Car Magazine Wednesday25/07/2007 G Issue 34
البيئة
الاربعاء 11 ,رجب 1428 العدد34
(الصندوق الأخضر).. لعلاج الاحتباس الحراري

ويلز - رويترز:

خلال العقود الماضية أنفقت الشركات العالمية مليارات الدولارات واستعانت بخبراء أفذاذ لحل مشكلة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض والمعروفة باسم (الاحتباس الحراري)، إلا أن ثلاثة من العاملين في مزارع الأسماك وجدوا حلاً لهذه المعضلة.

فقد طوَّر هؤلاء العاملون صندوقاً يمكن أن يثبت أسفل السيارة بدلاً من كاتم الصوت ليقوم بحبس الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والأكسيد النتري ولا يخرج هذا الصندوق أكثر من بخار ماء.. ويمكن معالجة الغازات المحبوسة في الصندوق لإنتاج وقود حيوي عن طريق استخدام طحالب معدلة جينياً.. وجاءت فكرة الاختراع حين كان العاملون يجرون تجارب على ثاني أكسيد الكربون لزيادة نمو الطحالب في مزرعة أسماك.

ويقول مخترعو تكنولوجيا (الصندوق الأخضر) التي طورها خبير الكيمياء العضوية ديريك بالمر والمهندسان إيان هوستون وجون جونز إنها يمكن أن تستخدم في السيارات والحافلات والشاحنات وفي نهاية المطاف في المباني والصناعات الثقيلة بما في ذلك محطات الطاقة.. وقال بالمر الذي عمل مستشاراً لمنظمات منها منظمة الصحة العالمية لرويترز: تمكنا من تطوير طريقة تمتص بنجاح غالبية الانبعاثات من أقذر المحركات التي عثرنا عليها.

وبمساندة ممثلي ويلز في البرلمان يسعى المخترعون الثلاثة للحصول على رأسمال من الحكومة أو الصناعة ويقولون إن الانبعاثات الوحيدة التي قد لا يستطيع صندوقهم الأخضر التعامل معها هي عادم الطائرات.

وعلى الرغم من أن حجم الصندوق الأخضر الذي صنعه الثلاثة لعرض فكرتهم يقترب من حجم مقعد صغير بلا ظهر إلا أنهم يقولون إنه يمكن تصنيع صندوق أصغر يركب بدلاً من كاتم الصوت في السيارة يمكنه استيعاب وامتصاص الغازات المنبعثة من إحراق كمية البنزين الموجودة في خزان السيارة بالكامل.

ويقول هوستون أحد المخترعين الثلاثة إن الجانب الحاسم في هذه التكنولوجيا هي امتصاص وحبس ثاني أكسيد الكربون في حالة آمنة.. فالتقنيات الأخرى لحبس الكربون هي أكثر تعقيداً وقد تحتاج على سبيل المثال لخطوط أنابيب طويلة يقدر طولها بالكيلومترات لنقل الغاز، كما قال هوستون خلال عرض للاختراع باستخدام مولد يعمل بوقود الديزل في مركز لاختبار الانبعاثات الغازية تابع لوزارة النقل البريطانية: يمكن التعامل مع ثاني أكسيد الكربون المحتجز في حالة آمنة غير فعالة ونقله ثم إخراجه في بيئة محكومة بسهولة وبأقل قدر من الطاقة المطلوبة.

هذا وقد أجرى المخترعون الثلاثة 130 اختباراً على مدى عامين في مراكز اختبار عدة وأن معدل النجاح في حبس الغازات تراوح فيها بين 85 و95 في المئة.

وعرض الثلاثة (الصندوق الأخضر) على ديفيد هانسن النائب البرلماني لشمال ويلز الذي ينتمي لحزب العمال الحاكم في بريطانيا والذي يساعدهم الآن على الترويج لاختراعهم.

وقال هانسن لرويترز: استناداً إلى المعلومات هناك انخفاض واضح في الانبعاثات، وبناء عليه أسهل (لهم) الاجتماع مع الإدارات الحكومية المعنية لنضمن أن يظل الاختراع بريطانيا من حيث الملكية والتصنيع.

من ناحية أخرى أجرى المخترعون الثلاثة اتصالات مع عدد من شركات صناعة السيارات العالمية الكبرى مثل تويوتا اليابانية وجنرال موتورز الأمريكية.

وإذا نجحت الفكرة ونفذ هذا الاختراع وثبت في السيارات بدلاً من كاتم الصوت سيقوم قائدو السيارات باستبدال الصندوق الأخضر المليء بالغازات المحبوسة بصندوق أخضر فارغ في محطات البنزين لدى التزود بالوقود.. وبعدها ينقل الصندوق المليء إلى مفاعل حيوي لإفراغه من غاز ثاني أكسيد الكربون المتسبب الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعرف أيضاً باسم ظاهرة البيوت الزجاجية.

ويحرص المخترعون الثلاثة على سرية الاختراع ولا يكشفون حتى لزوجاتهم عما بداخل الصندوق الأخضر.

وبعد كل عرض للفكرة يسارع المخترعون الثلاثة إلى إخفاء مكوناته في مواقع مختلفة من شمال ويلز على أن تقسم التكنولوجيا الجديدة إلى ثلاثة أجزاء ليكون كل منها مسؤولاً عن جزء.. وقال هوستون عقولنا الثلاثة ممسكة بالمفاتيح الثلاثة ونحن معاً فقط يمكننا حل اللغز.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة