Car Magazine Wednesday30/05/2007 G Issue 26
أقلام
الاربعاء 13 ,جمادى الاولى 1428 العدد26

آباء يقتلون أبناءهم!!

ما تكاد تنتهي إجازة العام الدراسي وينجح الطلاب ويتفوّقون ويفرح الآباء والأمهات بنجاح أبنائهم، حتى يتم شراء هدية النجاح، ولا بدّ أن تكون هدية زاهية تليق بهذا النجاح والتفوُّق والتي هي في الغالب عبارة إمّا عن سيارة أو دراجة نارية.

وقد يخطئ بعض الآباء وأولياء الأمور حينما يظنون أنّهم بهذه الهدية الكبرى قد يقدِّمون أكبر دليل على الحب وعظيم المكافأة، في حين يغيب عن بالهم عواقب هذه الهدية، خاصة حينما يكون الابن في سن لا تسمح له بالقيادة في الطرقات العامة، أو قد يستغل هذه السيارة أو الدراجة النارية في أمور غير محبّبة كالتفحيط مثلاً، والسباق والسرعة الجنونية ومضايقة الآخرين بها، وهنا المصيبة العظمى والطامة الكبرى حيث يحدث ما لا يحمد عقباه.

ولا يكاد يمر يوم إلاّ ونسمع عن خبر وقوع حادث مروري شنيع ذهب ضحيته شاب في مقتبل العمر، أو مفحِّط نتج عن ذلك إعاقته الدائمة ... عجباً!!

أين قلوب ومشاعر بعض الآباء ونحن نراهم يتسابقون إلى وكالات السيارات والمعارض بحثاً عن سيارة لأبنائهم بل يتفاخرون بذلك أمام الآخرين بشراء أحدث الموديلات وأكثرها سرعة، أم أنّ قلوبهم ومشاعرهم في إجازة مفتوحة حتى تقع الفأس في الرأس .. ألا يفكرون ولو للحظة قبل تسليم مفاتيح السيارة لأبنائهم بأنّ هذه الهدية - وهي السيارة - ربما تكون يوماً ما سبباً في هلاك أبنائهم من حيث لا يدركون؟ .. نعم إنّ الهدية أمر مطلوب ومشجِّع للابن على المثابرة، ولكن هل لا بدّ أن تكون سيارة أو دراجة نارية؟ بالطبع لا ..

فبإمكان الأب إهداءه جهاز لاب توب أو جهاز هاتف نقال، أو أخذه في رحلة سياحية قصيرة أو غيرها من الهدايا الآمنة، لأنّ السيارة سلاح ذو حدين. فما هو شعورك أيها الأب وأيتها الأم حينما يرن جهاز هاتفكم يخبركم بأنّ ابنكم قد ارتكب حادثاً مرورياً مروعاً وأنّه الآن في العناية المركّزة بين الحياة والموت .. أو أنّه في ثلاجة الموتى تعال لاستلام الجثة حالاً .. يا لها من لحظة عصيبة وأليمة عندها ستندم وستندم ولات حين مندم لأنّك قتلته من حيث لا تعلم.

ناصر محمد الحميضي nssori777@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة