد تتجاهل كثيرا من القطع ولا تقوم بتوفيرها باعتبار أن هامش الربح فيها ضئيل أو أن الطلب عليها ليس كبيراً، مما يدفع المستهلك إلى استخدام أنواع رديئة من القطع والأخيرة بالطبع سريعة التلف مما يجعلك تكثر من استبدالها وهذا ما يكلف كثيراً.

إشكال عصري

حمد الحمد يقول: أعتقد أنه مرض عصري ليس مقتصراً علينا نحن فقط السعوديين أو الخليجيين، لكن السيارة أضحت ضرورة في كل المجتمعات ومشكلاتها بالتالي تنسحب على كل المجتمعات إلى حد كبير فلماذا نحن فقط الذين نشكو، لكل شيء تستخدمه مصاريفه ويجب أن نكون مؤمنين بذلك غير غافلين عن حساباته بل ونضع ذلك في ميزانياتنا حتى لا نفاجأ.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة