Car Magazine Wednesday  24/10/2007 G Issue 45

الاربعاء 13 ,شوال 1428 العدد45

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
(هيدروجين 7).. قيادة بلا توقف

* إعداد - أشرف البربري *

إذا كانت إمبراطورية السيارات الفارهة الألمانية بي إم دبليو قد نجحت خلال عقود طويلة من تثبيت أقدامها كأحد أهم منتجي السيارات الفارهة في العالم فإنها بالتأكيد ترفض الخروج من سباق سيارات المستقبل التي تعمل بالهيدروجين خاصة وأن اغلب التوقعات تشير إلى أن الهيدروجين سيكون أحد مصادر الوقود الرئيسية في العالم خلال السنوات القادمة.

وبالطبع فالشركة الألمانية ليست الأولى التي تتجه إلى تطوير سيارات تعمل بالهيدروجين كبديل عن الوقود التقليدي الملوث للبيئة بل إن الشركات اليابانية وبخاصة تويوتا موتور كورب سبقتها في هذا المجال لذلك قررت أن تطرح سيارة هي الأولى من نوعها تعمل باحتراق الهيدروجين مباشرة وليس تحويله إلى طاقة كهربائية لتشغيل محرك السيارة بعد ذلك كما هو سائد حاليا.

الأنظف عالمياً

تحمل سيارة المستقبل من الشركة الألمانية اسم بي إم دبليو هيدروجين 7 وتطرحها الشركة باعتبارها السيارة الأنظف في العالم والأكثر عملية حيث أنها تعمل باحتراق كل من الهيدروجين والبنزين في وقت واحد.

في الوقت نفسه فإن سيارة المستقبل مزودة بمحرك فائق القوة سعته ستة لترات يتكون من 12 اسطوانة على شكل حرف في ويمكن تحويل المحرك من وضع العمل بالهيدروجين إلى العمل بالبنزين وبالعكس من خلال الضغط على زر يوجد على عجلة القيادة.

يقول النجم الأمريكي جاي لينو أحد المتحمسين للسيارات صديقة البيئة إنه قاد النموذج الاختباري للسيارة هيدروجين 7 منذ شهور لمدة 30 دقيقة على هامش معرض لوس أنجلوس الدولي للسيارات ولم يجد أي اختلاف يذكر عند تشغيلها بالهيدروجين أو تشغيلها بالبنزين وهو إنجاز كبير للشركة الألمانية خاصة وأن الفكرة السائدة حتى الآن تقول إن السيارات التي تعمل بمصادر الوقود البديل أقل كفاءة من السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي.

ويقول أحد خبراء السيارات الألمان والذي شارك في اختبار لهذه السيارة بمنطقة برلين إنه إذا لم يخبرك أحد بأنك ستقود سيارة تعمل بالهيدروجين فلن تستطيع أن تميزها السيارات التقليدية العريقة التي تنتجها بي إم دبليو.

فارهة ونموذجية

فهي سيارة صالون فارهة نموذجية وليست مجرد مشروع علمي تجريبي يبرر التخلي عن الكثير من المزايا والخصائص التي اعتاد عليها عشاق بي إم دبليو.

يقول أحد مهندسي بي إم دبليو إن الشركة استخدمت تكنولوجيا متقدمة للغاية في صناعة غرفة الاحتراق الداخلي بالمحرك من أجل ضمان ثبات الأداء عند التحول من البنزين إلى الهيدروجين وبالعكس.

وقد أظهرت التجارب التي أجريت على هذا النموذج أن بي إم دبليو بذلت جهدا جبارا حتى تقطع المسافة الفاصلة بين النماذج التجريبية غير المكتملة والسيارة تامة الصنع بما في ذلك القدرة الهائلة على المناورة والثبات على الطريق في السرعات العالية وضمان توفير كل وسائل الراحة والرفاهية في الصالون.

وقد طور مهندسو بي إم دبليو نظاما جديدا للتعليق بهدف التعامل مع الحمولة الإضافية لخزان الهيدروجين الذي يوجد إلى جانب خزان البنزين أو السولار (الديزل).

ويقول أحد الخبراء إن هيدروجين 7 يمكن أن تعيد كتابة قواعد صناعة السيارات والطاقة والنقل والبيئة والرفاهية.

غير مجدٍ

وتعترف بي إم دبليو أن استخدام الهيدروجين حاليا كوقود غير مجدي من الناحية الاقتصادية نظرا لارتفاع تكلفة الحصول عليه. كما أن الحصول على الهيدروجين كوقود يتم من خلال الاعتماد على التحليل الكهربائي للماء الذي يستخدم الكهرباء المنتجة باستخدام النفط أو الغاز الطبيعي أو الفحم.

ولكن بي إم دبليو لا تسعى إلى طرح سيارة تعمل بوقود بديل في المستقبل القريب وإنما تأمل في أن تكون هذه السيارة بداية لجيل جديد من السيارات يعمل بالهيدروجين الذي يتم الحصول عليه من الماء مباشرة بعمليات كيمائية بسيطة وغير مكلفة ولا مستهلكة للطاقة بحيث يمكن ساعتها القول إنه تم إنتاج سيارة تعمل بالماء.

يعتمد تصميم هيكل السيارة على طراز بي إم دبليو 760 إل آي الشهير مع تحريك المقاعد الخلفية إلى الأمام قليلة وتقليل مقدمة السيارة حيث يوجد المحرك بهدف توفير مساحة لوضع خزان الهيدروجين الذي يتسع لثلاثين جالون من الهيدروجين السائل عند درجة حرارة 245 سيليزيه. وهذه الكمية من الوقود تكفي لقطع مسافة 200 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالهيدروجين. وكما ذكرنا ونظرنا لإدراك الشركة صعوبة الحصول على الهيدروجين في كل وقت ومكان فإنها جعلت المحرك هجينا بحيث يعمل بالهيدروجين أو بالبنزين حيث يوجد خزان بنزين يسع 19.5 جالون تكفي لقطع مسافة 496 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.

مخاطر الانفجار

ولا يحتاج التحول من العمل بالهيدروجين إلى البنزين أكثر من ضغطة زر مع تراجع في الأداء لمدة دقيقة يعدل فيها المحرك وضع غرفة الاحتراق الداخلي للتعامل مع الوقود الجديد.

ومنذ أن انفجار المنطاد العملاق هيندينبورج الألماني عام 1937 بسبب انفجار مستودع الهيدروجين به ظل القلق يساور الكثيرون عند الحديث عن استخدام هذا الغاز المضغوط كوقود بسبب قابليته السريعة للاشتعال.

ولكن بي إم دبليو تؤكد أنها طورت نظاما بالغ التقدم للتعامل مع ضغط الغاز بما يحقق أعلى مستويات الأمان حيث أثبتت الاختبارات أن خزان الهيدروجين مصنوع من سبيكة معدنية شديدة القوة وتتحمل الصدمات. كما تم إضافة نظام جديد يقوم بدفع الهيدروجين إلى طبقات الهواء العليا بمجرد حدوث تسريب أو اشتعال في السيارة بما يمنع تقريبا احتمالات انفجار هذا الخزان.

في الوقت نفسه فإنه تمت إضافة طبقة عازلة للحرارة والضغط إلى الجسم الخارجي للخزان حتى يكون بعيدا عن أي تأثيرات خارجية يمكن أن تؤثر عليه بالسلب.

وكما قلنا في البداية فإن بي إم دبليو ترى أن تقديم جيل جديد من السيارات يعمل بالوقود البديل لن يكون مبررا لكي تتخلى عما اشتهرت به من عوامل الرفاهية والأمان في سياراتها لذلك فالسيارة هيدروجين 7 مزودة بمجموعة الوسائد الهوائية التي تضمن الحماية لكل الركاب وكذلك مزودة بنظام إلكتروني لمتابعة أداء كل مكونات السيارة بما في ذلك مستوى الضغط في خزان الهيدروجين.

ويأمل مهندسو الشركة في تطويل نظام آلي للتحويل من العمل بالهيدروجين إلى البنزين دون تدخل من السائق. إلى جانب نظام المكابح المتطور مانع الانزلاق ونظام التحكم الإلكتروني في الاتزان.

ويقول كلاوس دارجير عضو مجلس إدارة بي إم دبليو إن السيارة هيدروجين 7 هي خطوة مهمة للغاية في طريقنا للوصول إلى عصر (القيادة بلا توقف) إشارة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة كبديل لمصادر الوقود التقليدية المهددة بالنفاد مثل النفط والغاز الطبيعي.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة