الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st March,2004 العدد : 48

الأثنين 10 ,محرم 1425

المجلة التي تُشعرك باحترامها..!
زينب غاصب
لأن الثقافة أصبحت في حاضرنا الآن من الظواهر العقيمة، فلم يعد لها ذلك المكان الذي كانت تحظى به سابقاً، ولم يعد لها ذلك البريق الذي كان يدغدغ الفكر والعقل، ولم يعد لمحبيها ذلك الشغف الجاذب للتنوير وتغذية الحياة الإنسانية، خاصة من الجيل الحاضر الذي شُغل بالثقافات السريعة، مثل ثقافة الكمبيوتر والإنترنت والفضائيات التي تحفل بالغباء وعدم احترام العقول، وغيرها من القنوات الإعلامية المختلفة التي تروِّج للثقافات الهابطة. خرجت علينا هذه المجلة الثقافية المنبثقة عن جريدة (الجزيرة العريقة) لتثبت جدارتها بين هذا السيل من الغثاء، وبين زميلاتها من المجلات المحلية التي أخذت الكثير من البريق، ومن ثَمَّ انحسر عنها؛ لميولها إلى الأخذ بالتراجع في كثير من موضوعاتها وطروحها. أما المجلات العربية، فالكل يعلم أهدافها المبنية على تحقيق القوة التجارية في مبيعاتها، ونادراً ما نجد المجلات ذات الأغراض الثقافية إلا فيما ندر.
لا أعتقد بأنني بكتابتي هذه سأضيف لهذه المجلة شيئاً، بقدر ما هي أضافت لي ولجميع القراء والمهتمين بالشأن الثقافي متعة القراءة، ومتعة الفكر، ومتعة التنقل بين حقولها المختلفة، ويكفي أنها بدأت من حيث انتهى الآخرون.
وإن كانت هذه المجلة تُشعل شمعة أولى في عيد ميلادها، فهي قد أضاءت للكثير من القراء والمتلقين شموعاً ملونة من الفكر والرأي والرأي الآخر، والكثير من القضايا والموضوعات التي تشغل المجتمع، فهي متكاملة تمنح بشموليتها الفكر في كل جوانبه؛ حيث يكتمل فيها الأدب ممثلاً بكل أنواعه الشعرية واللغوية والقصصية، يضاف إلى ذلك الفن بأنواعه المسرحية، والتشكيلية، والدراسات المتعلقة به، بالإضافة إلى الاهتمام بالتراث والدراسات النقدية، سواء كانت علمية أو أدبية.
فإذاً، مجلتنا هذه لم تأت من فراغ، وإنما جاءت لتضخ الثقافة بزخات من التميز الذي حرص العاملون فيها على أن يكون مغايراً لميول المجلات الأخرى، ومواكبة لتطور العصر ومرئياته وإفرازاته؛ لتكون مرآة للواقع وللحقيقة وللانطلاق بالشأن الفكري نحو شرفات أوسع أفقاً. ولعل من أبرز وجه التفرد في هذه المجلة إعطاء مساحات للنقد الشعري والقصصي، ومن ثَمَّ القراءات الأسبوعية للمجلة نفسها. وهذه من الظواهر التي لم تعد تظهر في مجلاتنا الثقافية إلا ما ندر منها.
ومن أهم المميزات، أو لنقل الإنجازات لهذه المجلة، قيامها بتكريم المبدعين من الأدباء والعلماء في هذا الوطن على اختلاف ميولهم الأدبية والعلمية، وتكريمهم عن طريق تخصيص صفحات كاملة للحديث عن حياتهم وإبداعاتهم وأفكارهم وما أضافوه للفكر من إبداع وفن. ولم يقتصر الأمر على مبدعي الوطن ورواده وأدبائه، بل تجاوزت الاحتفاء إلى أدباء الوطن العربي ومثقفيه. ولا أعتقد أن مجلاتنا الأخرى تحفل بمثل هذا الاتجاه، ولن نرى أياً منها سابقاً أو لاحقاً ينحو نحو هذا السبيل إلا فيما ندر.
وعموماً، أثق أن هذه المجلة ستكون مستقبلاً إحدى المجلات الثقافية العريقة، كعراقة الجريدة التابعة لها، إذا ما استمرت على هذا النهج المنطقي الذي يشعرك باحترامها واحترامها لك.
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved