الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 1st September,2003 العدد : 27

الأثنين 4 ,رجب 1424

في استطلاع واسع أجرته مؤسسة زغبي الدولية
الدين والعروبة والسعي للاستقرار والرخاء وقضية فلسطين ومعاداة إسرائيل وأمريكا وبريطانيا أهم ما يشغل فكر العرب
* عبدالله السمطي
كيف يفكر العرب؟ وما هي قيمهم ومعتقداتهم؟ واهتماماتهم؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت مثار الاستطلاع الواسع الذي أجرته مؤسسة زغبي الدولية التي أسسها بالولايات المتحدة المفكر والباحث جيمس زغبي، الاستطلاع شارك فيه 3800 عربي من ثماني دول عربية هي: مصر، المغرب، السعودية، الكويت، الإمارات، لبنان، الأردن، وفلسطين المحتلة. وقد طرحت المؤسسة على المشاركين 92 سؤالاً تتناول بشكل عام الموضوعات الآتية: قيمهم، واهتماماتهم السياسية، ومشاعرهم وتطلعاتهم، وتعريفهم لأنفسهم ورؤيتهم للعالم.
لقد وُجد اهتمام غير مسبوق بالعالم العربي فيما يؤكد جيمس زغبي لدى كثيرين في الغرب من الذين هزتهم أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م المأساوية بعمق، فأخذوا ينظرون بدقة أكثر إلى منطقة الشرق الاوسط التي لا يعرفون عنها سوى القليل، وسطرت الكتب والمقالات، وبثت التلفزة برامج وثائقية عن هذه المنطقة، بل إن الكونجرس عقد جلسات استماع، ولكن العرب كانوا غائبين عن النقاش والتوضيح في معظم الأحيان، وكانت النتيجة ان المعلومات المغلوطة والمنحازة التي تجلت في تلك المحاولات أدت إلى تعميق سوء التفاهم بدلا من تضييق الفجوة.
وحتى عندما نشط بعض العرب للانخراط في توضيح الآراء، فإن معظمهم لم يصيبوا الهدف إذ ركزت حملاتهم الاعلامية في الشؤون السياسية، فقد أفادت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة ان الامريكيين لا تنقصهم معرفة موقف العرب السياسي، وإنما أرادوا معرفة: من هم العرب فعلاً، وبماذا يعتقدون، وكيف يفكرون؟ من هنا يجيء هذا الاستطلاع الذي نشر أخيراً في صورة كتاب صدر بالتعاون بين مؤسسة الفكر العربي ومؤسسة زغبي الدولية وطبع بمطابع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في 111 صفحة من القطع الكبير.
قيم جوهرية
تعددت أنماط أسئلة الاستطلاع ما بين الهموم الذاتية وبين القضايا الوطنية وعن سؤال: ما هو الأهم في حياة العرب؟ أشار كثير من العرب إلى مجموعة من القضايا الخاصة ضمن اهتمامهم، فإن العرب مثلهم مثل بقية شعوب العالم يركزون أساسا على قضايا أمنهم الشخصي، وتلبية الحاجات الذاتية، وأشد اهتماماتهم هي الاشياء التي تؤثر فيهم مباشرة، وتعطي حياتهم معنى مثل: نوعية عملهم اليومي واستمراريته، ودينهم وعائلتهم، وقدرتهم على ممارسة حياة نافعة ومنتجة، وامكانية اعاشة أنفسهم ومن يحبون، وحماية القيم التي يعتزون بها ودفعها قدماً.
وعن القيم التي يحب العرب تعليمها لأطفالهم أوضحت نتائج الاستطلاع أنها تتمثل في: احترام الذات، والنظافة والصحة الجيدة، والمسؤولية الشخصية، واحترام كبار السن، ثم العمل لتحصيل حياة أفضل. واحتل الوضع الاقتصادي، والأخلاق العامة المرتبة التالية بعد قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني فهي ليست قضية سياسية خارجية تأتي في قاع الاهتمامات بل تحولت إلى شأن شخصي. وبين الاستطلاع عبر سؤالين هما: ما شعور العرب تجاه حياتهم؟، وهل هم قانعون بوضعهم الاقتصادي الحالي ومتفائلون تجاه المستقبل؟ بيّن أن العرب قانعون، ومتفائلون في الوقت نفسه، بيد أن هناك إجماعاً على أن الوضع الآن أفضل مما كان عليه قبل أربع سنوات، وأفضل من أزمنة الآباء، وأن الاطفال العرب سيكونون في وضع افضل في المستقبل.
وعن سؤال كيف يُعرِّف العرب أنفسهم عند النقاش، تبين تبعا للاستطلاع أن العربي ينتسب إلى دينه وإلى بلده بالترتيب، ولكن الانتماء الى العروبة يأتي في الترتيب الأول في معظم الدول، وقد فضّل اللبنانيون التعريف بالانتماء الى البلد، أما في المغرب وفلسطين فتم اختيار الدين كمصدر أساسي للتعريف، وينظر العرب الى الدول الأخرى من زاوية نظرتها الى العالم العربي، لذلك فإن نظرتهم الى إسرائيل سلبية الى أقصى حد، ورؤيتهم للولايات المتحدة وبريطانيا سلبية أيضا.
ورأى المشاركون في الاستطلاع ان أهم شيء يمكن للولايات المتحدة فعله هو تغيير سياستها تجاه الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي، أو أن تكون «عادلة» أو «أقل انحيازاً». وعن سؤال ما هو أهم شيء تريد أن يعرفه العالم عن بلدك؟ ركز المشاركون في الاستطلاع على الدور الايجابي للثقافة والتاريخ وجمال بلادهم، وقد قال المصريون: إن آثار بلادهم رائعة، وأشار السعوديون الى ثروة شعبهم التراثية، وكان التركيز في الإمارات على الانجازات العجيبة من صنع البشر، بينما أشار الفلسطينيون الى جمال بلادهم. الاستطلاع يحوي نتائج مهمة ويضع صورة مثلى لعالمنا العربي الذي ربما يشهد تحولات صادقة في مسيرته الحضارية في مقبل الايام.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved