* إعداد - محمد الزواوي *

هواة الطيران الشراعي فوق صفحات المياه يطاردون الرياح! فهم يصحون في وقت مبكر ويفتحون حاسباتهم الشخصية ويذهبون إلى مواقع الإنترنت التي تبين أفضل الظروف الهوائية المناسبة للتحليق بالمظلات فوق المياه، ويقومون بالاتصال بأصدقائهم ويحملون معداتهم ويرحلون.

ومازدا هاكازي تلبي حاجات هذا النمط الرياضي من الحياة من عدة نواحٍ بتصميمها المبتكر الذي يجمع عدة خصائص في سيارة واحدة، وهي بالأساس رياضية صمم صندوقها الخلفي لحمل المظلات التي تستخدم في التحليق فوق المياه، كما توجد بها شاشة إل. سي. دي موصلة بالإنترنت في واجهة الراكب الأمامي، كما تظهر فوق الشاشة كاميرا رقمية لتصوير الطريق أثناء الذهاب إلى مناطق ممارسة الرياضات البحرية؛ فيمكنك من خلال هذه الكاميرا أن تصور بقعة مناسبة لركوب الأمواج والطريق المؤدي إليها لتتبادلها بعد ذلك مع أصدقائك، كما تم تبطين الصندوق الخلفي للسيارة بالمطاط ليكون مثاليًا للرحلات البحرية ويسهل تنظيفه من الرمال والأتربة ومياه البحر، كما أن معظم الأزرار الكهربائية بالسيارة عبارة عن مجسات تحت هيكلها وهذا يحميها من الأعطال، ويجعلها بعيدة عن المياه ويجعل تنظيفها من الداخل سهلاً.

كبسولات فضائية

وتعد مازدا هاكازي كوبيه رياضية، تجمع بين ثلاثة أنواع تقليدية، فجزء من سقفها متحرك مما يعطي شعورًا مشابهًا للطرز المكشوفة، كما أنها سريعة وممتعة في القيادة مثل الهاتشباك الصغيرة، كما تشبه السيارات ذت الدفع الرباعي بمؤخرتها المرتفعة وبصالونها الداخلي ذي المقاعد العالية.

كما تشبه في شكلها الخارجي الطائرات أو الزوارق البحرية بشكلها المسحوب وكأن الهواء قد سحبها أثناء سرعتها العالية.

ويقول بيتر بيرتوسيل كبير مصممي شركة مازدا بأوروبا: (إن مازدا هاكازي تشبه إلى حد بعيد مازدا ناجاري، ليس فقط في التصميم الداخلي ولكن في الشكل الخارجي أيضا وفي كثير من التفاصيل)، فإذا ما نظرنا إلى تصميم عجلاتها سنجد أن هناك خيوطًا مرسومة بطريقة تعطي شكلاً جماليًا أثناء سيرها في تكامل بديع مع التصميم الخارجي للإطارات.

مازدا هاكازي اسمها باللغة اليابانية يعني (ورقة الرياح) في إشارة إلى أوراق الشجر المتطايرة، ويقول مصمموها إنها تشق الرياح بثبات منقطع النظير، ويبلغ طولها 4.42 متر وبنفس طول مازدا3 تقريبًا، ولكنها أعلى بارتفاع 1.56 متر، وبمقاعد عالية بزجاج أمامي عريض.

والتصميم الخارجي لمازدا هاكازي كان نتاج تعاون مشترك بين الثنائي الذي قام بتصميم مازدا ساسوا التي ظهرت لأول مرة في معرض فرانكفورت عام 2005م، والمصممان هما ميكائيل لوير صاحب التصميم الخارجي والذي ظهرت عليه السيارة، وبمساعدة المصمم لوكا زولينو.

ويقول ميكائيل لوير إن فريق التصميم قد استوحى شكل هاكازي من السيارات الرياضية والنشاطات الخارجية في الهواء الطلق والرياضات المائية، مما يعطي شعورًا بالحرية ويسمح لنا باختراق الأسوار وممارسة رياضات التزحلق على الماء والطيران والغوص وقيادة الدراجات المائية (جيت سكي) أو الدراجات البخارية، فقد كنا نبحث عن أشكال مستوحاة من عناصر الطبيعة، وكان العنصر الأساسي للتصميم الخارجي هو الرمال التي تذروها الرياح في سرعتها الهائلة.

طرز المستقبل

ويشير التقرير الذي نشرته مؤسسة مازدا إلى أن تصميم مازدا هاكازي سوف يعبر عن مستقبل سيارات الشركة، ويقول مسؤولو الشركة إن هذا التصميم يعتمد على واقع حقيقي مدروس لكي يلبي الطلبات المتزايدة على النماذج الصغيرة التي تجمع بين مميزات السيارات الكبيرة، وهو النوع الأكثر انتشارًا في أوروبا الآن.

وللتأكيد على أن تصميمات شركة مازدا تلبي حاجات السوق فإن فرع الشركة في أوروبا تعاون مع قسم التخطيط المتقدم للمنتجات ومركز الأبحاث الخاص بالتطوير التابع للشركة في أوروبا في عام 2004 بفريق متعدد المهام من حيث التصميم والتسويق والهندسة لتلبية حاجات السوق.

وكان هذا الفريق مسؤولاً عن مرحلة التخطيط المبدئي لمشروع هاكازي، وبدأ هذا المشروع باتجاهات بحثية عن أساليب الحياة المتوقعة، وصحبه فريق عمل يتابع متطلبات المستهلكين العاديين في ألمانيا وبريطانيا لمعرفة أسلوب الحياة الذي يعيشه الناس هناك، وشعور أولئك العملاء تجاه ذلك النوع الجديد من السيارات الذي يعد (عربات رياضية كبيرة ولكن مضغوطة في الوقت ذاته)، والذي يعد النموذج القادر على تلبية أسلوب الحياة في القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن يحظى هذا التصميم بشعبية كبيرة في السنوات العشر القادمة.

ويقول بينو جاسلر مدير المشروع: (إن الاتجاهات التقليدية في أوروبا لامتلاك السيارات الكبيرة أصبحت في تناقص الآن)، ويوافقه نائبه ستيفان ميسترفيلد المسؤول عن التحليل والإستراتيجية، والذي يقول: (إن ما اكتشفه فريق العمل هو أن المستهلكين المفترضين لديهم رغبات وأمنيات لم تتحقق بعد، فهم يحبون قيادة سيارة كوبيه ذات مهام متعددة، كما يرغبون في قيادة سيارة تعبر عنهم، ولكن بالطبع إن ذلك النوع من السيارات يأتي بأثمان عالية للغاية وبنفقات قيادة كبيرة جدًا، فجاءت هاكازي لتلبية حاجات أولئك المستهلكين).

مجهود مشترك

ويقول فريق العمل إنه توصل إلى مفهوم عام يستطيع أن يغري كل أنواع المستهلكين، وجاء هذا التصميم الأمثل الذي يجعلك تقود سيارة رياضية شبه مكشوفة وكوبيه وبمقاعد مرتفعة وهاتشباك في الوقت ذاته، وبشعور بقيادة السيارات الرياضية وبتصميم عصري عالي المستوى.

ويقول خوسيه ر.ج. سانتاماريا مدير المشروع: (إن الشيء المتفرد في هذه السيارة هو أنها عبارة عن مجهود فريق مشترك من المهندسين والمخططين ومحترفي التصميمات والذين يعملون معًا في فريق واحد، وتعد مازدا هاكازي باكورة إنتاج هذا التعاون المشترك لفريق التطوير الفعال ذلك).

ويضيف أنه بعد الاستقرار على الخطوط العريضة لتصميم تلك السيارة فإن فريق العمل انقسم إلى قسمين، أحدهما للتصميم، والآخر هم المهندسون، وعمل الفريقان معًا لتطوير مفهوم يلبي حاجات المستهلكين المستهدفين الذين ذكرناهم سابقًا، بينما يتأكدون في الوقت ذاته أن السيارة لا تزال ملتزمة بمواصفات السيارات الهاتشباك.

كما تتميز هذه السيارة بأنها لا مقابض لأبوابها ولا مرايا جانبية لها، ولكن توجد بها كاميرات خارجية وبخطوط جانبية طائرة تعطي إحساسًا بالقوة والعضلات لتلك السيارة، كما أن مازدا هاكازي لا توجد بها قوائم في المنتصف في كلا الجانبين، كما يمكن طي ثلثي السطح الزجاجي وتقسيمه إلى جزأين ويتم وضعه في الجزء الخلفي للسيارة، كما يمكن تنزيل الزجاج الجانبي المثبت بدون إطارات لتصبح القيادة ممتعة بذات الشعور أثناء ركوب السيارات المكشوفة، فهاكازي سيارة ذات أربعة مقاعد وكوبيه في الوقت ذاته.

كما يجمع تصميم مازدا هاكازي بين كل من المروحيات والزوارق السريعة والمقاتلات النفاثة، وتبدو ذات وجه مميز يشبه الكبسولات الفضائية التي تستعد لاقتحام الهواء والشمس بسرعات عالية وثبات على الطريق، كما تفتح الأبواب الجانبية إلى أعلى مثل أجنحة الطائر المرفرف والذي يستعد للتحليق في الهواء.