Car Magazine Wednesday25/07/2007 G Issue 34
تقنيات
الاربعاء 11 ,رجب 1428 العدد34

(النور) يمنع النوم أثناء القيادة

إعداد - سالي عادل *:

(علاء الدين الحسين)، مواطن سوري، يرى للنوم إغراءً خاصًا أثناء القيادة، كاد يفقده حياته في إحدى سطوات النوم، فقد صديقًا له في حادثة مماثلة، وعلم أن آلافاً غيره يروحون ضحية النوم، فقرر أن يصنع شيئًا!

حين كان الحسين على الطريق في سيارته وسقط رأسه نائمًا وغفلت عيناه، انحرفت السيارة عن الطريق، وصرخ الركاب معه يوقظونه، وقد صحا لكنه حين صحا لم يدرِ أين هو أو من هم، أو لماذا يصرخون.. أخيرًا انتبه أنه في سيارة، ويقودها!!

علاء الدين الحسين، مخترع سوري، وعضو جمعية المخترعين السوريين، صاحب اختراع جهاز النور للسلامة، لمنع النوم أثناء القيادة.

النور للسلامة

تحدث لنادي السيارات مؤكدا ان ثلاث ثوانٍ من النوم كفيلة بالقضاء على حياة السائق والركاب ومن قد يصادفهم على الطريق، وفي حين تهتم قوانين المرور في معظم البلاد بوجود حزام الأمان ومطفأة الحريق وعلبة الإسعافات الأولية والحد من التلوث الناتج عن السيارات، تغفل أمرًا لا يقل أهمية وهو النوم، برغم تسببه في أكثر من 20% من الحوادث المرورية وفق الإحصاءات الرسمية.

ويضيف نقلا عن ضابط مرور: (الرقم الحقيقي للحوادث أكثر مما يعلن عنه؛ فغالبًا ما يرفض السائق الذي نجا من الحادثة الاعتراف بوقوعه في النوم هربًا من المسؤولية).

ورداً على سؤال كيف يمكن معرفة إن كان السائق قد نام أو لا؟ يقول الحسين: إلى جانب مشاهدة بعض الناجين للسائق وآلية سير السيارة فإنه يتم معرفة ذلك من خلال عدم وجود فرامل، وعادة ما يكون الحادث مروّعا، ويكون هناك مواجهة في حال الاصطدام.

النوم سلطان

ويعلق المخترع على مقولة النوم سلطان بقوله: البعض يعاني مرضيًا من النعاس، وهناك مشاف في بعض الدول تعالج مشكلة النعاس، فالبعض يدوخ بعد 5 دقائق من القيادة، والبعض يصعد إلى السيارة وكأنه يصعد إلى سرير طفل.

وبعيدًا عن الحالات المرضية فإن إغراء النعاس أثناء القيادة أمر يعرفه كل سائق، كالنعاس الذي يشعر به الطالب إذا ما بدأ يدرس. ضيفنا الحسين وبعد ان كتب الله له النجاة قرر أن يفعل شيئًا، ونظرًا لتخصصه في الإلكترونيات قام بابتكار جهاز في حجم سماعة البلوتوث، يوضع خلف أذن السائق كالوسادة، ويحتوي داخله دارة تعتمد على الترددات وترصد حركة رأس السائق الفجائية يضبط السائق الجهاز على مسافة محددة بين رأس السائق والجهاز وفق ما يوفر راحة السائق، فإذا ما غلب النعاس السائق يميل رأسه إلى الأسفل يؤدي إلى ابتعاد رأس السائق عن الجهاز.

ويتم هذا في مرحلة الغفوة التي تسبق النوم، وفيها يسمع السائق ويرى ولكنه يفقد القدرة على التحكم في الحركة، وهي المرحلة التي يعمل فيها الجهاز فيقوم بإصدار صفارات إنذار تنبه السائق

وبسؤاله عن امالة الرأس الى الخلف يقول: (في حالة وضع الجلوس التي يتخذها السائق، يميل الرأس للأمام في حالة النعاس بسبب ارتخاء 18 عضلة في الرقبة وهي الحالة المتعارف عليها).

ولكن هل يوقظ الجهاز النائم؟

يجيب: (السائق أو أي إنسان لا ينام فورًا On/Off ولكن يتعرض أولاً للنعاس الشديد مما يسبب انحناء رأسه، وفي هذه اللحظة يطلق الجهاز إنذاره خاصة وأن هناك أمرا سلبيا أنه عندما يستيقظ النائم فعقله يحتاج إلى 10 ثوانٍ حتى يستعيد إدراكه بالمكان والزمان وهي الكفيلة بوقوع الحادث، لذلك يعمل الجهاز في مرحلة الغفوة التي تسبق النوم).

انذار كاذب

* هل على السائق أن يظل ثابتًا كي لا يحصل على إنذار كاذب؟

- الجهاز يسمح للسائق بالحركة لمدة ثانيتين فقط كي يتناول شيئا ما أو يحرك رأسه للنظر في أي اتجاه.

* في ظل العلاقة غير الجيدة بين شرطي المرور والسائق، هل يمكن ان يصبح استخدام جهاز النور الزاميا كما يحدث مع حزام الأمان أو مطفأة الحريق؟

- افضل طريقة لإلزام السائق هي أن يكون الجهاز رخيصًا، وأن يقدم إلى بعض السائقين كهدية، أو توفره لهم جهات العمل، خاصة السائقين المسؤولين عن توصيل الركاب، أو المسافرين لمسافات طويلة، واعتماد أسلوب المكافأة لمن يحمله أجدى من العقاب لمن لا يحمله، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية المرورية.. ويتفاءل الحسين بإمكانية تسويقه عربيا حيث توجد استثمارات مرتقبة في بعض البلدان العربية.

ورداً على سؤال عن اختراعات اخرى لتحقيق السلامة المرورية يقول المخترع:

أعمل على تطوير فكرة اختراع لمنع الحوادث التي تتم باستخدام الموبايل أثناء القيادة، وهو عبارة عن جهاز يلتزم مالك سيارات نقل الركاب بوضعه داخل السيارة، ويقوم بإرسال إشارات إلى فروع المرور، وهناك دارة تتحسس وتطلق صفارة إنذار في حال تكلم السائق في الموبايل أثناء سير السيارة، أما إذا توقفت فليس هناك حرج، وهي فكرة لتطوير الصندوق الأسود.

ويختتم الحسين حديثه بدعوة علماء الإلكترونيات والمستثمرين والإعلاميين العرب للاهتمام بالحد من الحوادث المرورية لما لها من تأثير سلبي على حياة الإنسان بالإضافة إلى الخسائر المادية، وبالنهاية لا مانع من قضاء الله وقدره.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة