Culture Magazine Monday  01/10/2007 G Issue 218
أقواس
الأثنين 19 ,رمضان 1428   العدد  218
 
العواجي والصالح في مناخات غير مألوفة

 

 
* الثقافية - عبدالحفيظ الشمري:

الشاعران إبراهيم العواجي، وأحمد الصالح (مسافر) يدخلان فيما يبدو مناخات غير مألوفة، تتمثل في إطراق هادئ يستقصي كلاهما فيه إلى أين يتجه مؤشر الشعر، أو إشارات بوصلة الإبداع وأين تومئ.

فالشاعران (العواجي) و(المسافر) تعملقا في خصوبة أرض الإبداع الشعري، وفي أصالته ترسخت مفاهيمها الجمالية، والوجدانية حتى أضحى علمين من أعلام شعرنا.

فشبه الغَيْبة، أو الإطراق لديهما هو مناخ لحالة صمت قد يداومانها إن لم يكن محفز الشعر لديهما قوي بما يكفي.

فلكثرة ما طوف الشاعران بحذاقة اللغة والمعاني، ولتمرسهما في أتون مراس طويل مع الشعرية الحقة.. أهو تمهيد لغياب أنيق؟!، أم استراحة محارب؟! أم تراها حالة من كمون تتبعها انتيالات شعرية تتحدث عن الحب والجمال والحصاد والقطاف، والنمو والانحطاط في تصاريف حياتنا وموتنا الذي يرتب على نحو أليم..

فكانت رباعيات الخيام تذكرنا في مناخات الصمت التي ترينا أحياناً، وكأنها تستجلي ما قد يكون غياباً أو شبه غياب على نحو ما يفعله (العواجي) و(مسافر):

ما أكثر ما طفت بهذي الأرض

أجتاب واجتاز سهولاً ونجود

استفسر عمن سلك الدرب وهل

من راح بذا الطريق بالأمس يعود

كثيرة هي الأسباب، وجميلة هي المبررات التي تختزن بعدها الإفصاحي إلى حدود الوهلة الأولى من البوح الشعري المتجاوز لكل حالات الغياب.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة