Car Magazine Wednesday30/05/2007 G Issue 26
أصداء
الاربعاء 13 ,جمادى الاولى 1428 العدد26

قيادة المرأة للسيارة في السعودية من زوايا متعددة
بقلم: حمد بن عبدالله القميزي

أقرأ دائماً كما يقرأ غيري ملحق نادي السيارات الذي يصدر أسبوعياً عن جريدة الجزيرة، وما يكتب في أغلب أعداده وبين صفحاته عن (قيادة المرأة للسيارة في السعودية) بين مقالات وتحقيقات واستطلاعات ومقابلات، لذا أحببت أن أشارك مع الملحق وأناقش القضية من زوايا متعددة على النحو التالي:

أولاً: الزاوية الاجتماعية: يتميز كل مجتمع من المجتمعات في العالم القديم والحديث بخصائص ومميزات وعادات تميزه عن غيره من المجتمعات، التي عادة تنبثق من الأسس العقدية والفكرية والاجتماعية للمجتمع، ومن طبيعة أفراده وما توارثوه من آبائهم وأجدادهم وما ترسخ في عقولهم عبر السنين. ولن يستطيع أي مجتمع أن يحتفظ بخصائصه ومميزاته وعاداته إذا انصهر في خصائص ومميزات وعادات مجتمعات أخرى لا تتفق معه في العقائد والقيم والمبادئ، فالانصهار والتقليد لا يتوقف عند حد بل يستمر حتى يفقد ذلك المجتمع هويته وخصائصه التي تميزه. ومن خصائص المجتمع السعودي أن المرأة فيه تعامل معاملة سامية متميزة -والنادر لا يقاس عليه-، فهي الأم الغالية التي تطاع فلا تعصى والجنة تحت أقدامها، وهي الزوجة العزيزة وخيرنا خيرنا لأهله، وهي البنت المخدومة وليس لنا فضل في ذلك، وتعيش بيننا معززة مكرمة في أجمل وأروع صور، فيقاد بها السيارة كالرؤساء والملوك ولا تقودها، ويفسح الرجال لها الطريق إذا مرت به، ويقول شاعرنا:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي

حتى يواري جارتي مأواها

بل ويغارون عليها غيرة لو ذهبت أرواحهم فداء لها ما كانت خسارة بل هي في سبيل الله. وإن عدم قيادة المرأة للسيارة في السعودية ميزة اجتماعية من مزايا مجتمعنا نفاخر بها بين مجتمعات العالم، وأملنا أن تبقى هذه الميزة الاجتماعية.

ثانياً: الزاوية الفسيولوجية: تختلف المرأة عن الرجل في بعض التراكيب والوظائف الفسيولوجية، فالمرأة بحكم أنوثتها يعتريها جملة من الحالات تمنعها قهرياً من قيادة السيارة، فمثلاً: في أيام الدورة الشهرية تصاب أكثر النساء بآلام وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل البطن وتكون آلام بعض النساء فوق الاحتمال، كما تصاب كثير من النساء بحالة من الكآبة والصداع النصفي، واضطراب في الرؤية وكثرة القيء. كما تصاب غددها الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها، فتنخفض درجة حرارة الجسم وينخفض النبض وضغط الدم، وتصاب كثير من النساء بالدوخة والكسل والفتور. كذلك فإن المرأة بطبيعة تكوين جهازها العضلي وجهازها العصبي الانفعالي أقل قدرة من الرجل على تحمل العناء البدني والضغوط العصبية والانفعالية التي يحتاجها قائد السيارة، وخصوصاً في أوقات الزحام والحر الشديد. وقيادة السيارة تتطلب مواصفات بدنية وعضلية وعصبية ونفسية لا تتناسب مع خصائص وتركيب المرأة الفسيولوجي، وبناء عليه فإن من يسعى لإقحام المرأة السعودية في قيادة السيارة لا يراعي مصلحتها الصحية والنفسية.

ثالثاً: الزاوية الاقتصادية: تتميز أغلب نساء المجتمع السعودي بالرغبة في أن تكون هي الأحسن والأفضل من غيرها، وتبذل لذلك الغالي والنفيس، بل تحدث مشكلات اجتماعية داخل البيوت قد تؤدي إلى الطلاق بسبب شراء جوال أو فستان قد لا يكلف المئات، فكيف بشراء سيارة تكون قيمتها عشرات الآلاف، وكيف بأسرة لديها عدد من النساء، وكل سيارة تحتاج إلى صيانة مستمرة وإصلاحات ضرورية. وبهذا ستصبح بلادنا بقيادة المرأة للسيارة من أكبر أسواق العالم لشركات السيارات وقطع غيارها وأدوات زينتها، ناهيك عن التكاليف الاقتصادية الناتجة عن الأضرار البشرية الناتجة عن حوادث السيارات التي تعاني من كثرتها بلادنا بين بلدان العالم وما يصاحبها من وفيات وإعاقات.

رابعاً: الزاوية الأمنية: لا يخلو مجتمع من المجتمعات من مشكلات أمنية، ومجتمعنا متميز بالأكثر أمناً بين المجتمعات ويحرص ولاة أمرنا وكل فرد محب لهذا الوطن الغالي على استمرار هذا الأمن وزيادته، ونظراً لوجود بعض المشكلات الأمنية يقلق كثير من الآباء والأمهات على أبنائهم ولو كانوا كباراً عندما يذهبون بسيارتهم ويتأخرون عن الحضور إلى المنزل، فكيف حالهم إذا كان المتأخر فتاة ومراهقة؟ وإذا لم تسلم بعض فتياتنا من تحرش انتقال من كلام إلى ملامسة وهن مع سائق فكيف إذا قادت المرأة السيارة وحدها؟

خامساً: الزاوية الحرجة: هناك حالات قليلة ونادرة تحتاج فيها بعض الأسر وبعض النساء إلى قيادة السيارة، ولذا يمكن أن تشكل اللجان وتجري الدراسات الميدانية والعلمية لهذه الحالات، ولن تعجز عقول علمائنا ومفكرينا والمسؤولين عن إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه الحالات غير قيادة المرأة للسيارة، فللمشكلة الواحدة مئات الحلول.

أخيراً: لا أحسب أني قد كتبت كل ما أريد حول هذه القضية، ولكن حسبي أني أشعرت القارئ الكريم لهذا الملحق أن قيادة المرأة للسيارة في بلادنا ليست من السهولة بأن يقول كاتب أو مشارك في تحقيق أو استطلاع دعوا المرأة في السعودية تقود السيارة، لأن أي قرار أو رأي لا بد أن ينسجم ويتوافق مع مبادئ شريعتنا الإسلامية التي ترتكز عليها دعائم دولتنا الرشيدة، ويتناسب مع عادات وقيم مجتمعنا الأصيلة، ولا يترتب عليه أضرار تصيب أغلب فئات المجتمع، ففي ديننا ودولتنا تقدم المصالح العامة على المصالح الخاصة.

مشرف التدريب التربوي - محافظة الخرج الدلم 11992 ص ب 1304 gomaiziy@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة