الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st November,2004 العدد : 83

الأثنين 18 ,رمضان 1425

من الفقد إلى الوجد..
الشاعر عبدالله الصيخان يتهجّى جبهة «الحنون»
* كتب عبدالحفيظ الشمري:
بعد غياب لم يغادر فيه ذاكرة النص، ولم يغادره شوق المتلقي.. يجيء شاعر (الهواجس) منتشياً بالحبِّ.. ومفجوعاً بالحبِّ كذلك، ليقدِّم نصّه الجديد تواصلاً مع قارئ ينتظر، واهداءً من قلب ينفطر..
قامة الشعر السعودي الحديث مديدة والحديث عنها يطول، ويسمو فوق الكثير من التجارب، فكلما جاء الحديث عن الشعر وانثيالاته الجديدة برزت في الأفق تجربة نابهة لإضمامة من شعراء التفعيلة، والمقفى والموزون، ربما يأتي الشاعر الاستاذ عبدالله الصيخان علامة مميزة في مشروعنا الشعري الحديث.
(الصيخان) الشاعر تأسرك إليه طروحاته الواعية وتشدك إلى أعماله الشعرية إنسانية الخطاب الذي يرى في الكائنات وجودها الوجداني الآسر.
صدم الشاعر الجزل عبدالله الصيخان برحيل والدته زهرة علي العسيري يرحمها الله، فقد ظلت الام (زهرة) وجهاً مشرقاً بالأماني حتى غربت لتترك الطفل الكبير (عبدالله) تتقاذفه أمواج الحزن السادر، فها هو الشاعر الصيخان يتفقد المكان والكون بعد رحيلها يرحمها الله.
القصيدة تأخذ شكل البيان الشعري ضد الموت الذي لا يكل من استدراج الأحبة نحو فلوات الفناء فلا يملك الشعر إلا أن يلامس الجرح ويورق في مد جسور طويلة من البوح اللاعج، فها هي قصيدة (زهرة) تلهو في أفياء الحزن، فلزهرة العسيري الرحمة والمغفرة ولشاعرنا طول الصبر والجلد على ألم رحيلها، والله المستعان.
زهرة
***
المنايا حديدها مسنونُ
والليالي تخون أو لا تخونُ
هكذا الموتُ مثل إغماض عينٍ
شهقةٌ تستريحُ فيها الجفونُ
إيه يا زهرةَ الفؤادِ خُذيني
أنا ما عدت والحياةُ فتونُ
منك يا أمُّ كنت أخصفُ شعري
ذبلت بعدك الرؤى والغصونُ
(يا جنيني) وكان في كلِّ حرفٍ
من بهاها أمٌ رءوف حنونُ
ياالتي لم يزلْ هواها ندياً
وأحاديثها شجوناً.. شجونُ
ملحُ عيشي ولذة العيشِ أمّاه
في أن نكونَ أو لا نكونُ
ها أنا والمكانُ قد أقفرَ
والناسُ تناءوا وجلُّ حزني دفينُ
أتملّاك نفحةً تتسامى
أتهجاكِ جبهةً لا تهونُ
زهرتي كنتِ حين صبَّ سناها
في حياتي ربي وكاف ونونُ
كم طويتِ على مهادٍ يديكِ
بوركت جَدةٌ وعزّت بطونُ
أمهاتٌ حملنه الوهنَ عاماً
فوق وهنٍ، وللعزيزِ الشؤونُ
وأدرن عن وجهِهن الأماني
لا عقار يُرجى ولا مرهونُ
همها حين يكبرَ الطفلُ يوماً
ويصير الذي رجتهُ العيونُ
تحت أقدامِها الجنانُ وفيها
من ندى اللهِ غيمةٌ ومزونُ
بدعاهنَّ كم أصون الأماني
ماثلاتٍ.. وكم تقضّتْ ديونُ
أمهاتُ الندى وريفُ العطايا
ملءُ أثوابِهن طيبٌ ودينُ
وسلاماً عليك، يا كلَّ أمٍ
ما توالتْ على السنينِ سنينُ

عبدالله الصيخان

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved