الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 1st August,2005 العدد : 117

الأثنين 26 ,جمادى الثانية 1426

تساؤل حول (احتراق النحو)
الوهيبي: اللغوي مخيَّر بين أساليب مختلفة
*الثقافية علي سعد القحطاني:
تساءل الدكتور صالح بن سلميان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، وذلك قبل أكثر من عشر سنوات في مجلة (العربي) الكويتية، في مقال نشر تحت عنوان (هل احترق النحو العربي) وقال: قسّم بعض العلماء العلوم الإسلامية من حيث استوائها إلى قسمين: علوم احترقت، وأخرى لما تحترق، ويجعلون علم النحو من طائفة العلوم التي لما تحترق! لكنه في قولهم علم وضعت أصوله وخصرت مسائلة، ولم يبق فيه للمتأخر متسع لتجديد أو تبديل.. فهل هذا صحيح؟!
ما دام النحو قد وصل إلى مرحلة كاملة من النضج فإنه لم يبق للمتأخرين فيه قول، إذ أراحهم السلف من العلماء والنحاة فوضعوا قواعد اللغة بعد أن جمعوا شتات مادتها واستقروا شواهدها! ومن دَرَس النحو اتضح له من غير جهد كبير أن في النحو مجالات كثيرة لمَّا تبحث، ومسائل عديدة تحتاج إلى إعادة نظر.
تدريس النحو
يدّرسُ النحو لأحد طالبين: طالب عادي في مرحلة معينة من التعليم أو طالب متخصص في اللغة العربية؛ فالمتخصص ينبغي أن يحيط بأكبر قدر من النحو وأن يدرسه في كتبه المتخصصة وأن يتمرّس على قراءة تلك الكتب وفهم أساليبها.
والطالب غير المتخصص هو المهم هنا؛ لأن أمثاله هم الكثرة الكاثرة، وينبغي للنحاة واللغويين أن يعنوا به ويقدِّروا حاجته من علمهم، فليس هدف هذا الطالب هو علم النحو، بل مقصوده الحصول على (المهارات الأساسية) في اللغة بحيث يحسن الرفع في موطنه وينصب متى وجب النصب ولا يقدم جزءاً من الجملة حقَّه التأخير، ولا يتحدث عن زمن ماضٍ بما هو للاستقبال.. الخ فإذا تحدّد هذا الهدف عُيِّنت الوسيلة التي توِّصل إليه، أو تقرب منه.
ومن الوسائل التي جُرِّبت في تعليم النحو للناشئة طريقة التدريس السائدة التي يُعَلّم فيها الطالب القواعد ويغلب فيها الحفظُ على الممارسة، والقاعدةُ على الأمثلة وتُغَلبَّ الآليَّة ممثلة في الإعراب والمصطلحات على اكتساب المهارات ذاتها فماذا ينتج؟ نرى الطالب يَعْرف الفاعل ويعلم أنه مرفوع لكنه لاينتفع بهذه المعرفة النظرية إذا احتاج إلى ضبط فقرة في كتابه أو كراسته أو قرأ أمام زملائه.
ولاشك أنه ينبغي إعطاء الأولوية لإكساب المتعلم (المهارات اللغوية) لا (آليّة النحو) المجردة، فليس يجدي أن يعرف الطالب مصطلحات الفاعل والمفعول والظرف.. الخ، إذا كانت معرفته لا تعصمه من خطأ، بحيث يكتب إذا كتب كتابة سليمة مقبولة، ويتحدث على نحو جيد مقبول إذا تحدّث، ويستطيع النحوي المُحْدث أن يجدد في وسائل التعليم دون الخروج عن المنهج النحوي المألوف قيد أنملة، وله أن ينظر في الوسائل التي استعان بها مَنْ سبقوه، فقد كان منها قراءة الكتب على العلماء، وحفظ المتون والمنظومات، وتعزيز ذلك بمحفوظ من الشعر والنثر، وبات من العسير اليوم السيرُ على هذا المنهاج، إذا اكتسب التعليم طابعاً جماعياً بسبب كثرة الطلاب وانتهاج أسلوب تعليمي مقيَّد بزمن معين ومقررات محدَّدة.
ويختتم الوهيبي مقالته تلك بقوله: والنحوي مخيَّر بين أسلوب التعليم القديم (وهو أمرٌ يكاد يكون مستحيلاً) والتكيف مع الواقع والاستجابة لمتطلباته، ولا غَرْوَ أن علمه وما نيط به من مسؤولية يفرضان عليه الخيار الأخير ما لم يُنْكُصَ.
كان هذا المقال الذي كتبه الوهيبي قبل أكثر من عشر سنوات وهو يقدّم المشورة في مجال تدريس اللغة العربية وعرف عن الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي اهتماماته الإنسانية والنشاطات الخيرية في مجال الأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي وتسلّم مهامها عقب وفاة الدكتور مانع الجهني وهناك جانب آخر من شخصية الدكتور الوهيبي لعلها غائبة على بعض القراء وهو أنه أحد المتخصصين في علم اللغة تدرّج بالعمل الأكاديمي بجامعة الملك سعود، حيث عمل معيداً لكلية التربية ثم أستاذاً مساعداً بكلية الآداب ثم استاذاً مشاركاً أعد عددا من البحوث اللغوية مثل.. ظاهرة اللحان في الصرف العربي وتحقيق مسألتين من مسائل الاسم الموصول وتحقيق لسورة الفاتحة في مخطوطة إعراب القراءات الشواذ للعكبري، كما أعد كتاباً (المطاوعة: معناها وأوزانها)، (الطرائف العربية: دراسة لغوية) وشارك في تأليف مقررات وزارة التربية والتعليم للمرحلة المتوسطة في قواعد اللغة العربية والإملاء والقراءة والنصوص..
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved