Culture Magazine Monday  01/10/2007 G Issue 218
أقواس
الأثنين 19 ,رمضان 1428   العدد  218
 

تحية إلى صحيفة « الجزيرة»
ياسر المالح

 

 

(أقسم أن أشهد بالحقيقة،

ولاشيء غير الحقيقة)

في فضاء الصحافة اليوم نشهد وثبات صحفية، تتحدى أبطال الوثب العالي في الدورات الرياضية، ووثبة صحيفة (الجزيرة) لاتعتمد على عضلات، بل تعتمد على التخطيط والإبداع والحرفية الإدارية.

بين يدي الآن العدد (215) من (المجلة الثقافية) الذي صدر عن صحيفة (الجزيرة) في 28 شعبان 1428هـ الموافق 10ايلول 2007م، وهو عدد رائع بامتياز.

على صفحة الغلاف الأولى يطل علينا سليمان العيسى ببهاء طلعته جالساً إلى منصة، وبيده أوراق شعره، ونحن ننتظر لحظة البدء، وإلى يسار الصفحة كتب لقبه بالخط الكوفي المتراكب (فارس الحلم العربي)، وامتدت ألف كلمة (فارس) لتنتهي في أعلاها ريشة كتابة ترمز إلى القلم، وخلفه مصور الوطن العربي الذي يرمز إلى الحلم، وفي أعلى الصفحة اسم المجلة، وحوله رموز الثقافة المصورة بالألوان الجميلة.

أنا الآن في حالة دهشة، فالغلاف يكاد ينطق بالشعر قبل أن يبدأ سليمان قراءة شعره!

أن تدهشني هذه الصفحة ببساطتها وجمالها وألوانها ونطقها الصامت أمر اعتدته، فأنا أسير الجمال واتقان الصنعة، أما أن تغريني صور الشيخ الشاعر الذي جاوز الثمانين بأن أقبلها فهذا أمر لم يفعله أحد سواي، فمن هو سليمان العيسى الذي أغراني بتقبيل صورته؟ الصفحات التالية تنبئك عنه النبأ اليقين.

خمسة وعشرون عنواناً في ملف واحد، منها ثلاثة عناوين أعد مضمونها معد الملف عبد الكريم العفنان والسيد مدير التحرير وهي:

- هذا بعض سليمان.

- مقابلة مع سليمان تحت عنوان (القصيدة التي أريد قولها ما زلت أبحث عنها منذ 60 عاماً).

- مختارات من ديوان أنا وجزيرتنا العربية المعد للنشر.

أما العناوين الاثنان والعشرون فتندرج تحتها شهادات اثنين وعشرين أديباً وباحثاً وشاعراً وأستاذاً جامعياً منهم وزير الثقافة السوري ومعادله، ووزير الثقافة اليمني هؤلاء الذين أدوا الشهادة بصدق كما أديتها أنا اختيروا من سبعة بلدان عربية، أربعة منهم من المملكة العربية السعودية وهم:

- د. إبراهيم عبد الرحمن التركي، مدير التحرير وعنوان شهادته (درس الغضب).

- د. راشد المبارك وعنوان شهادته (الإنسان الشاعر).

- د. عبد الله محمد الغذامي وعنوان شهادته (سليمان العيسى أجمل ما في لغتنا).

- عبد الله بن سالم الحميد وعنوان شهادته (مشاعل الصحراء والايلاف في قصيدتين).

واثنان منهم من الجمهورية اليمنية وهما:

- د. عبد العزيز المقالح وعنوان شهادته (شاعر الخلاص القومي، صورة بالكلمات).

- خالد عبد الله الرويشان، وزير الثقافة وعنوان شهادته (كل هذا البهاء، كل هذا العناء).

وواحد من جمهورية مصر العربية هو:

- فاروق شوشة وعنوان شهادته (سليمان العيسى والمرأة في شعري).

وواحد من المملكة الأردنية الهاشمية هو:

- د. مصلح النجار وعنوان شهادته (مفكر يكتب للأطفال).

وواحد من دولة الكويت هو:

- د. خالد عبد اللطيف الشايجي وعنوان شهادته (سليمان العيسى.. الشاعر).

وواحد من الجمهورية العراقية هو:

- علي جعفر العلاق وعنوان شهادته (طفل القصائد الشرسة).

أما السوريون فكان عددهم اثني عشر شاهداً وهم:

- د.رياض نعسان آغا، وزير الثقافة، وعنوان شهادته (شاعر العروبة والعرب)

- د.علي القيم، معاون وزير الثقافة، وعنوان شهادته (ألق الكلمة وديمومة الحضور الجميل).

- د.ملكة أبيض، زوجة الشاعر سليمان العيسى، وعنوان شهادتها (سليمان العيسى في نبرته الهادئة).

- د. إبراهيم الجرادي وعنوان شهادته (الأمل: يأس يستنسخ أوصافه) (تحقيق نقدي).

- د.وفيق سليطين وعنوان شهادته (أسئلة الشعر واشتراطات الموقف).

- د.شهلا العجيلي وعنوان شهادتها (باقة نثر وهوية).

- ياسر المالح وعنوان شهادته (شاعر العروبة وأمير شعراء الطفولة).

- عبداللطيف الأرناؤوط وعنوان شهادته (العيسى ورحلة الظمأ)

- فواز العساف وعنوان شهادته (صديق الطفولة الأبدي).

- سامر أنور الشمالي وعنوان شهادته (العيسى، إشكاليات خطابه الطفلي).

- علي الحسن وعنوان شهادته (شاعر الأزمنة والأمكنة).

- مانيا مسعود معروف وعنوان شهادتها (رفيق طفولتنا).

هؤلاء جميعاً من النخبة الطيبة، أدلوا بشهاداتهم مختارين؛ منهم من كان صديقاً لسليمان قرأه حتى (ثمالاته)، ومنهم من قرأ شعره فكان من المعجبين، ومنهم من نشأ على حفظ شعره دون أن يراه، فسكن في وجدانه، ومنهم من درس شعره دراسة الناقد الحر فوضع النقاط على الحروف دون تحيز. ومنهم زوجته التي رافقته نصف قرن وكانت له عوناً في نشر إبداعه، وقد أجمعوا جميعاً على أن سليمان إنسان كبير في كل ما يصدر عنه، وأن الحس القومي هو الذي أوحى إليه بتصوير لوحته الخالدة (الحلم العربي) بالكلمات الموقعة واللحن الجميل.

وهؤلاء جميعاً كانوا مصورين أيضاً، التقطوا له صوراً من زوايا متعددة، فاتضحت ألوانه الشعرية، وبرزت من صورهم الناطقة صورتان كبيرتان، هما صورة (الوطن العربي الكبير) وصورة (الأطفال العرب الصغار) وبين الصورتين جسر مؤطر كتب عليه (الأطفال العرب الصغار يحققون حلم الوطن العربي الكبير).

فإذا قلبت الصفحات لتقرأ ما قيل في سليمان بترتيب و بلا ترتيب، فأنت لا ريب ستدهش كما دهشت، سترى فيلماً سينمائياً آسراً يعبر عن حرفية عالية في فن الإخراج، فالسينما تعتمد على لقطات الكاميرا القريبة والمتوسطة البعيدة من زوايا مختلفة. وكذلك كان هذا الإخراج الصحفي الذي صور سليمان في أوضاعه اليومية: يفكر، يكتب، يستوحي، يتدث، يضحك، يقف، يقعد، ينفرد، يقابل الآخر، يلتصق برفيقته الزوجة المخلصة. وتراه حيناً معتمراً وأحياناً حاسر الرأس. وتنثر في بعض الصفحات صور دواوينه في الزوايا الملائمة، فتزيد الصفحة جمالاً على جمال.

وأود -بوصفي ذا خبرة بالاعداد والاخراج- أن أهنئ المعد عبدالكريم العفنان والمصور عبود حمام ومن أخرج العدد هذا الإخراج الرائع، والهيئة الإدارية في صحيفة (الجزيرة) والمجلة الثقافية، على جهودهم جميعاً، فقد قدموا للأمة العربية في رمضان ما يغنيهم عن مشاهدة التلفزيون إلى حين.

* كاتب وخبير إعلامي دمشق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة