الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

شيء عن القشعمي
بداية وكي أكون واضحاً أقول إني لم أطلع على ما كتبه الشاعر محمد العلي ولا حسين بافقيه ولا عبد الحفيظ الشمري ولا غيرهم حول (بدايات) القشعمي بل إني حقيقة لم أقرأ (بدايات) القشعمي، ولم يستحثني الاسم ولا العنوان لشرائها يوماً، وهذا شأن آخر.
ما أنا بصدده الآن تلك القطعة التي نشرها القشعمي هنا في عدد الثقافية الماضي (الثاني بعد المائة) بعنوان (بدايات وقصتي مع الكتابة)، وما أحدثته من جلبة في عقلي جعلتني أقف أو أجلس لا أعلم مذهولاً أمام ما قرأت . . جاءت الكتابة مصادفة فلم أفكر بها من قبل . . . (هذا الانحياز التلقائي للفلسفة المثالية لا يمكن معه إلا التسمر أمام مسرح السطور وانتظار تدفق هذا الوعي بوصفه نتاجاً لشيء فوق المادة أو روحياً كما يرى المثاليون لا نتاجاً عقلياً كما يرى الماديون، إلا أنه انحياز هادئ لا يثير ضجيجاً تأنفه الناس أو تشمئز منه، ذلك الهدوء يسيطر على لغة القشعمي، فلا تنفك منه حتى نهاية المشوار، إذ تبدأ بعد نهاية المشوار الجلبة كما قلت.
لن تجد ومستعد أن أحلف لو لزم الأمر كاتباً متواضعاً بهذا القدر المجرد في هذا العصر المزدحم بالعمالقة؛ وأنا لا أعلم هل هم عمالقة في زمن البشر الطبيعيين أم هم طبيعيون في زمن الأقزام، المهم أني لا أظن أن أحداً يمكن أن يتحدث تواضعه بهذا الوضوح . . فقبل ست سنوات أو تزيد قليلاً في منتصف سنة 1419هـ اتصل بي . . . مبيناً أنها كانت البداية لرحلة الكتابة بالنسبة له في عالمنا العربي . . ما أكثر مايتردد هذا السؤال: متى بدأت الكتابة ؟ ؟ لكن الأكثر منه تلك الإجابات التي بلغت الحناجر من كثرتها، وحسبي أن أشير إلى بعضها ( رحلتي مع القلم رحلة عمر، لا أذكر نفسي قبل الكتابة، لم تكن لي صرخة ميلاد بل كانت لي جرة قلم، القلم وأنا توأمان من أمين، السطور هي بيتي الأول الذي سكنته ولا أزال . . .) الخ.
وفي المقابل، ما أقل بل ما أندر من يأتي ليقول إن عمره في الكتابة لم يتجاوز سبع سنوات أو تزيد قليلاً رغم أن الشيب يملأ لحيته في أحدث صورة له . . . أو لعلها أقدم صورة على الأرجح.
لولا أنه قال (فقلت سأحاول شريطة أن تصحح لي ما قد يعتري هذه الكتابة من اخطاء . . . ) لما تسللت بقعة شك داخلي في أن تواضعه صافٍ لا تشوبه شائبةُ (نرجسية) أو(أنا) مختبئة هنا أو هناك.
***
أنا أخاف من إخواننا السرديين لأنهم قوم متفتحون جداً لا يمكن معهم إلا الصمت وإلا سيكون عقابك صفعة على (قفاك) أو كلمة (تسلخ) مشاعرك إن كنت محظوظاً، ورغم هذا أتجشم قواي لأقول إن ما كتبه القشعمي في تلك السطور وإخال أن روايته جاءت على نفس منوال مقاله لن يستطيع روجر أو رايمون ولا لحمداني أو يقطين فهمه أو تصنيفه أو إعطاءه حقه من التقدير، حتى منيف نفسه وقع فيما كان سيقع فيه من ذكرتهم فقال: ليتك تريثت قليلاً وأريتها من له خبرة في هذا المجال . . . ذلك الهدوء الواضح أو الوضوح الهادئ كان السمة الأبرز لرواية الرواية، يقول: بعد نشر ثماني عشرة حلقة أوقفت الجريدة نشر بقية الحلقات بدعوى أنني قد تعرضتُ لبعض أبناء البلدة بألقاب أو(معايير) لا تليق وأنه قد جاءتهم شكاوى ولفت نظر . . . ومع احترامي لاخواننا السرديين الذين أخاف منهم كثيراً ولوجهة نظرهم التي ستقول إن الذاكرة التي كتب ويكتب بها القشعمي ذاكرة شفهية، لايوافقها إلا ذاكرة الجدات اللائي كن ينسجن من الليل أساطير يملأن بها قلوبنا ولعاً وهلعاً فإني أرى أن السر في ذلك هو الوعي الذي يستند إلى الروح باعتبارها الشاحذ الأغزر للخواطر الإنسانية وغير الإنسانية أحياناً، ولعل جملة محمد العلي التي أوردها وقصد بها الرواية تنطبق حرفياً على المقال.
قال العلي: هذا الكتاب الفريد لا شأن له بالبلاغة ولاطلاء الوجه بالصورة الشعرية أو تقديم الواقع على طبق من أخيلة . . . وأقول وأجري على الله: هذا المقال الفريد لا شأن له بالبلاغة ولا طلاء الوجه بالصورة الشعرية أو تقديم الواقع على طبق من أخيلة. أقف هنا . . . لأني أشعر أن شخصاً ما سيقول لي (واخزياه وش هالخرابيط التي فشلتنا بها بالجرائد).


عادل خميس الزهراني
المشرف على الصفحة الثقافية بجريدة المدينة
abonjla@almadina.com.sa

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved