الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 1st May,2006 العدد : 151

الأثنين 3 ,ربيع الثاني 1427

حسن الألمعي بنصف لسان سردي:
مجموعة (نصف لسان) تسجيل وصفي محدد الأبعاد
*عبدالحفيظ الشمري:
الإصدار القصصي الثاني للقاص حسن الألمعي جاء بعنوان (نصف لسان)، وبدا من معالمه الأولى أنه قص يذهب إلى الاستنطاق الحقيقي لأي حكاية نادرة، أو غريبة تستحق التدوين.
فمجموعة (نصف لسان) القصصية في إطارها العام رحلة في تضاعيف حكاية الإنسان البسيط، حتى وإن تغيرت بعض أنماط تلك المنقولات البوحية عنه، ليظل النص مبنياً على قدرة مميزة يمتلكها الكاتب تعتمد على الحالة التسجيلية التي تحدد معالم أي حكاية.
ففاتحة القصص (الجسر) رغم نأيها الحدثي عن بقية النصوص، تظل هي المفتاح الرئيس لشخوص هذا العمل الذي يصنع الكاتب منعطفاته التي لا تحيد عن طلب الحقيقة الذاهبة دائماً نحو البساطة المنشودة، والهدوء اللازم.
(أمير الجماعة)، وصف من الأعوان والمريدين، لا تخرجون عن حالة بؤس وتهالك وقعوا بها لحظة استرجاع البطل الراوي رحلة البحث عن الذات حتى لحظة الاعتقال.
فيما يلي قصة (الجسر) تخف وطأة الألم، ليبقى وصف الانسان الشقي محركاً رئيساً للنص على نحو ما ورد في قصة (ثقب ذاكرة)، حيث تبقى عطفة الشقاء الانساني هي الجانب الواضح في مسار مجتمع بأكمله.
يحدد القاص حسن عامر في نصوصه الابعاد اللازمة لأمثولة الحكاية التي تحتاج إلى لغة هادئة، تعتمد على التسجيل الوصفي الذي يحدد معالم العلاقة بين الشخوص على نحو ما ورد في قصتي (سلة) و(وسام استحقاق) حيث يخرج العناء خاثراً، لكنه مهادناً قدر المستطاع، لان لغة السرد في القصتين وما سواهما لا تخرج عن إطار الوصف الذي يجمع أطراف الحكاية.
يلمح القارئ توجه الالمعي نحو تفعيل دور المقولة في القصة.. تلك التي يضعها دائماً في الحلقة الأقل، المتمثلة في بعض الشخصيات الضعيفة من حيث الشكل والمضمون، ومرد ذلك أنه قد يجد في هؤلاء مادته الحية، والمؤثرة، في وقت يبرع فيه الكاتب حينما يحيل بعض النماذج إلى صور كاريكاتورية معبرة، تأتي على هيئة طرفة قابلة للتداول على نحو ما ورد في قصة (البصمة) حيث يصور المشهد بطريقة طريفة ورامزة تحدد مواطن الضعف، ونقاط التنافر في المجتمع الذي تبين فيه نوازع المادة، وقشور المدينة التي تتطلب إذعاناً تاماً لكل تحولاتها رغم محاولات البعض مقاومتها انتصاراً للحالة الانسانية في الذات.
لغة القصص كما أسلفنا هادئة، ومفردات الخطاب السردي موائمة للأحداث، إذ لا تخلو أي قصة من قصص مجموعة (نصف لسان) عن قول بعض الحقيقة بلغة هادئة، لاسيما حينما تكون ذات بعد إنساني خالص.
فالأحداث الساكنة في القصص قد تساعد الراوي على البوح بما يريد على نحو ما تجسده حكاية أو قصة (مسمار) حيث يلحظ القارئ حالة الإسقاط على قضية اجتماعية مهمة تتمثل في المشجب الذي يحمل عليه الانسان جميع اشيائه، حتى نرى هذا المشجب (المسمار) وقد تحول إلى مشهد يجسد حالة الرجل حينما يداوم وضع ملابسه في هامة هذا المسمار في وقت تبقى الحياة باحثة عن مشجب تعلق عليه أعباءها.. تلك التي تمثلت بزوج معدم، وزوجة تعاني من نقص في العاطفة، وشح في الغذاء وفقر في العلاقات الحميمة.
فلا يمكن لنا أن نتصور حجم معاناة الانسان في ظل هذا الصمت الذي تفرضه حكاية عدم الجدوى في البوح، أو الحديث مع من تحب، أو من تثق فيه، لأن الصمت قد يكون انجع في ظل هذا الألم.
مجموعة (نصف لسان) تحمل دلالات كثيرة ابرزها كما اشرنا سلفاً: التسجيل الوضعي باعتباره الانسب لعرض هذه الحكايات الشيقة، وحالة الطرفة أو الغرابة لبعض المواقف التي تخلفها بعض الحكايات، وكذلك تلبسها حالة السكوت مع تأملها للواقع بوعي تام، ففي هذه المحاور الثلاثة رؤية موجزة قد تحدد ما ذهب اليه القاص حسن عامر في مجموعته الجديدة.
***
إشارة:
*نصف لسان (قصص)
*حسن عامر الألمعي
*نادي أبها الأدبي 1427هـ - 2006م
* تقع المجموعة في نحو ( 100 صفحة ) من القطع المتوسط
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved