الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 1st September,2003 العدد : 27

الأثنين 4 ,رجب 1424

حكيم آخر
سعادة مدير تحرير صحيفة الجزيرة للشؤون الثقافية الموقر
أشير إلى ما نشرته الثقافية بتاريخ 13/6/1424هـ في زاوية (أثر خفيف) بقلم الأستاذ علي العمري تحت عنوان أحكام علي بن زايد وقد استهل الكاتب العمري مقالته بمقدمة رائعة مهد بها للدخول في صلب الموضوع. وإنني إذ أشكركم هذا الكاتب على اهتمامه وسعيه للتعريف بهذا الحكيم والشاعر اليماني، لأود أن أقول: إنني اتفق معك أيها العمري تماماً (إن ثمة شخصيات عظيمة مرت ولم تسمع بها البشرية خاصة في الثقافات العربية البدائية الفقيرة والبعيدة عن المراكز الحضرية وإن كانت شظايا أثار مثل تلك الشخصيات لا بد أن شفاهه على السنة البشر في تلك البيئات) فمثلما تعرفت على هذا الحكيم والشاعر اليماني من خلال ما ألفه المستشرق الروسي أنا طولي أنمار يشيف نقلا عن الفلاحين، فنحن نعرف عن حكيم آخر لا يقل حكمة ورجاحة عقل عن ابن زايد ويشترك معه في أنه مجهول مكان الإقامة وتاريخ الميلاد والوفاة ولكن لا خلاف على أنه من أهل اليمن فما تزال أقواله متداولة خصوصاً بين كبار السن على امتداد المنطقة الساحلية بين المملكة والشقيقة اليمن من جنوب مكة المكرمة إلى سواحل عدن ذلك هو الحكيم والشاعر المعروف باسم حُميد بن منصور فلا يكاد يخلو ضرب من ضروب الحياة كبيرها وصغيرها من قول مأثور أو مثل سائر أو حكمة منقولة عن هذا الرجل الذي يذهب بعض كبار السن ممن لديهم (ثقافة بدائية عالية) إلى القول انه من أهل حلي أو القنفذة أو ما حوليهما مستشهدين على ذلك ببعض الكلمات التي ما زالت دارجة في لهجة أهل تلك الجهات ومستخدمة حتى يومنا هذا بينهم دون سواهم، ولكن ليس هذا دليلاً قاطعاً (حسب ظني) فرما كان حاله مثل حال علي بن زايد في سنة من السنين فاضطر إلى التجوال من مكان لآخر، وربما استقر به المقام بعض الوقت أو كله في تلك الجهات فتكلم بلهجتهم واستعمل عباراتهم لكي يسهل عليهم فهم ما يقول وحفظه في الذاكرة.
ولعلي لا أكون مجانباً للصواب لو قلت: أن أرضاً أنجبت مثل هذين الرجلين لا يمكن أن تكون بدأت الإنجاب بهما أو توقفت بعدهما فلا بد أن تكون قد انجبت قبلهما ومعهما وبعدهما الكثير والكثير من أمثالهما، كيف لا؟ والمصطفى الهادي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يقول: العلم يمان والحكمة يمانية.
أتمنى أن يحظى حُميد بن منصور في يوم من الأيام بمن يهتم به وينقب عن أثاره العظيمة ولكن أن يكون هذا المهتم والمنقب (من ذوي القربى) من أبناء هذا الوطن المعطاء وليس من (الخواجات) أي مثل الأستاذ علي العمري، بل كل من يستهويه البحث والتنقيب عن مثل هذه الكنوز وتل الآثار التي لا تقدر بثمن من ثقافتنا البدائية المهددة بالزوال بعد جيل أو جيلين وللأبد إن لم يوثق ما بقي منها (على قلته)، فنحن نتعرض لحملات شعواء تهدف إلى تغيير وطمس هويتنا وخصوصاً ما يتعلق بالعقيدة والثقافة وقد بدأت بوادر على الاستجابة والإنسياق وراء تلك الحملات ومروجيها والتأثر بالدعايات المغرضة التي تبثها وسائل إعلامها وتتمثل تلك البوادر في تقليد (بعض) شبابنا الأعمى للموضات والتقليعات والعادات والسلوكيات الدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا العربية والإسلامية الأصيلة، وحتى لو اعتبرنا ذلك حالات شاذة (وهو ما أرجو أن يكون كذلك) إلا أنه إنذار بالخطر القادم والداههم في آن. هذا وللجميع صادق دعواتي وخالص تحياتي.


الحسين بن فَليته
جازان محافظة بيشة
khaledh2@msn.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved