الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 02th January,2006 العدد : 136

الأثنين 2 ,ذو الحجة 1426

قصة قصيرة
حيث يرقد الحبيب
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحيدري
رجع قافلاً منهكاً من سفر طويل وشاق راجياً أن يلتقي بحبيبته التي تنتظره على أحر من الجمر.
منذ أن بدأ المسير بسيارته المهترئة نحو الطريق الطويل حتى حط الرحال في الريف وهو يشرد فكراً وذهناً غير مبال بنداءات الحفر التي تترصد للإيقاع بسيارته وإيذائها، ولا تراه سوى منخفض مرة، وصاعد مرة أخرى، مقاوماً تلك النداءات والمواجع وكأنها جاءت لتزيده ألماً على ألم، ولأواء على سفر!!
بدا في خياله مع حبيبته كذاهبين وصاعدين في برج عاجي يبنيان عليه أحلامهما الضخام.. أحلامه، وأحلامها!!
لم يكن حضوره إلى هذا الريف.. الريف الجميل الذي يذكّره بكل ماضيه الرائع الذي يراه الآن بما يشبه شيئاً ضبابياً كلما ألح على الصورة في استجلاء تفاصيل أحداث تلك الأيام لم تزده إلا ضبابية وغبشاً.. بقدر ما جاء به من المدينة من مدنية رائعة، وكسر رتابة الحياة في الريف، وبمشاريع يتمنى إنشاءها وتشييدها ليس على نطاق العمار والبناء، بل بما يكفل له ولحبيبته السعادة الأبدية السرمدية.
وبعد طول العناء وصل ريفه الجميل، وقد رحبت به كل أطياف القرية، الكل ينادي.. أهلاً بمن حضر.. شرّفت الديار..
بعد أن استرخى من كل مظاهر الترحيب والحب بدأ يغذُّ السير سراعاً إلى بيت في القرية بعينه.. طرق باب ذلك البيت الكوخي القديم القابع في جزء من جسد القرية الصغير.. ولم ينتج عن كثرة الطرق سوى الصمت الطويل المر.. فقام وشد من أزره وفتح الباب واتجه إلى غرفة مضاءة بنور أقرب ما يكون إلى الخفوت، وحين دخل وجد (أمه) ترقد هناك بارتياح وصمت..
وحينها.. بكى بين يديها بأقوى صُراخ يكاد يقطِّع نياط القلب!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved