Car Magazine Wednesday21/03/2007 G Issue 16
أقلام
الاربعاء 2 ,ربيع الاول 1428 العدد16
لأنني أحبك أكتب إليك رسالتي
وسيلة محمود الحلبي

أيها الحبيب أباً، زوجاً، أخاً، ابناً، جاراً، زميلاً.. لأنني أحبك أكتب إليك رسالتي.. وعلى صفحات مجلة (نادي السيارات) أرسل لكم صوتي رسالة لم يحملها البريد لعلها تصل إليكم.. وأنا أراك أيها الحبيب شغوفاً بهذه المجلة لأنك شغوف بالسيارات. فأنت غالٍ على قلبي وتسكن محبتك في ضلوعي، ودوماً أدعو لك بالسلامة أينما كنت.

أيها الحبيب.. عندما أرى الحوادث الدامية يرتعد قلبي خوفاً عليك. وينفطر قلبي حزناً وألماً على ما ألمَّ بهؤلاء الذين تتبعثر جثثهم كل يوم في الطرقات.. فأدعو لك بالسلامة.. أيها الحبيب القيادة فن وذوق وأخلاق، فلماذا نكسر القلوب ونحطمها ولماذا نساعد على ترميل النساء وتيتم الأطفال..؟! مهلاً لا تنفعل ولا تقل (شبعنا من هذا الكلام)، فقط أرجوك لا تقلب الصفحة فهناك المزيد.

ليس لي بل لك ولأسرتك ولمحبيك. في الحقيقة كتبت كثيراً عن السلامة وكثرة الحوادث، وقطع الإشارات، وحزام الأمان، ولكنني أشعر أنني ما زلت أريد البوح أكثر، ولا أريد أن أكتم آهاتي في صدري.. لذلك كنت ألملم أشلاء خوفي وعتبي وأعود أدراجي محملة بإحصاءات مخيفة من المسؤولين في إدارات المرور والحوادث والطوارئ، أحتضن تلك الاحصائيات المؤلمة وأبكي ألماً وحرقة على شبابٍ ضائعٍ ودماء تسيل في الشوارع هدراً، وآمال تضيع. ولكن ما نفع البكاء إن لم يصل صوتي إلى أحبابي ليسمعوه. أحبتي وصلتني رسالة من ابن ينصح والده بعدم السرعة سأرفقها مع مقالي هذا.. ولكن أريد أن أضع بين يديكم هذا الحوار بين سائق الليموزين وأحد الركاب، حيث تبين أن السائق لا يحب الإشارات المرورية لأنها تعطله عن اصطياد الفرص في نقل الركاب. فقال الراكب: لِمَ العجلة أنا المتأخر عن عملي ولست أنت.

السائق: أنا الذي أقود السيارة ولست أنت! ولكن الراكب يتأفف ويقول له: مهلاً عليك نريد أن نصل سالمين. فأجابه السائق: لا أحب إشارات المرور!!

وسار السائق بسرعة جنونية ولم يلتفت إلى رجاء الراكب وتوسلاته، لذا أصر الراكب أن يتصل بأقرب مركز شرطة للإبلاغ عن السائق المتهور الذي بدأ يصرخ ويقول: أنتم تحسدوننا على كل شيء ألم تعلم أنني إذا أوصلتك بسرعة استطعت أن أكسب الوقت لأنقل ركاباً آخرين غيرك؟!

وبدأ الراكب ينصح السائق.. وإذا به يقف جانباً ويقول للراكب: انزل واعطني الحساب، لقد وصلت إلى عملك.. فأعطاه الراكب الأجرة وأوصاه بعدم السرعة وعدم قطع الإشارة. وما أن دخل الراكب مكان عمله حتى سمع صوتاً مزعجاً وصفيراً حاداً ثم صدمة قوية.. فعاد إلى الخلف ونظر مسرعاً وإذا بسائق التاكسي وقد اصطدمت سيارته بسيارة نقل كبيرة، فدخل مكان عمله وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله..

رسالة الابن لوالده

والدي الحبيب، لقد علمت أن جارنا قد أصيب في حادث مروري مروع، ونقل إلى المستشفى، ورأيت أولاده يبكونه بحرقة وزوجته تستغيث. لقد أثر ذلك في نفسي وأحسست بغلاوتك ومحبتك في أعماقي لأنك أبي وحبيبي، فأرجوك يا والدي لا تسرع ولا تقطع الإشارة وأتمنى أن تعود إلينا سالماً. أبي الحبيب أذكر ذلك اليوم حين لم تتوقف في أحد المنعطفات وكنا سنذهب ضحية حادثٍ مروع، وقلت لنا لا تخافوا إن أحقية المرور لنا! هل تذكر يا أبي..؟ أرجوك أن تتمهل، فبعد حصول الحادث الأليم لا يهم لمن تكون أحقية المرور. لذا أرجوك أن تحترم إشارات المرور، لأنك تحافظ علينا وعليك، واربط حزام الأمان، وتمهل في القيادة لتعود إلينا سالماً، فنحن نحبك يا أبي.

وقفة تأمل:

إنه رجاء الابن لأبيه ودموعه حائرة حزينة يريد لأبيه السلامة. ولأنني أحبكم أكتب لكم هذا المقال وأرجو الله أن يحفظكم وألا تبكيكم عيون محبيكم.

للتواصل تليفاكس 2317743 ص.ب 40799 الرياض 11511


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة