Car Magazine Wednesday  31/10/2007 G Issue 46

الاربعاء 20 ,شوال 1428 العدد46

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
برنامج وطني لتعليم سلامة المرور!!
د. زيد بن محمد الرماني (*)

كشفت دراسة بعنوان: (تحليل الخصائص النفسية والاجتماعية المتعلقة بسلوك قيادة السيارات بالمملكة) أعدها الباحثان د. عبدالله النافع، و د. خالد السيف، قامت إدارة البحث العلمي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بنشرها عام 1408هـ، كشفت الدراسة عن وجود نمط عام لسلوك قيادة السيارات في المملكة يتسم بالميل إلى المخاطرة، وعدم اتباع قواعد السلامة والأمان، وعدم مراعاة النظم وآداب المرور.

وهذا قد يفسِّر النسبة العالية لمعدلات الحوادث والمخالفات المرورية التي تقع على شوارع وطرقات المملكة، فالاحتمال الذي كشفت عنه الدراسة أنَّ 46% من السائقين يتعرضون لحادث أو أكثر خلال فترة قيادتهم، و10% معرضون للإصابة نتيجة الحوادث، كما أنَّ 43% يقومون بارتكاب مخالفات مرورية، وأنَّ 66% يقودون سياراتهم بسرعة زائدة عن الحد الأعلى المسموح به للسرعة.

إنَّ تفسير هذه الظاهرة يقتضي نظرة أعمق إلى النمط العام للسلوك العام للفرد إذ أنَّ سلوك القيادة جزء لا يتجزأ من السلوك العام للفرد، فالسلوك اليومي للفرد سواء في قيادة السيارات أو في أداء عمله الوظيفي أو في تفاعله مع الآخرين أو في متجره أو في مصنعه أو في تربية أبنائه يتأثر بالخصائص الأساسية لشخصية الفرد وبالقيم والعادات الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع، وبمرحلة التطور الحضاري الذي يمر به بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

ولعلَّ سلوك الفرد السعودي بحاجة إلى قدر أكبر من الوعي والتوجيه إلى الدرجة التي تجعله يتعامل بسلامة وأمان مع آلة تقنية خطرة كالسيارة تتطلب قواعد السلامة والأمان في قيادتها قدراً أكبر من الانضباط الذاتي وقدرة على التخطيط وحسن التقدير وتفهما للنظم والضوابط وسلامة الآخرين.

إلى جانب النهضة الاقتصادية السريعة التي حدثت في المملكة خلال السنوات الأخيرة التي أتاحت اقتناء السيارة، بمعدل سيارتين لكل شخص، وجعلت ملكيتها وقيادتها أمراً ميسوراً لكل فرد.

كما أصبحت السيارة الخاصة هي أداة النقل البري الرئيسة سواء داخل المدن أو بينها، بالإضافة إلى أنها أصبحت رمزاً اجتماعياً وأداة للإشباع النفسي، وخاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة الذين يكافئهم آباؤهم بشراء سيارات لهم.

إنَّ أبرز توصيات تلك الدراسة المشار إليها أول المقال، تبرز في الآتي:

أولاً : اقتراح برنامج وطني لتعليم سلامة المرور، ذلك أنَّ الحلَّ الأشمل والأكثر فاعلية واستمراراً في تعديل السلوك إنما يقوم على برنامج تعديل طويل المدى يتسم بالاستقرار لأساليب التنشئة في مجال تعليم السلامة والأمان في قيادة السيارات، ويتم ذلك من خلال التعليم ومؤسساته بمستوياتها المختلفة، بحيث يؤدي وضع برنامج طويل لتعليم الأمن والسلامة وقواعد وآداب القيادة إلى التدرج بالمواطن مع تدرجه التعليمي بدءاً بالمرحلة الابتدائية إلى المتوسطة إلى الثانوية وانتهاء بالجامعة.

ثانياً : تكثيف برامج التوعية، إذ إنَّ برامج التوعية المستمرة والمنظمة التي تستخدم فيها جميع وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة والمسموعة تؤثر في تعديل السلوك وتغييره، وإنه ومن دون شك هناك برامج توعية مختلفة في الوقت الحاضر سواء عن طريق المذياع أو التلفاز أو الصحف أو النشرات الإعلامية أو الإنترنت، ولكن المطلوب تكثيف هذه البرامج وتطوير مادتها الإعلامية لتتركز حول التصرفات والعادات الأكثر شيوعاً والمسبِّبة للحوادث.

ختاماً يمكن القول: إنَّ مثل تلك البرامج التعليمية والإعلامية يتوقع منها أن تسهم في إيجاد روح من الوعي واليقظة تساعد في تعديل السلوك المتسم بالمخاطرة وعدم الأمان.

(*) المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة