رداً على ما كتبه الأستاذ أحمد الدويحي بعنوان (أوراق جنوبية 1-2) في العدد 216 من المجلة الثقافية، حين قال: (تهمش المرأة الجنوبية ويصادر حقها في الأرض، وقد تجد رجلاً نال أعلى الشهادات واعتلى حظاً من المناصب وقسطاً من حياة مدنية، يحمل أوراقاً من الأوراق التي كتبت على ضوء قازة يزعم بها سقوط حق الأنثى أختاً أو أماً أو بنتاً من الإرث، لأنه لم يستطع التحرر من ثقافة مجتمع).
قد أختلف مع الأستاذ في نظرته هذه إلى حال المرأة في المنطقة الجنوبية، فما كُتب أعلاه لا يعني إلا أن النساء في الجنوب يعانين من تعسف الرجل ذي الثقافة القروية. وربما غاب عن فكر الأستاذ حين قال (ويصادر حقها من الأرض) أن المرأة الجنوبية غالباً ما تعطي عن طيب نفس ولمجرد العطاء ليس إلا، أما من سلبت حقوقها أو أُسقط حقها أو أُُجبرت على أن تتنازل عن ما هو لها بغير رضا منها أو غير ذلك من صور التعدي، فهي تعاني من جشع خالط النفوس وربى فيها بعيداً عن المجتمع القروي وثقافته.أعرف تماماً ويعرف الأستاذ الفاضل بأن الأصل في معاملة القروي للمرأة هو الاحترام وإن شذ عن هذه القاعدة البعض. نحن لا نحاول رسم صورة للمجتمع الجنوبي تظهره كمجتمع يخلو من التقاليد البالية والعادات السيئة، لكننا نظهره كما هو في واقعه، مجتمع يعطي المرأة حرية سلبتها إياها بعض العقليات التي تدعي البحث عن مصلحتها. ونحن لا ننكر وجود نماذج متعددة من نساء يعانين سطوة الرجل، لكننا لا نوسع الدائرة لتشمل الغالبية، ناهيك عن تكرر المشهد في مجتمعات أبعد ما تكون عن الثقافة القروية. وأخيراًشكر الأستاذ أحمد الدويحي على المقال وإن اختلفت وجهات النظر.