عرض التلفاز السعودي عبر قناته الأولى قبل فترة برنامج (أمن وأمان) وأطل علينا شاب في مقتبل العمر مصاب بالشلل وكسور وتهتك في الأحشاء، وقال في نهاية حواره: (هل هناك مصيبة ما حلّت بي؟!). تدرون يا جماعة الخير ما سبب كل هذه المأساة.. (المجاكرة).

فما تعريف (المجاكرة) في عالم السيارات.. يعرفها الشباب بأنها (ما أحد قدّي)، وأعرفها أنا بأنها مجموعة من الأفكار في إطار القوة والنشاط والتحدي تحوّل الأهواء إلى ميدان من المآسي والطموح الفاشل.

كثيراً ما نرى هذه الظاهرة على قارعة شوارعنا، خصوصاً السريعة والمزدحمة، حتى يقول السائرون على هذه الطرق: (اللهم سلِّم، سلِّم). ولم تعُدْ ظاهرة المجاكرة تقتصر على السيارات، بل تحوّلت إلى الدراجات النارية التي يشاهدها الشباب في الأفلام وألعاب البلاستيشن، يبدأ المسكين يحيل ما يشاهده إلى واقع؛ لأنه يثق أن العقاب لن يكون شديداً؛ لأن الواسطة في الجيب؛ لذا فهو يعمل ما يحلو له. لم يعد لأنفسنا قيمة تُذكر، حتى أصبح الإنسان يسمع كلمات الهلاك من أفواه الأطفال والشباب أمثال: (قدام والريوس مفصول)، (فلها يا عم)، (لعيون الهلي) (الطارات).. أين دور التوعية يا جماعة الخير؟! أين دور المعلم - المسجد - المنزل - النوادي الرياضية - الكتّاب والمثقفين؟! أين دور وسائل الإعلام المقروءة والمشاهدة والمسموعة؟!

لماذا ندع أبناءنا لهذا العبث بأنفسهم وبمصالح بلدهم؟! لماذا تغرس هذه الثقافات المريضة في عقول جيل يقع على عاتقه الانتقال بالبلد إلى عالم الإنتاج والتطور والإبداع والابتكار؟! نريد أن نأتي بهم من ساحات الهجولة في الشوارع إلى ميادين العمل والإبداع. نريد يداً من حديد لوقف نزيف الدماء وتمزيق الأجساد وثقافة التمييع والاستخفاف بأرواح الناس، وقبل هذا الاستهانة بالدين والقيم والأخلاق.

إشارة:

إن الشباب والفراغ والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة