الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 02th January,2006 العدد : 136

الأثنين 2 ,ذو الحجة 1426

رؤية
من حديث هيان بن بيان..عن رواية (صبايا العاصمة)..؟
محمد الدبيسي

كعادة (الأشياء) التي تخلقها الصدف.. و(المفاجآت) التي يصوغها الاعتباط.. وكعادة (الهاربين) من سدى الوعي.. وضياء المعرفة الكاشف.. المستكينين للدعة والانقياد..؟ وكطبيعة (المتبتلين) في محاريب الدعاء.. ينتظرون (سقوط) الحظ بين أيديهم..؟ ككل (ما سبق).. وفي سياق متصل به وموات له..؟؟ (أسوق إليكم) ما حدثني به (حيان بن بيان) كإحدى ثمرات ذلك الواقع بمفاهيمه ونظام وعيه المعبر عن (ما سبق).. حيث قال:
** اعلم رحمني الله وإياك.. أنه إذا كانت الأشياء تخلقها الصدف.. في واقعنا المرير..؛ فقد آتت الصدفة (ثمرتها الفجة).. وأنجب رحم المفاجآت (مولوده الخداج).. وأمطرت السماء (بركاتها) على من ينتظرون سخاءها.. بلا جهد أوكد أو استحقاق..؟
فكانت (الروائية.. والرواية).. التي أقضَّت مضجع مشهد لم يرتجف أو يرتج أو ينتفض.. وتستحر همم نقاده ورؤى كتابه.. وحماس صحافته.. وعبقريات أكاديمييه؟؟
إلا عندما قادت لهم (المتغيرات) التاريخية والتحولات الجيوسياسية.. والسيسيولوجية.. ذلك (العمل) الذي شحذ بدوره النهم القرائي والمعرفي.. لدى صفوة الشعب وعامته.. ونخبه ودهمائه..؟
فتقاطروا على المكتبات.. يبحثون عن نسخة من العمل الفريد (صبايا العاصمة) الذي سطرته يد (الروائية) الفذة.. التي لا تلام إطلاقاً.. على انبثاقها من وسط شبه جاهل.. مشهد مجتمعي أميّ معرفياً..؟؟
** وفي وعلى كل الأحوال.. ستنطلق من واقع تجريبي.. وحق ثقافي ضمنته لها الدساتير الدولية ونصوص حقوق المرأة.. والأعراف الاجتماعية الرفيعة.. التي تضمن لها حرية الكتابة والتعبير.. !!
المهم أيها (السيدات والسادة).. وفي ذات سياق (المفاجأة والصدفة والحظ).. استقوت هذه (الرواية) بأربعة عناصر استراتيجية, دالة على مدى الفطنة والكياسة الاستثنائية في ضمان قدر أكبر من الانتشار والاستشراء..؟
حتى تشع (صبايا العاصمة) على عتمة وسكون هذا المشهد (الفاعل والمتفاعل)..؟!.. الذي يقتنص كل (جديد) ليفليه ويمحصه ويفحصه وينقيه.. وفقاً لحراكه الدائم وفواعله ومفاعليه.. التي لا تهدأ ولا تكل ولا تمل.. في متابعة نتاجات شعرائها وكتابها ونقادها وشعرائها الشعبيين, وكاتباتها الشعبيات والإسلاميات والليبراليات.. والعناصر الإستراتيجية هي:
1- صدور (صبايا العاصمة) عن دار(السادي).. وهي دار نشر (محترمة) عرفت بإصداراتها الراقية.. وخصوصاً النخبة المثقفة في الوطن العربي..؟ وعرفت برشاقتها الحيوية ولياقتها المثيرة.. حيث تستطيع الجمع بين اليمين واليسار.. (بذات المسار)..؟ وكذلك اليسار (المتخلجن).. واليمين (المتمركس)..؟
2 - عنوان (الرواية).. فما أن نقول (صبايا) حتى تدغدغ مشاعر القوم.. فهذا الخيط الرقيق في نسيجه.. دائماً ما يُحاط.. بأستاره وأسواره..؟ ودائماً ما يحاط بالصون والصيانة الدورية.. ودائماً ما يكون (إسهامهن) في هذه الحركة الاجتماعية والأسرية والوطنية إسهاماً لوجستياً.. أو يقصر عن ذلك قليلاً.. !
ودائماً ما تكوَّن (خطاباتهن).. مادة لذيذة وطعمه.. ودائماً ما يحلو الحديث حولهن.. وكلّما طال واستطال (السور).. ازدادت الرغبة في خدشه واختراقه.. والتلصص على خباياه القصية..؟؟ وكلما ضرب الخباء أطنابه حوله.. ازدادت كثافة إشعاع العيون الحارق.. الظامئ.. لاختراق الخباء..؟ (فتنبَّه يا فتى)
3 - الإسناد اللغوي.. (صبايا العاصمة) فمع ما يمتلكه اللفظ الأول من دسامة ووسامة وجاذبية.. فلن تكتمل.. إلا بهذا الأستاذ الضاري ف(العاصمة).. ودلالتها الرمزية.. ستكون المتبع الدلالي الثر.. الذي يشكل دينامية (العتبة النصية) وعنوان الرواية, ويمنحها فاعلية تسويقية.. فكأنها (برطمان عسل) انكشف فجأة.. فراح يستقطب المتذوقين والشرهين والآكلين..؟ قبل القارئين.. ويجتذب العيون النهمة, لترى.. والأذان الصماء, لتسمع.. ماذا يتكوّن ويحتدم ويحترق في أكنافها..؟..
وما هي مخرجات صيانتها الدورية.؟ وما هو ناتج التخمير الأزلي ل(نباتاتها الزهرية) في الأخبية الرخامية الشمَّاء..؟
ونصل بحفظ الله ورعايته إلى (رابعاً)..؟!..
رابعاً.. ياعباد الله.. هو.. تلك الجاهه الحيثية.. والوفد الرسمي المرافق (للرواية) حال خروجها من دار (السادي).. وعندما دلفت إلى أرفف المكتبات وصفحات النت.. !
فقد وصل في معيتها وإمعيتها.. -(وكلاهما جائز)- إنسان يمتلك كل مقومات (المعالي) دائماً.. و(التعالي) أحياناً قليلة.. فهو الأديب الأريب.. والشاعر المجنح والروائي المبدع.. والباحث المتميز وهو أحد مخططي التنمية..؟ وهو (محارب الخيزراني).. صاحب الأيادي البيضاء فيها.. شهادة لا ابتغي منها إلا (وجه الله يوم ألقاه).
وكان معيارياً ملتزماً بالقوانين والأنظمة والآداب الثقافية المرعية... ولكن التزامه بدأ يفتر...!! فكان أن قدَّم أو كتب بياناً تقريضياً سارت به الركبان (لصبايا العاصمة).. وهو ما ساهم مساهمة فعالة في توسيع دائرة قبولها.. وهو كذلك شهادة امتياز ضمنية.. تكفل لها الرواج.. وتمنحها الاعتراف كقيمة إبداعية..؟
** وإلى هنا.. لن نتوقف.. بل سأكمل لكم (الحدوته).. فبحكم المفاجأة.. وبموجب قانون (الصدف).. فقد صدرت (الرواية) ووقعت الواقعة...؟؟ حيث هبَّ الناس شيباً وشباباً ورجالاً ونساء.. و(ناس) لهم بالقراءة و(ناس مالهم بالشغلة)..؟ وتحول (النسق الاجتماعي) ثقافياً تحولاً حاداً ومريعاً.. لم تصل إليه (حركة الأسهم).. سواء في مفاجآته أوفي نتائجه..؟؟ فحين صدرت (الرواية).. ووقع الأمر الجلل.. قامت الصحف بتجييش صحفييها وكتابها للفوز بفضيلة السبق.. للحديث عن (الرواية).. وأرسلت مندوبيها.. لعمل لقاءات وحوارات مع (الروائية).. - وكادت الرواية تسقط سهواً وليس قصداً..؟! من السؤال والاهتمام - وسؤالها عن كل مناخات (الرواية) وشخصياتها.. ودلالتها وتوقيتها.. ومكانها.. وكيف تكتب ومتى..؟ ومالون قلمها.. وما وجه الشبه بينه وبين أحمر شفاهها..؟ وما المقصود ببعض الكلمات..؟ وأي أنواع (الآيسكريم) تحبه (سدبم)..؟ - ((والآيسكريم كما جاء في رواية حيان بن بيان هو حلوى الفواكه المثلجة... فتنبَّه يا فتى..؟))- وعن أسباب سفر.. (قمرا) إلى (دبي)..؟ وعلى أية خطوط سافرت..؟
وهل رافقها محرم أم صفر أم شعبان..؟.. أم أن (واواً) ضخماً قد كفاها تعاسة رفقتهم..؟. وما المعنى الإجمالي.. وسبب النزول...؟ وما هي دلالة الخاتمة..؟؟
وما هي العلاقة بين اللبن والسمك والتمر الهندي..؟ كما تم التنافس عليها (على الروائية طبعاً) من كل الصحف العربية والدولية.. وسؤالها عن أسباب أزمة المثقف العربي واغترابه..؟.. وإشكالية العلاقة بين المثقف والسلطة..؟.. ودور النخب في النهوض بالواقع الاجتماعي..؟.. وكذلك عن الأسباب الاجتماعية والسياسية لأزمة كتاب (في الشعر الجاهلي).. ومفهومها للعلاقة بين النص والأسطورة والتاريخ..؟
و(رأيها) في ظاهرة العزلة في شعر الشنفرى.. و(رأيها) في ظاهرة عبيد الشعر.. وعمود القصيدة..؟؟ كما تم سؤالها عن أيهما (تحب).. الحداثة الفنية أم الحداثة الفكرية..؟! وكذلك عن الفرق بين البنيوية.. والبنيوية التكوينية..؟
وتأكيداً على البعد السوسيولوجي والفسيولوجي في العملية الإبداعية ولوعي (الصحفيين) به.. فقد تم إجراء مقابلات مع صديقات (الروائية).. وقريباتها.. وأرحامهم وأنسابهم.. ومن يمت إليهم بصلة.. كما تم سؤالها عن (مركز التسويق) الذي تشتري منه حاجياتها..؟
كما تم استقراء آراء الجيران.. ورأيهم بالمنجز الذي قدمته (جارتهم) للشعب النبيل وللأمتين العربية والإسلامية..؟
** وتأكيداً على البعد الوراثي.. غير المُعدل..؟.. فقد تم سؤال والد ووالدة الروائية (الفريدة من نوعها).. عن أبرز سمات طفولتها..؟ وبداية مرحلة (النبوغ) لديها الذي تم رصدها.. من قبلهم ومن قبل جهات الاختصاص أثناء نموها..؟.. ولا سيما في مرحلة ما قبل الابتدائية.. وما بعد الثانوية.. وما بعد (إهداش) سبتمبر أيلول..؟ الأسود..؟؟.. ومن منطلق التأثير (الثقافي) المتجاوز للأدبية.. كتعرفة تقليدية لقيمة هذا المنجز..؟! فقد هبط (الناقد الثقافي) من عليائه.. واقتطع جزءاً من وقته لمطالعة (عمل أدبي).. (فتنبه يا فتى..؟) فأدلى بدلوه - ولم يدل به من قبل عن تجربة روائية تجاوز عمرها نصف قرن إذا مااسثنينا شهادته بالروائي (عبدالله الأسود) - الذي يكتب الرواية منذ عشرين عاماً- بأنه مجتهد ويتعب على أعماله-.. وامتدح في كلام طويل هذا العمل..؟... بل إن (النظَّام) التقليدي المعروف تجاسر معلناً رأياً (نقدياً - شرعياً) فيه من الهشاشة والطرافة ما فيه..؟
ويتلخص بوجوب عودة الكاتبة عمّا اقترفه قلمها من سوء.. وكعادته بالمزايدة..؟ زايد بكل عنفوان على الأخلاق المصونة والدرر المكنونة والذوات المدفونة.. التي اجترحتها (الروائية).. أيما اجتراح..؟ (فتنبَّه يا فتى) كما قامت (الفضائيات العربية).. باستضافة (الروائية) عبر برامجها الحوارية.. ولم يحرمنا من اندلاق وتسلسل تلك البرامج (فاصل قصير ونعود إليكم).. ولا (ابقوا معنا..).. فقد تم الاعتذار للمعلنين التجاريين.. عن بث إعلاناتهم.. وتم إحباط أمانيهم باستغلال هذه المقابلات لتسويق بضاعتهم (الكاسدة) لدى المشاهدين المتطلعين للخبز والحق والحرية..؟؟.. واتفق (الجميع) كما لم يتفقوا من قبل.. بأن أجمل وأثمن وأقوم وأنفع وأحسن.... (وأفعل وأفعل وأفعل).. ما يمكن أن يعلن عنه (كسلعة) وهبتها (السماء) وجادت بها (الصدف).. وصفعتنا بها (المفاجأة).. هي (صبايا العاصمة)..؟؟
وغادرني بعدها (حيان بن بيان).. لأشكر الله له معروفاً على قالته المملة.. وحديثه الأجوف.... غير مأسوف على رحيله..؟؟
استأنفت بعدها البحث في مكتبتي عن (حي بن يقظان).. أبدد بها وعكة واقع.. وبلاء وقيعة.. أرادها لي (هيان بن بيان).. وكل في فلك يسبحون.


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved