الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 1st August,2005 العدد : 117

الأثنين 26 ,جمادى الثانية 1426

ثقافة القارئ.. جريرة النص
غرم الله حمدان الصقاعي
تسطر الأقلام حروفاً لها من العلم والمعرفة والفكر والأدب الضياء والبقاء، يصارع كاتبها رغبة الكتابة ورهبة القارئ وظمأ المشاركة والمثاقفة والعطاء، حيث إن الكتابة متنفس للمبدع من خلالها يمكن أن يقدم أفكاره وآراءه إلى المجتمع مساهماً في دفع عجلة التقدم الثقافي، إذا علمنا أن الكتابة هي نواتج لخبرات سابقة وقراءات واعية وتجارب صقلتها الحياة، التي تتغير وتتطور في تسارع عجيب حتى أمسى التغيير والتحول سمة من سمات هذا العصر المعرفي عصر الثورة المعلوماتية والعلمية.
وما يهمنا هنا هي قراءة النص الأدبي والإبداعي والذي أصبحت إشكالية قراءتها قائمة ومتعددة بتعدد أفكار ورؤى قارئها، وكذلك بما يشتغل عليها كاتبها أو بمعنى آخر بشخصية كاتبها وافكاره وتصنيفها.. ومن هنا وجد التصنيف لعدد كثير من الكتاب نتيجة قراءة خاصة وخاطئة أحياناً يتبع قارؤها من خلال ذهنيته الثقافية وايدلويوجيته مواطن ومواقف ومعاني قد تكون بعيدة عن فكر الكاتب ساعة كتابة النص.
ونحن نعلم ان للنصوص جملة من الإجراءات يمارس الكاتب من خلالها الحجب والإقصاء مما يعني ان النص يخفي بعض مدلولاته عن القارئ.
وفي حديثنا هنا عن القراءة الواعية الناقدة المنتجة التي تتفاعل مع النص ومدلولاته ومستوياته، تلك القراءة التي تساعد على فهم النص وسبر أغواره ومضامينه دون تبديل أو نسخ.
للدكتور علي حرب تقسيم للقراءات في نقد النص اميل إليها كثيراً في تنوع القراءات بل أرى أنه قد يشخص حالة الاختلاف والتصنيف التي يعيشها المجتمع الثقافي في الوطن العربي حيث يرى ان هناك قراءات جمالية واخرى تفسيرية وثالثة تأويلية ورابعة تفكيكية.
فالجمالية تعتمد على المتعة والفائدة في أحكامها وهذه ربما تكون هي المطلب عند قراءة النصوص الأدبية إذا أضيف لها قراءة واعية بمدلولات النص ومضامينه.
أما التفسيرية فتسعى إلى مراد المؤلف ومعنى النص ويظهر ذلك جليا في قراءات أصحاب المذاهب او الايدلويوجيا الفكرية. وربما نحن هنا قد عشنا أزمة هذه القراءة من خلال إنتاج فكر منحرف أودى ببعض الشباب إلى حمل السلاح والإرهاب بعد ان كان الصراع الفكري في بداية هذا القرن قائما بين التيارات الفكرية من صحوة وحداثة مما انتج خطابا جديدا اتكأ في عدد من اطروحاته على المنتج الإبداعي والأدبي لعدد من رموز التيار المخالف.
والتأويلية والتفكيكية قد تتفقان كقراءتين على حجب المؤلف وإنتاج معاني ومدلولات نصية جديدة من خلال توسيع معاني النص للتأويلية وقطع الصلة بالمؤلف للتفكيكية. وهذه في الغالب تسعى إلى التحرر من سلطة النص وان تكون السلطة للقارئ وثقافته. وبعد هذا التنوع للقراءات والذي ينتج عن تنوع ثقافة القارئ، وثقافة القارئ وهدفه من القراءة قد تسبب بتبديلا وتغييرا لمعاني النص بل للنص ذاته وقد تتطاول على مدلولاته وايحاءاته بل يتعدى ذلك إلى الحجب والاقصاء من القارئ لمعاني النص والتي يقع ضمنها القارئ العادي مما يحقق الأهداف التي يرمي إليها المثقف من قراءته للنص.
ويكون فيها القارئ وثقافته الحكم على حياة النص وجودته وتميزه أو غير ذلك من الأحكام الصادرة عن سلطة القارئ.
وبعد
كيف يمكن للنص الإبداعي أن يتعايش في ظل القراءات التفسيرية والتأويلية لفكر الكاتب وليس لمدلولات النص ومضامينه؟
هل هناك قراءات منتجة للإبداع في ثقافتنا أم انها منتجة للصراع والاختلاف؟
إلى متى يظل النص ضحية لثقافة القارئ المؤدلج؟
وختاماً:
يبقى النقد هدفا لتحقيق أحلام المبدعين من خلال القراءات المنتجة من خلال نصوصهم وبأدوات النقد العلمية بعيدا عن الذاتية والايديولوجية، ولكن لقراء الابداع من خلال مقوماته من معنى ومبنى وتظل سلطة القارئ احدى اشكالية ضعف المنتج الإبداعي لما في ذلك من ارتباط بالثقافة العامة والذهنية الثقافية التي تقف امام الابداع وتصبح هي جريرة النص!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved