الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st November,2004 العدد : 83

الأثنين 18 ,رمضان 1425

تكوين
محمد الدبيسي
عبد الرحمن المعمر
ربما يكون في وارد الامتناع..
عندما يكون الغياب (دثاراً)..
والحضور (غباراً).. أو معطناً يثير ويستثير..!
يحرزه القاصرون أو الأكفاء على حد سواء..؟
لتضيع المسافة البينية..
التي ربما أدركنا بفضل نتوءات تضاريسها..
بعضاً من المنعمين في السهول والسهوب..
والمطلين من نشز الصراخ..
والمتخثرين على مصاطب (القدامة)..
عندما تكون (وحدها) شرطاً للقيمة ومعياراً للكفاءة..!
** وعندما توزع الأمكنة..
وتفرض الأسبقية موقعاً متقدماً لكبار السن..
والمقام أو (لأحدهما) فقط..!
وما أكثرهم بين ظهرانينا..؟
استيقظوا بعد أن تجاوزت (العربة / الحصان)..؟
** غير أني.. ألفيت المبين اسمه أعلاه..
في وارد القبول.. ومساحة المألوف..
تتبدد غربته.. ألفةً وحضوراً..
إذا ما قرأتم الصفحة الوردية
من الجزيرة (الأم)، صفحة (الجزيرة أيام زمان)
حيث كان (المعمر) رئيساً لتحريرها..!
فذلك بعض من سيرة كبير المراسلين
في وكالة الأنباء السعودية يوماً ما...!
** وفي تلك الصفحة.. نموذج ثقافي لمرحلة
تاريخية من مراحل صحافتنا المحلية..
وعيها ولغتها.. وثقافتها.. ورموزها.. قضاياها
وأدباؤها.. ورياضيوها
وكتابها..! نبض زمنها كما كان..
وكما.. مسته رؤية عبد الرحمن المعمر..
وزمن قضى وبقي منه ما يرمز إلى
مناخه العام..!
ويشير إلى مكونات رموزه الإنسانية..!
** (المعمر) عبد الرحمن بن فيصل..
نموذج لشخصية تنطوي على الوعي الفطري..
وثقافة الممارسة.. وأصالة التجربة،
تجربة الصحافة.. وتجربة الحياة..
** فمؤسس مجلة (عالم الكتب)
مع الراحل عبد العزيز الرفاعي.. من الأسماء
الأولى في تاريخ الصحافة السعودية
عبر رئاسته تحرير (الجزيرة) في مرحلة مهمة من مسيرتها..!
ولا يفتأ عبد الرحمن المعمر.. يعطر حديث جلسائه
بما لم يدونه تاريخنا الثقافي عن ثلاثة
من رموزه (محمد سرور الصبان وأحمد
عبد الغفور عطار وعبد العزيز الرفاعي)..
صَحِبهم وعمل معهم وعاملهم..!
** وحديثه ذلك.. جزء من رصيد حافل.. تختزنه
ذاكرته.. عن مراحل من
تاريخنا الثقافي والاجتماعي.. طُرفٌ
وحوادث.. وقضايا ومواقف.. أكسبت
شخصيته أهمية تضاف إلى قوامها الفطري الخاص
(الإمتاع.. والمؤانسة).. لتصوغ
منه إشكالياً على مستوى المشافهة..!
ومحاوراً يلتقط من الآني موقفاً
يعيد تنقية حيثياته.. بدأب
على الكشف.. وعدم المواربة.. في
الجهر برأيه.. والاعتداد بموقفه..!
** (عبد الرحمن المعمر) آخر من بقي من (عصبة
الأدباء).. يتجاذبه منزعان؟ المولد والنشأة
(نجد) .. والإقامة والمستقر (الحجاز)..
لتتكون شخصيته مزيجاً
من طينة الوطن.. وأطيافه.. قيم رجولة.. ونبل خُلق..؟
أتاحت له صحبته لرموز الثقافة في الحجاز
مواكبة انطلاقات ثقافية عديدة.. ومباشرة
أجواء أدبية اعتمرت يوماً ما.. بالقضايا الساخنة
والحوارات الجادة.. والمباهلات الخفية..!؟
** (الممرضات والمضيفات في الشعر العربي)..
(والحب والأشواق والعواطف، وعلاقتها
بالبرق والبريد والهاتف) أشهر مؤلفاته..
ونموذج للثقافة الشفهية التي يتمثلها..!
وعصب لتكوين شخصيته.. ونسيجه الأناسي..
يلون سجع ايقاعها.. بذات
الروح الأليفة.. لعبد الرحمن المعمر الإنسان..!
والكتابان نموذجان لمكونات
شخصيته الأدبية..!
أدبية.. بطبعها الإنساني.. ومزاجها
التعاملي العام.. وأجواء اهتماماتها..
ومكوَّن أبعادها المضمرة في أديب
يمس الثقافة في بعدها الشامل..
وأثرها على السلوك والتعامل..!
** وفاؤه الإنساني الراقي.. لصديقه (عبد العزيز
الرفاعي).. يتجلى فعلا يتجسد في
استمرار (عالم الكتب) التي أسسها الرفاعي
والمعمر.. ليرعى الأخير صدورها
واستمرارها متجاوزاً عقبات
التكاليف وأعباء التحرير..! وفي ذلك
رمز للالتزام الأدبي ودال على عظمة الوفاء..!
ولا سيما عندما يستتر بالصمت مروءة
والفعل قصداً.. يؤكد رقي
الالتزام.. ويُنمي فاعليته..!


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved