الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st November,2004 العدد : 83

الأثنين 18 ,رمضان 1425

ما واجب المتخصصين السعوديين نحو الأدب الأندلسي؟!
حين نتحدث عن الأدب الأندلسي، فإننا نتحدث عن أدب ذي خصوصية منقطعة النظير، لا من حيث عوامله السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية فحسب، وإنما من حيث تأثيره في الآداب الغربية التي نهلت منه الشيء الكثير، وكأنه تمخض واستغلظ ليقف الأدباء الغربيون عليه دون سواهم من العرب أصحابه، فما من مطلع على تلك التأثيرات إلا علم فحوى أهميته في علومهم وكافة شؤونهم، فقد اعترف أدباؤهم بتلك التأثيرات المتعددة الجوانب الحضارية مثل القس الأسباني (خوان أندريس) وغيره كثر.
والأدباء السعوديون لهم سهم ضارب في هذا التخصص، إلا أنه يكاد يكون ليس لأحد منهم إسهامات فاعلة لتبيان تعديته من المشرق العربي إلى المغرب الأوروبي، ذلك أن الشأن اقتصر على تبيان ماهيته الداخلية أو القطرية، مُغْفِلين جانب البعد الأفقي لهذا الأدب الذي ظل ما يقارب ثمانية القرون، إذ كان الفتح الإسلامي في عام 92هـ، ثم توقف عطاؤه منذ سقوط مملكة بني الأحمر في غرناطة عام 898هـ.
كنا ندرس الأدب الأندلسي على أنه شعر يفيض بوصف الطبيعة التي كنا نظن أن الأندلس كلها أرض خضراء، وما علمنا أن الجهات الشمالية صحراء قاحلة، تذيقها الشمس من لهيبها منذ الشروق حتى الغروب، وتم إغفال ذاك الشعر الذي يصور تلك الكثبان الرملية على نسق ما صوَّره الشعراء في الجزيرة العربية وخصوصاً نجد، فقد افتقدنا تلك الأشعار التي تناسق مضمونها وشعر شعراء المشرق العربي.
على أن موضوعنا هنا، هو العتاب ذو الوطء الخفيف لكافة المتخصصين في الأدب الأندلسي من أدبائنا السعوديين، سواء أكانوا من الأكاديميين من أمثال الدكتور عبد الله علي ثقفان، والدكتور السحيباني، وغيرهما، أو من غير الأكاديميين الذين عرفوا باهتماماتهم بهذا الأدب الفريد، ذلك أني أجد جموداً في الطرح وقلة في التناول، وإن كان هنالك من تناوله فهو في حيز المكرور المعاد، والذي يفتقر إلى لمِّ شعثه بعد تفرق، والشروع في التعويل على التأثيرات الخارجية لهذا الأدب الأندلسي، وما مبلغها وما حجمها.. نعم قد كُتبت بحوث في هذا الحيز، ولكن الصبغة والرؤية لدى كافة أدباء المملكة المتخصصين لا تكاد تبين، فقد اتسمت في مجملها بمرور الكرام، ولم تسبر قيعانه بعد، وما من أكاديمي متخصص في هذا الأدب إلا وله نصيب وافر من الاطلاع على الأدب المقارن الذي يخوِّله الاطلاع على الآداب الغربية التي استفادت من أدب الأجداد المندثرين، فمن الحق أن ترصد هذه التأثيرات وتدون، ليقف القارىء العربي على رؤية شمولية على نتاج يُحسب للمتخصصين لا عليهم.


أحمد بن عبد العزيز المهوس
ماجستير في الأدب العربي الحديث
khlid71@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved