الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

حكايات
أي مستقبل للإنسان...!
محمد بن أحمد الشدي
أعود اليوم إلى هذا الموضوع.. برغم حديث سابق عنه ونحن ننطلق من حقيقة ثابتة هي أنه كلما تقدمت مسيرة الإنسان على سطح هذا الكوكب زادت حيرته، وقلقه، وخوفه من المستقبل.. وهذه الظاهرة أصبحت في هذا العصر مرعبة إلى حد الوجوم والنظرة المتشائمة!
هذا الكلام ليس فرضية شخصية ولا نظرية جديدة وإنما هو تقرير جمعي اتفق على تأكيده عدد كبير من الباحثين في ميادين الفلسفة والتاريخ والسلوك والأخلاق وعلوم البيئة.. فمنذ الحرب العالمية الأولى حتى الآن والبحوث والدراسات تتناول هذا الموضوع وهو الخوف من المستقبل ليس على مستوى الفرد بل على مستوى المجموعات الإنسانية التي تعيش في شتى بقاع الأرض.
ومن أحدث الكتب التي صدرت في أمريكا كتاب (مستقبل الإنسان)، وهذا الكتاب كان محور ندوة علمية عقدت من أجله، حيث عده المشاركون في الندوة صرخة مروعة تدعو حكومات العالم إلى كثير من الجهد والتعاون لتفادي كارثة فناء الجنس البشري، سواء من جراء اشتعال فتيل الأسلحة النووية أو من جراء تلوث البيئة أو من جراء الأمراض والأوبئة التي لم يستطع الطب السيطرة عليه حتى الآن.
وأجمل تعليق سمعته من أحد علماء الندوة هو أن الإنسان أشبه ما يكون كالطفل الصغير الذي يحطم لعبته ثم يبكي عليها. فقد قارن هذا العالم بين الإنسان البدائي في العصور الصحيقة وبين الإنسان المتحضر الذي يعيش في القرن العشرين، وخرج بنتيجة هي أن الإنسان البدائي يحيى برعبه وخوفه عن طريق تذليل صعوبات الحياة بوسائله الضعيفة ومعارفه البسيطة في حين أن الإنسان المتحضر أصبح أسير الخوف مما تصنعه يداه.
وقال ذلك العالم إن الإنسان الحديث هو الذي اخترع الأسلحة المدمرة وتفنن في تطويرها بحيث أصبحت القنبلة الذرية الواحدة تقتل مئات الآلاف من البشر في لحظات، وهو الذي صنع الفقر نتيجة احتكار الموارد في أجزاء معينة وحرمان أجزاء أخرى منها.. حتى أصبحنا نرى في القرن العشرين انتشارا للمجاعات كما يحدث في القارة الأفريقية.
وقال: إن الحياة جميلة وغنية ويجب علينا نحن البشر أن نحياها برغبة وحب كما تحياها الطيور لا كما تحياها الحيوانات في الغابة المظلمة. ولكي نستحق الحياة الجميلة على وجه هذا الكوكب علينا أن نتعاون جميعاً لنمنع الحروب ونوفر الغذاء، فلا خوف من المستقبل إذا تصرف الإنسان بعقل وحكمة وضمير حي.
وأجمل عبارة شدتني إلى حديث هذا العالم هي قوله: إننا أي سكان هذه المعمورة نركب في سفينة واحدة.. ولا ينبغي أن نسمح لأحد أن يخرقها لأننا في النهاية سنغرق جميعا، وليس هناك طريق للنجاح إلا بتكثيف الوعي.
الشيخ والصحراء!!
قبل فترة.. نشرت فكرة مختصرة عن بعض المسلسلات التي تعرض على المشاهد، وكتب لي أحد الإخوه عن ما كتبت. واليوم أرد عليه.
عزيزي القارئ... النجيب مهاجر بن خالد من بيشة.. نعم لقد كتبت في هذا الموضوع وقلت أتمنى أن أكتب في هذا الجانب أعني المسلسلات البدوية وبالذات قصة شيخ من الصحراء هذا مسلسل أسعى أن أكتبه في يوم من الأيام، ولكنني أخاف من تزييف الواقع. فكلما شاهدت مسلسلة بدوية بداية من وضحى وبن عجلان يوم أن كانت تنادي البطلة بطلها وهي تقول: مكاري ياعيني أبوي وإلى آخر مسلسلة تعرضها تلفزيونات الخليج هذه الأيام.. تساءلت: هل كان فعلاً هناك من يعيش على هذه الشاكلة.. خيل وبيوت من الشعر وقصائد وغرام وذكرته إن المشاهد هنا يخاف أن الأمر يدخل في باب التجارة والصنعة. بل إنني اعتقد أنه لا يمت للواقع بصلة. إن مسؤولية التلفزيونات العربية كبيرة، خاصة إذا أدركنا كم من الملايين، والشباب خاصة.. يشاهد مثل هذا التحايل لخلق جو من العشق والتوجد ما كان له وجود في دنيا الواقع، وأنما هي مسألة عرض وطلب، بل أن الكثير يعتقد أن المسألة مجرد ايغال في الخيال المزيف الذي لا يرتكز على حقيقة..!
هذا ملخص لما طرحته. ولا أعتقد أن في ذلك مساساً بأحد ولست معك فيما ذهبت إليه.. ولك الشكر على دقة ملاحظاتك التي تنم عن وعي ومتابعة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved