* أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني *
أكد اللواء فهد بن سعود البشر مدير عام الإدارة العامة للمرور على اهمية اتخاذ خطوات سريعة وعاجلة لحل الكثافة المرورية حتى لا تتفاقم المشكلة. وأوضح اللواء البشر في حديث ل(نادي السيارات) أن الحل يكمن في وجود نقل عام منظَّم، وعدم الاعتماد على المركبات الصغيرة في تنقلات الناس وقضاء مصالحهم، بالإضافة إلى اتساع المدن وتباعدها وضرورة وجود قطارات أرضية ومعلقة. وذكر أن ما يزيد الأمر تعقيداً هذه الهجرة الكبيرة والمستمرة من القرى إلى المدن الكبيرة، مما سيجعل الكثافة المرورية في ارتفاع مستمر.. مشيراً إلى أن هذه المشروعات ضرورة ملحة يفرضها واقع الحال في أيّ مجتمع متطور وسريع النمو، وغياب هذه المشروعات سيترتب عليه إشكاليات كبيرة في الحركة المرورية.
وعن إدخال التقنيات الحديثة في سيارات المرور الميدانية، أوضح اللواء البشر قائلاً: إن الإدارة تعمل منذ فترة في هذا الاتجاه، والمتابع لدوريات إدارة منطقة الرياض يجد أنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وهناك مشروع طموح ومتقدم من خلال استخدام التقنية الحديثة في ضبط إدارة الحركة المرورية بكافة إدارات المرور في المملكة.. الى الحوار:
* ماذا تتوقعون للحركة المرورية خلال السنوات القادمة؟ وهل الهجرة إلى المدن تسبِّب لكم حرجاً في الحركة المرورية؟
- لا شك أن الكثافة المرورية في ارتفاع مستمر، وذلك بسبب ارتفاع عدد الرحلات اليومية وحاجة الناس إلى التنقل وقضاء مصالحهم واتساع المدن وتباعدها في ظل عدم وجود بنية نقل عام منظم، حيث يظل الاعتماد على المركبات الصغيرة، مما يزيد المشكلة تعقيداً. كما أن الهجرة إلى المدن الرئيسة تعد سبباً رئيساً في ارتفاع الكثافة المرورية.. عليه فإنه لا بدَّ من اتخاذ خطوات سريعة في هذا الاتجاه حتى لا تتفاقم المشكلة.
* متى سيتم إدخال التقنيات في سيارات المرور الميدانية؟
- التقنية الحديثة مطلب رئيسي في أعمال أجهزة المرور الميدانية والإدارية لتوفير الجهد والوقت، وقد شرعت الإدارة منذ فترة في هذا الاتجاه، والمتابع لدوريات إدارة مرور منطقة الرياض يجد أنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وهناك مشروع طموح ومتقدم من خلال استخدام التقنية الحديثة في ضبط إدارة الحركة المرورية بكافة إدارات المرور في المملكة.
* يُلاحظ أن الحالة العامة لحافلات النقل العام سيئة جداً، ما هو تعليقكم على ذلك؟
- النقل العام ضرورة ملحة يفرضها واقع الحال في أيّ مجتمع متطور وسريع النمو، وغيابه لا شك أنه يتسبب في إشكاليات، وهذا ما نراه في مجتمعنا السعودي، حيث الاعتماد الأكبر على وسائط النقل الخاصة، وما هو موجود عبارة عن اجتهادات فردية لا ترقى إلى مستوى مفهوم النقل العام وآلياته المتقدمة في نقل الحشود، والمرور لديه إجراءات تخصّ كيفية التعامل معهم، لكن الواقع الذي يجب أن يكون هو أن يوقف هؤلاء عن مزاولة هذه المهن أصلاً وعدم إعطائهم تصاريح لمزاولة النقل العام إلا بعد توافر الشروط اللازمة التي منها توافر وسائل السلامة بها، وهي ليست ضمن مسؤوليات جهاز المرور.
الحاسب يتحكم بالاشارات
* ما الأسس التي يتم بموجبها تركيب وتشغيل الإشارات الضوئية في مختلف الشوارع؟
- تركيب الإشارات الضوئية يخضع لدراسة وحاجة المكان لتركيب الإشارة فيه وفق معايير هندسية ومرورية يقوم به المختصون في إدارة المرور بالتعاون والتنسيق مع إدارة الهندسة المرورية في الإدارة العامة للمرور، وهناك شركات متخصصة تقوم بصيانة ومتابعة هذه الإشارات على مدار اليوم والليلة، ويُرسى هذا العمل عليها من خلال منافسة عامة، وتخضع هذه الشركات لإشراف إدارة السلامة في إدارة المرور، وهناك تعاون بين أجهزة الحكومة المعنية مثل البلديات وقطاع النقل وبعض الهيئات مثل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فيما يخصّ تركيب ومتابعة صيانة تلك الإشارات، كما أن عملية إدارة وتشغيل هذه الإشارات تخضع لمختصين وبناءً على حاجة الحركة المرورية وكثافتها على الطرق والتقاطعات، وهناك أجهزة حاسوبية لكل إشارة يعمل على برمجتها وفق متطلبات الحركة المرورية، وفي حالة تعرض هذه الإشارة لتلف في حادث مروري فإن المرور يقوم بتكليف المتسبب بدفع قيمة هذه الإشارة وتكليف الشركة القائمة بالصيانة بتركيب إشارة بديلة عنها.
* كثر الحديث عن اللوحات المميزة واقتصارها على البعض؟؟
- اللوحات المميزة ليست مخصصة لشريحة من أفراد المجتمع، وهي في متناول الجميع عبر مزاد علني تعرض فيه هذه اللوحات وتباع لأعلى رقم يصل له المزاد، وهناك ضوابط محددة، ويحق لصاحب اللوحة التي تم شراؤها من المزاد الاحتفاظ بها متى رغب في بيع سيارته، على أن يقوم أولاً بتسجيل السيارة بلوحة أخرى، ونقل هذه اللوحة للسيارة الحديثة أو السيارة التي يرغب نقلها إليها.
أما عن اللوحات ذات المعنى غير اللائق فالإدارة أولاً تودُّ أن توضح أن هذه الحروف تقرأ منفردة في الوقت الذي تحاول جاهدة تلافي هذه المجموعات قدر الإمكان، واللوحات المميزة الجديدة ستباع بنفس الطريقة الحالية، وهي امتداد للوحات السابقة، ولا فرق بينها، الا في شكل اللوحة الداخلي.
المفحط مجرم
* كيف سيساهم حكم قتل المفحط القاتل في الحدّ من ظاهرة التفحيط؟
- ظاهرة سلبية تتعدى كونها مخالفة مرورية، فما يحدث فيها من أضرار عامة وخاصة انتهاك للحرمات وتعريض حياة الآمنين للخطر يتجاوز المعايير لتصنيفها ضمن المخالفات المرورية، وقد أشرنا إلى ذلك. إنني من خلال مسؤوليتي ودوري في الإدارة العامة للمرور أطالب بأن يُجرَّم هذا الفعل، وأن ينال مرتكب هذه الأفعال أشد العقوبات، لأن في ذلك ردعاً لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمور الآمنين وتعريض حياتهم للخطر، بالإضافة إلى ما يصاحب هذا الفعل من سرقات وجرائم أخلاقية تضرّ بالمجتمع.. وعليه فإنني أؤيد كافة الإجراءات التي تتخذ في هذا المجال للقضاء على هذه الظاهرة.
* ما مدى نجاح الأسابيع المرورية سواء الخليجية أو المحلية؟ وما المصاعب التي تواجهونها؟
- الأسابيع المرورية سواء الخليجية منها أو المحلية تهدف إلى نشر التوعية وترسيخ مفاهيم السلامة لدى مستخدمي الطريق وتذكيرهم بالمخاطر والسلبيات التي تحدثها وتخلفها الحوادث المرورية. والتوعية رافد مهم في ترسيخ المفاهيم الإيجابية، لكنها تحتاج إلى تواصل مستمر وعمل دؤوب، ولا يمكن الجزم بأن التوعية وحدها كافية لتعديل سلوك المجتمع ما لم تكن هناك إجراءات وخطوات مكملة للتوعية.
والرسالة الإعلامية التوعوية لكي تكون فاعلة لا بدَّ أن تُصاغ في قالب مميَّز ومحترف، وهذا يتطلب إمكانات عالية، والجهات التنفيذية لديها أولويات، كما أنها ليس لديها الميزانيات الخاصة بهذا العمل التوعوي الذي نؤمن أنه مسؤولية جهات أخرى في المجتمع، ولكننا نقوم به ضمن مجموعة من المهام التي يزاولها الجهاز وهي لا تدخل ضمن اختصاصاته، لكنها تصبُّ في مسار السلامة المرورية.
* هل هناك مقياس ورصد لهذه الأسابيع ومدى تجاوب الناس معها؟
- سبق أن أجرت بعض الجهات المعنية بالسلامة المرورية دراسات حول جدوى هذه الأسابيع، واتضح أن التوعية عامل مهم، لكن تأثيرها بطيء جداً، وهناك تجاوب من أفراد المجتمع بشكل عام، والتوعية ضرورية لتجدُّد المجتمع وحاجة أفراده إلى التذكير المستمر.
نراقب التشليح
* هل يتم تبادل الخبرات بين القطاعات المرورية في دول المجلس؟
- نعم، هناك تعاون وزيارات لضباط وأفراد المرور بين دول المجلس خلال أسابيع المرور بهدف تبادل الخبرات، بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية التي تسبق الأسابيع، واجتماعات مديري عموم المرور في دول الخليج، وهناك إجراءات كثيرة تمت من خلال تلك الاجتماعات، وأخرى يجري العمل بها.
* ما صحة ما يُقال من أن المرور غائب عن أماكن التشليح؟ وهل هناك إجراءات عقابية لمن يخالف منهم؟
- التشليح ظاهرة موجودة وقائمة ولها إيجابيات كما لها سلبيات، والمرور يعمل على ضبط هذه الأمور من خلال (ميكنة) كثير من الإجراءات بالحاسب الآلي لاختصار الوقت والجهد وضبط الإجراءات، وهناك إجراءات عقابية لمن يخالف تلك الأنظمة، وجميع إدارات المرور لديها تنظيم لمتابعة محلات التشليح والتفتيش عليها. أما فيما يتعلق برقم الشاسيه وخلافه فإن التعليمات المرورية تقضي بأن يقوم مالك المركبة بمراجعة المرور للإفادة بأي إجراء يودّ اتخاذه في مركبته ومدى انسجامه مع نظام المرور، ثم استكمال تلك الإجراءات وضبطها ضمن ملف المركبة.
