الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 1st August,2005 العدد : 117

الأثنين 26 ,جمادى الثانية 1426

بعد أن
بعد أن أمدنا نزار بشعر المرأة
عبدالحفيظ الشمري
المتتبع للشعر العربي في راهنه الواهن يدرك أن مرحلة من شذاه قد تلاشت.. فلم يعد الشعراء الآن قادرين على فعل شيء حتى بعد رحيل رموزه وأساتذته.
فبعد أن أمدنا نزار قباني بالشعر المخضب بعذوبة الحياة الأنثوية وعلى مدى عقود هي عمره المليء بالشعر حتى رحل.. هاهو المشهد فارغاً من أي جديد قد يحرك ساكن أيامنا.. سوى ما يقوله المجرب شعر حينما تعييه سبل الشعر.
الشاعر الراحل نزار قباني عرى مشهدنا الشعري في حضوره وغيابه حينما تكشفت للقارئ حقيقة مهمة تتمثل في أن شعرنا العربي ظاهرة تشبه النزوة أو التطير، أو المكاشفة، فمنذ شعر المتنبي، ومن جاء بعده محاكياً أو مقلداً مروراً بشوقي والسياب ونزار، جميعهم سكبوا على نار أشواقنا وولهنا الزيت وتواروا.
فبعد أن غرد (نزار قباني) باعتباره آخر جيل الرواد، أو من يسمون بالعمالقة أضحت التجربة مزيجاً من الانفعال غير الصادق.. ليبقى شعر (قباني) تاجاً على رأس الشعرية الفاتنة .. تلك التي تلج الخدور، وتكشف سحر العذارى، وتتصيد آهات العشاق حتى أضحى الشاعر سفيراً فوق العادة، وخارج الحدود لكل ما هو جميل وفاتن لا نستطيع استيراده، أو استرداده من نطاق الغير.
الشعرية الفاتنة في تجربة نزار قباني منذ بداياته حتى نهاياته ظلت وفية لمعاني الجمال الذي يجسده التعلق بالمرأة، والغزل الذي يأتي حولها سواء إن كان عذرياً أو ماجناً.. موزوناً أو مختلاً، مرصوفاً أو منثوراً، حيث جاء هذا الشعر إشارة قوية على فاعلية الحس في وصف الأشياء.
فبعد أن أمدنا نزار قباني بكل الأشياء الجميلة عن الأنثى.. ما الذي ستكون عليه تجارب من بعده من شعراء تشغلهم أمور كثيرة أولها الهم الوطني وأدناها حياة الكدح والتعب المألوف خلف اللقمة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved