لما عدت من السفر احتاجت السيارة لزيارة عابرة على إحدى الورش كنت أعلم علة السيارة وعندي استطاعة لفعل شيء ما لهذه المركبة كل ما في الأمر (وزن كلبليتر) وتفز مثل الحصان وبعد الدخول للورشة التي يعرف العاملون فيها الغشيم بأحوال السيارات وما أكثرهم.. وبعد اجتماع لكبار المهندسين وبعد مداولة جاء التقرير الميكانيكي أن السيارة بحاجة ماسة إلى تنويم لأنها تعاني كحة مزمنة وهناك انسداد في أحد الشرايين واشتباه زائدة في الصفاية. المهم أن إجمالي القطع (700) ريال وشغل يد (600) ريال وبدل وقوف في الورشة 100 ريال الإجمالي بعد (حبة الخشم) 1350ريالاً.

وبعد تفكير ومراجعة حسابات لن يبقى في الرصيد من آثار الإجازة ونار السلع والخدمات والمؤن إلا ريالات معدودة عندها قررت أن أصلح الخلل وبعد مضي ساعة.. تمت العملية بنجاح كبير.. ووفرت ما يزيد عن 1500 ريال وهذا هو حالنا مع كثير من أمور حياتنا اليومية، بكل أمانة نحن بحاجة إلى أن نتعلم ما يمكن أن يفيدنا ويوفر علينا شيئا من المصاريف اليومية في زمن أصبحت الأنفس (فاغرة) على كل شيء صاحب العقار يريد أكثر من حقه وتاجر الجملة والمفرد يريد أزود مما هو مطلوب حتى العامل في الورشة يلهف عينك عينك، والأدهى من ذلك اتفاق أصحاب الورش على تسعيرة معينة وفرض نظام على كل شيء. والضحية هذا المواطن البائس.

إذاً الخلاصة.. نحتاج معاهد لتعليم الحدادة والنجارة، والسباكة والكهربة واللحام والميكانيكا، وعقد دورات مجانية حتى نفلح في إصلاح الأمور البسيطة وتصبح مهمة الورشة للمعضلات.

وصدقوني سنوفر مبالغ خيالية لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا بدل أن تذهب لمحتال من هنا أو هناك..

خاتمة: إن صاحب الورشة عليه مسؤولية عظيمة أمام الله عز وجل.. وخاصة في تعليم من تحت يده فن التعامل الراقي والأمانة في العمل ولا يكون همه المرور الساعة 11.5 والساعة 12 لحصد المحصول اليومي من عرق المساكين كما تريد الذي لك كاملاً أعط الذي عليك كاملاً وإلى الملتقى.