Culture Magazine Monday  01/10/2007 G Issue 218
نصوص
الأثنين 19 ,رمضان 1428   العدد  218
 
حُزَم السَّوَاد...!
أ. يحيى جابر الفيفي

 

 

غدوت لهم على كَوْرِ البوادي

بريئاً جئتهم فاستنكروني

قطعت الفضلَ من زرعي فقالوا:

بربك أيُّما الفعلين أشنا

هُمُ لما رأوا سعيي حثيثاً

تواصوا بي فكنت أذوب ظلماً

أرادوا أن أسير على خطاهم

وأن أحيا كما يحيا الكسالى

أعادوني لعهدٍ كان يُدني

وكنت أخالني أحيا بعهدٍ

ولكن دون وعي نبهوني

ألا يا أيها الإنسان مهلاً

فقد يأتي غداً زمنٌ خؤون

يصافحك الحقود بأخمصيه

وقد أدركتُ من هذا كثيراً

وتلك الدار ترجو البُرْءَ منهم

وتصرخ ملء فيها: ويل أهلي

تجلدْ أي هذا العقل وارحلْ

لقد يممتَ داراً أنت فيها

أصختُ لها إلى أن ودعتني

ولما كنت أعلم ما زماني

تركت الدار تضحك من صنيعي

ورحت أهيم من وادٍ لوادي

لأني لم أدع حُزَمَ السَّوادِ

ستؤتي حقهُ يومَ الحصادِ

أقطع الزرع أم قطع العبادِ

كمثل الريح تكسر كل بادِ

وغيري كان ينعم بالبَرادِ

وئيد المشي أنتعل التمادِي

أخرِّق ثوب عمري بالرقادِ

به شأن الطِّرَاف عن التِّلادِ

يكف يد العناد عن الحيادِ

بأني لم أزل في عهد عادِ

ولا تركن إلى هُدَنِ الأعادي

ترى وجهَ الصلاح على الفسادِ

وقد كان التصافح بالأيادي

فآذنتُ اقترابي بابتعادي

كراجي النار مِنْ ذَرّ الرمادِ

لقد تركوا الجراح بلا ضِمادِ

تجدْ في الأرض زاداً غير زادي

غنيٌّ عن ملاطفة الجمادِ

وأوصتني على دار الودادِ

رحلت وقد نحرتُ لهم جوادِي

وتبكيني إلى يوم التنادِي

جامعة الملك سعود - قسم اللغة العربية y.alfaifi@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة