قصتان قصيرتان
|
*نورة ضعيان الرياض:
***
إزميل
كلمة هكذا تُقْذَفُ عنوةً أو بدون قصد تُحْدِثُ للمتلقي لها اضطراباً أو زعزعةً خصوصاً إذا كانت في البدايات الأولى معها صداقة نموذجية في حد ذاتها كيف لها وفي هذه الصداقة تحوير أو مقارنة معها صداقات زائفة كانت في وقت سابق تعتبر صادقة لطرف واحد فقط، لقد أحدثت هذه الكلمة خدشاً أو شرخاً في نفسية الموجهة إليه ولكنه تقبلها على مضض وهو يتحملها بكل ما فيها من قسوة وما في حروفها من حدة.. تغير الوضع شيئاً فشيئاً فعادت نفسيته إلى ما كانت عليه من تكيف على ما قد يأتي بل برقة في المشاعر غير محدثةٍ هذه الكلمة أي انعكاس سلبي بل بالعكس تماماً لقد أخذ هذه الكلمة على أنها إزميل قام بنقش أو زخرفة في نفسيته التي بحاجة إلى أن تطعم بالجواهر من كل جانب كيف لها فهي لن يطول بها الوقت وهي على نفس الوتيرة بل يجب أن يتوفر فيها كم هائل من مشاعر الحزم والجدية كما كان لديها من الليونة والميل في وقت سابق.
***
تحليق
بحيرة راكدة هادئة.. فجأة.. وإذا بحجر يفسد هدوءها وتصبح من حالمة تحفها الأشجار والورود، إلى منزعجة من جراء حَجَرٍ أُلقي في منتصفها محدثاً حلقات الواحدة تلو الأخرى، طارداً بضوضائه التي أحدثها الطيور العائمة على سطحها والفراش الملون الجميل الذي يعيش على زهورها.. فكذلك الإنسان لكي يصبح شيئاً وذا تأثير على مَنْ حوله يجب أن يحدث في الوسط الذي يعيش فيه شيئاً وليس أي شيء بل شيئاً يعود عليه بالفائدة، وذا نفع عليه وعلى مَنْ حوله، مترفعاً عن الأحقاد والحروب النفسية ونزعات الشيطان والشر من داخله وداخل نفوس مَنْ حوله، مرتقياً بفكره إلى سماء صافية في ذهنه يتنقل بين بروجها الجميلة آخذاً من صفائها الراحة لذاته.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|