استطلاع - إبراهيم السحيم

- حمد العنزي

تصوير - عبد الله المسعود

القيادة في شهر رمضان الكريم لها طابع خاص من قِبل بعض أصحاب السيارات فتجدهم يرتكبون العديد من الحوداث والمخالفات المرورية مثل السرعة الزائدة والتهور وقطع الإشارات والتعدي على الآخرين في القيادة من خلال أخذ المسار غير المخصص لهم وكل ذلك يكون بحجة الصيام وهناك العديد من الأشخاص لا يفضّلون القيادة وهم صائمون وكذلك لا يرغبون في القيادة قبل الإفطار أو قبل وقت السحور.

مجلة نادي السيارات حاولت التعرّف على أهم الأسباب التي تؤدي بالبعض لارتكاب الحوادث والمخالفات والتجاوزات خلال هذا الشهر، إضافة إلى رأي الجهة المختصة وهي المرور وكذلك رأي المختصين في الطب لتفسير ما يحدث.

قبل الإفطار

انطلقنا قبل الإفطار وسجلنا عدة لقاءات مع بعض السائقين، ولاحظ في البداية الأستاذ سيف السيف وجود العديد من الأشخاص الذين يقومون بقيادة سياراتهم بشكل متهور جداً وكذلك يقومون بارتكاب العديد من المخالفات المرورية كقطع الإشارات والسرعة الجنونية.

ولذلك توجه السيف بالنصيحة لسائقي السيارات بالتخلي عن العادات السلبية التي يقومون بها في شهر رمضان لأن الصيام يكون لجميع جوارح الإنسان والقيادة الآمنة من أهم التصرفات التي يجب أن يتحلَّى بها الصائم في هذا الشهر الفضيل، كما أن الحوادث غالباً ما تكون قبل وقت الإفطار وعليه يجب على الصائم أن يتحلَّى بالصبر ورباطة الجأش وأن ينتظر ويصبر لدقائق بسيطة ولا يتعجل في قيادته.

تهور مراهق

ورأى الأستاذ عبد الرحمن السحيم أن القيادة في شهر رمضان لا تخلو من الحوادث أو ارتكاب المخالفات المرورية وهي تختلف جداص عن الأشهر الأخرى. ويقول: تعرّضت لحادث مروري قبل وقت الإفطار بساعة وذلك نتيجة تهور أحد المراهقين والسرعة الزائدة التي كان يقود سيارته بها وعلّل أسباب قيادته المتهورة بضرورة إيصال بعض الأغراض والاحتياجات لأسرته قبل موعد الأذان.

ويخبرنا السحيم عن حادثة طريفة وقعت له في شهر رمضان عندما قام أحد الأصدقاء بدعوته على الإفطار فلما حضر وجد أن صاحب الدعوة كان نائماً ولا يتذكر شيئاً بخصوص الدعوة ويرجع ذلك إلى نسيان الشخص هذه الدعوة جراء صيامه رغم أنه اجتهد في الوصول بسيارته قبل الموعد المحدد للإفطار.

صدم البوابة

وأبدى الأستاذ سليمان الراشد عدم رضاه عن القيادة في شهر رمضان من قبل بعض الأشخاص، وقال:تجد الشوارع في شهر رمضان مزدحمة عند الأسواق والمساجد الكبرى مما يؤدي لوقوع العديد من الحوادث المرورية الخطيرة لذلك يجب على السائق الحرص والانتباه قبل الإفطار والالتزام بالقوانين المرورية، وكذلك يجب على المرور الوجود بكثافة في هذا الوقت وذلك لتنظيم عملية القيادة وحركة السير المزدحمة.

ويتذكر الراشد موقفاً طريفاً لأحد أصدقائه، حيث كان يقود سيارته في شهر رمضان في أحد الشوارع العامة وفقد الوعي أثناء ذلك مما أدى لانحراف السيارة واتجاهها إلى أحد المطاعم واصطدم ببوابتها ولكن ولله الحمد لم يصب بأي أذى.

أوقات الذروة

ولمعرفة رأي المرور في هذا الموضوع تحدث للمجلة العقيد عبد العزيز بو حيمد نائب مدير إدارة مرور الرياض فأكّد أن نسبة الحوادث والمخالفات في رمضان تكاد تكون طبيعية ولا تختلف عن غيرها من الشهور ولكنها تزداد في أوقات الذروة فتكون غالباً قبل وقت الإفطار أو قبل وقت أذان الفجر وذلك بسبب الاستعجال من قبل بعض المواطنين والمقيمين الذين يرغبون في الوصول إلى منازلهم في وقت مبكر فتجدهم يقودون سياراتهم بتهور مما ينتج عن ذلك ارتكاب العديد من المخالفات المرورية وكذلك الحوادث المروعة لذلك - والكلام للعقيد بو حيمد - يجب على سائقي السيارات الانتباه والتأني في القيادة وخاصة خلال هذه الأوقات الحرجة.

وعن أثر الصوم على قدرة السائق على قيادة السيارة تحدث الدكتور عماد خليل الذي أكّد أن الصوم لا يؤثّر على السائقين وعلى قيادتهم إلا إذا كان السائق يعاني من أمراض مثل البول والسكري لأن الصيام مع السكري يؤثِّر على السائق فربما انخفضت نسبة السكري فيصاب بغيبوبة وهو يقود سيارته، وأما غير ذلك فلا يؤثّر الصيام على السائق مطلقاً.

وشدد الدكتور على أهمية تناول وجبة السحور للصائم في وقت متأخر لما في ذلك من فوائد وكما أمرنا الدين الإسلامي الحنيف لأن مصدر الطاقة للإنسان هو الأكل والشرب فهذه الطاقة تساعد قائد السيارة في التركيز في القيادة بشكل مناسب. ويقول الدكتور الخليل: نتوجه للصائمين بالحرص على تناول وجبة السحور وأن تكون في وقت متأخر، وكذلك أن ينتظم المرضى في تناول الأدوية في أوقاتها وخصوصاً مرضى السكري لأنهم أكثر السائقين عرضة للحوادث المرورية وبالنسبة لكبار السن لا بد من انتظامهم في تناول الوجبات الغذائية وأنصحهم بأن لا يقودوا السيارة وهم صائمون.

كما أن الجوع الذي قد يعاني منه الصائم يؤثّر على بعض الأشخاص ونفسياتهم ويجعلهم غير قادرين على تحمل الصيام وخصوصاً في الأجواء الحارة مما يولّد عندهم عدم الرغبة في القيادة وبالتالي التسبب في الحوادث.