Car Magazine Wednesday23/05/2007 G Issue 25
البيئة
الاربعاء 6 ,جمادى الاولى 1428 العدد25

ازدواج المحركات
وقود الهيدروجين النظيف

يحلم الجميع بوقود جديد، ونظيف، ورخيص. وهناك من ينتظر ألا تؤذيه الروائح القوية النفاذة، وهو يزود سيارته بالوقود في محطات الخدمة، والمعنيون بالبيئة ونظافتها ينتظرون المعجزة التي تقلل انبعاث غاز أول وثاني أكسيد الكربون.. إلخ ومعهم العلماء في خندق واحد حتى تزول غمة الاحتباس الحراري لكوكب الأرض، والغرب يود لو تخلص إلى الأبد من منظمة أوبك وتحكماتها، وشركات الوقود تنتظر الأمل في وقود لا ينفد بدلاً من الإمدادات غير المنتظمة للوقود الحجري التقليدي، والجميع معاً يكتوون بارتفاع أسعار الوقود حتى في برد الشتاء؛ معادلة صعبة للغاية.

وقد كانت مؤسسة BMW قد عهدت إلى مهندسيها ومراكزها البحثية للاضطلاع بتحقيق تلك المعادلة، فوجهت نفسها نحو الهيدروجين لتستخدم أوفر وأبسط عنصر في الوجود كمصدر للطاقة تزود به سياراتها، وهي في سبيلها لتحقيق تلك المعادلة، مبشرة بحلول مرحلة الفطام عن الجازولين والسولار كمصدرين للوقود منذ ظهور السيارات التي تعتمد على محرك الاحتراق.

خرجت الشركة من محاولتها الناجحة بسيارة رياضية ذات محرك 750hl من طراز سيدان بـ 12 سلندراً يعمل بإحراق الهيدروجين، ولا تترك وراءها من الغازات العادمة سوى خليط من الماء والبخار، وهذا يخفض التلوث المنبعث منها بنسبة 99.5%.

ولكنها الآن في حيرة من أمرها، كيف تجعل المستهلكين يقبلون على شراء سيارات تسير بوقود الهيدروجين إذا كان السائقون لا يجدون محطات تزودهم بالوقود الهيدروجيني؟ لذلك لا بد من توفير تلك المحطات أولاً.

ولكن لماذا تبني الشركات محطات تزويد الهيدروجين إذا كان عدد السيارات التي تعمل بهذا الوقود قليلة للغاية ولم يتم تسويقها بعد؟ إذن لا بد أولاً من وجود عدد كبير من السيارات العاملة بوقود الهيدروجين حتى تقدم لها تلك الخدمة...

مؤسسة BMW تعمل في منظومة متناغمة بعض الشيء مع كل من الحكومات والباحثين في مجال النقل، وكذلك شركات الزيت للترويج في حملة طويلة المدى للسيارات التي تعمل بوقود الهيدروجين، وفوائدها من حيث نظافة الهيدروجين كوقود. لذا شرعت الشركة في استكمال حملة الدعاية عابرة القارات التي بدأتها من الإمارات في عام 2001 تحت عنوان: (عالم الطاقة النظيفة)، وانتقلت بعدها إلى عدد من المدن منها بروكسل وميلانو وطوكيو، ولوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.... إلخ.

السيارة الهيدروجينية

السيارات التي تستخدم الوقود البديل تثير الانتباه وتبعث على الدهشة وتستدعي إلى الذهن صور مركبات الفضاء الغريبة، وفيما تبدو السيارات التي تستخدم الطاقة الشمسية كسيارات فلكلورية، وكذلك تظهر تلك التي تستخدم الرياح كدمى الأطفال، والحاصل من ذلك كله أن الناس لا يشعرون معها بألفة، ولا يخطر لهم مهما اتسع خيالهم أنهم سوف يستخدمون سيارات من تلك النماذج، أو يقتنيها أحد.

فهذا النوع وإن كان عالي السرعة مرتفع الأداء لكنه يشبه إن لم يتطابق مع النوع العادي الذي اعتاد الناس عليه في أرجاء المعمورة... وفي مرحلة وسيطة ينتظر أن تسير المركبة في المستقبل المنظور بأي من الهيدروجين السائل أو الجازولين على حد سواء.

وسيارة سيدان 750hl مزودة بخزان وقود هيدروجين سعته نحو 140 لتراً وتصل سرعتها إلى 226 كم/ساعة، ويؤكد مسؤولو BMW أن السيارة الهيدروجينية مثل السيارة العادية ويمكن تشغيلها بسهولة، بالإضافة إلى ذلك فهي نظيفة الانبعاث وقوية.

لدى BMW نحو 15 سيارة من طراز السيدان 750hl قطعت حتى الآن نحو 100 ألف كيلو متر، وهي تشارك في جولة (عالم الطاقة النظيفة)، لذا يحث العلماء الحكومات المختلفة على تبني هذا الوقود الجديد النظيف والعمل يداً واحدة لجعل السيارة الهيدروجينية حقيقة، ويتضح أن هناك حاجة إلى نظم تخزين أفضل وأكثر فاعلية، وكذلك هناك حاجة إلى بنية تحتية تفي بغرض البداية، وفي هذا الصدد نتفق مع علمائنا على أنه لا يمكن الحفاظ على الهيدروجين سائلاً إلا عند درجة حرارة 253 درجة مئوية تحت الصفر؛ لذا فقد قامت BMW بالحفاظ عليه سائلاً منفرداً دون الاتحاد مع غيره من العناصر بتوفير خزانات وقود في سياراتها تتكون من نحو 70 طبقة من الألومنيوم والألياف الزجاجية. كذلك إذا كان توفير الهيدروجين يتم حالياً عن طريق عملية التحليل الكهربي؛ حيث يتم فصل عنصري الماء: الهيدروجين والأكسجين، أو من الغاز الطبيعي أثناء عملية تكرير زيت البترول، فإن الحفاظ على الوقود في صورة آمنة يجعل مسألة البنية التحتية ونظم التخزين هي القضية الأهم قبل إنتاج السيارة.

السلامة والأمان والتمويل

مرة أخرى: ما الشركات التي سوف تنفق على بناء هذه المحطات التي تزود بالوقود الهيدروجيني؟ ألم تكن السيارة بين يدي المستهلك، خصوصاً إذا ارتبط ذكر الهيدروجين بكارثة مكوك الفضاء تشالنجر الذي انفجر في أولى رحلاته بعد نحو 52 ثانية فقط في الفضاء؟

صحيح أن الهيدروجين كوقود لم يكن له ضلع في الأمر، ولكن الناس في حاجة إلى من يطمئنهم. لذا يؤكد العلماء بأنه لا يحق للناس أن يتخوفوا من السيارة التي تسير بوقود الهيدروجين، وإذا كان هناك شيء من الخطورة، لكن لا تزيد على تلك الخطورة الناشئة عن استخدام سيارة تستخدم بالوقود التقليدي.

أجرت الشركات عدداً من اختبارات التصادم والسلامة؛ لترى ما الذي يمكن أن يحدث في ظروف مختلفة إذا ما تعرضت السيارة لحادث، أدى إلى ثقب أو تلف خزان الهيدروجين بها، وقد أكد مهندسوها أن تسريب الهيدروجين من خزانه تم بصورة غير ضارة أو مؤذية أو خطرة، وقد يكون فيما سبق ما يطمئن بعضهم تجاه السيارة، ويدفع في تنشيط اتجاه السيارة قبل محطة الخدمة، غير أن BMW بحثت عما يمكن أن يحفز المستهلكين، ويجعلهم يقبلون على شراء سيارة تعمل بوقود الهيدروجين، فلجأت إلى العامل الاقتصادي في الموضوع، وراحت تذكر أن جالون النفط يصل إلى نحو 4 دولارات في معظم أوروبا وهو غالٍ جداً على الجميع.

البداية

ليست BMW وحدها في مضمار السباق في اعتماد الهيدروجين كوقود بديل نظيف، فمؤسسة فورد الأمريكية كشفت عن نموذج لسيارة تسير بوقود الهيدروجين، بالإضافة إلى كل من ديملر كرايسلر وجنرال موتورز النماذج الأولية الخاصة بهما للسيارة التي تسير بوقود الهيدروجين، وليست هوندا أو تويوتا ببعيدتين، فهما تستخدمان الوقود في نماذج تسير بمحركات مزدوجة تسير بالبنزين، وبالطاقة الكهربائية المولدة باستخدام الهيدروجين.

أما البداية فقد تكون باستخدام حافلات المطارات، مركبات كبار الزوار، وكذلك بعض المدن لديها خططها وبرامجها للحصول على مدن نظيفة عليلة الهواء؟

لماذا لا تكون السيارة ذات وقود الهيدروجين مدرجة ضمن خططها العاجلة؟

على أية حال لا بد من إقناع المستهلكين بهذه السيارة حتى إذا ما انتشرت بصورة كثيفة في المدن المخنوقة بعوادم السيارات مثل مكسيكو سيتي، وأثينا ولوس أنجلوس..الخ فإن هناك أملاً حقيقياً في مدن نقية خالية من التلوث.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة