الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

في تعقيب بلاغي على اللحيدان
كنت أود لو راجع الشيخ معلوماته اللغوية
قرأت ما كتبه صالح بن سعد اللحيدان تحت عنوان (معجم موازين اللغة)، وقد أثارني ما كتبه شكلاً ومضمونًا. فالأفكار مفككة واللغة مضطربة مع جراءة غير مستندة إلى معرفة صحيحة. يفتتح كلامه بجملة تعميمية حيث يصف العربية بأنها (أوسع اللغات مسلكًا لمخارج الحروف). ولو أنه اكتفى بأنها واسعة لكان أقرب إلى الصواب؛ لأن علم الأصوات أثبت أن اللغات مختلفة في مدارج أصواتها، ففي العربية مثلا صوت (الباء) المجهورة ويقابله في الإنجليزية صوتان الباء المجهورة(b) والباء المهموسة(p) وكذلك الفاء نجد في العربية (الفاء) المهموسة فقط وفي الإنجليزية اثنتان المهموسة(f) والمجهورة (v)وأما الحركات فالعربية أقل من الإنجليزية، ولذلك يخطئ العرب المبتدئون تعلم الإنجليزية في نطق الكلمات ذات الحركات المتقاربة مثل: pen/pin.
وفي لغات أخرى أصوات شفطية وشفوية ليس لها أن تتحقق في العربية، ومراجعة للمعرب الصوتي عند العرب القدماء تكشف كيفية تحويلهم الأصوات التي لا نظير لها في العربية. فإذا تجاوزنا هذه المسألة يفجأنا بأمر غريب هو استنتاجه من المقدمة السابقة ما يأتي:
(ولهذا عجز كتاب (الأغاني) عن حكاية اللغة العربية كما هي فنَزل قدر هذا الكتاب درجات عن كتاب (عيون الأخبار).
أقول: لولا أن هذا القول مسطر بعد تلك المقدمة لظننت أنه من مقال مختلف؛ إذ لا أفهم ما العلاقة بين المقدمة الصوتية وكتاب الأغاني. ثم ما الذي يجعل الأغاني أقل قدرًا من عيون الأخبار وهما كتابان مختلفان؟ وينساق الكاتب في تعميمه حين يشبه حال الكتابين السابقين بحال كتاب تاريخ الأدب العربي لجرجي زيدان وكتاب الرافعي ولا أريد الدخول في مسألة تاريخ الأدب وسنتجاوز عن الصفات العجيبة التي أطلقها الكاتب على طريقة كتابة علم من أعلام الثقافة العربية وهو جرجي زيدان. ثم يتهم الناس اليوم بأنهم لا يفرقون بين الجيد وضده لضعف (الخلفية القرائية وضعف الفهم). ثم أراد الكاتب أن يبين رأيه بوضوح فقال: (وحتى يتبين هذا أرقم هنا ميزانًا (هكذا) قل من يعرفه، وإذا عرفه فقل من يعرف أنواعه، ومن لعله يدرك ذلك فلعله لا يدري سبب إعرابه، وغالب الحوارات واللقاءات إنما يدركها صاحبها قبل أن تكون فلعلها كتبت له أو لطش من هنا وهناك ولعله عند المواجهة يخالف قوله ما كتبه في طرسه وهذا هوان وضعف وانفصام متعب جدًا ).
أقول: نقلت قوله هذا ليتبين الاضطراب في الأفكار كما تظهر في التعابير. ونمضي مع الكاتب ليبين لنا الميزان المرقوم. يقول: (ولعل (الممنوع من الصرف) ميزان نتبين منه قومًا يكتبون ويتحدثون فما هو الممنوع من الصرف؟)
أقول: وكيف نتبين منه قومًا يكتبون ويتحدثون؟ ويجيب الكاتب على سؤاله السابق عن الممنوع من الصرف فيقول: (هو ما لا يخضع للحركات الإعرابية). أقول: إن طلاب المدارس الابتدائية لا يقبلون بمثل هذا التعريف فليس هناك ما يخضع للحركات وما لا يخضع للحركات. لعله أراد أن يقول إن من الألفاظ ما تتغير حركة آخره ومنها ما لا تتغير حركة آخره، وهذا صحيح ويسمى الأول معربًا ويسمى الثاني مبنيًّا، والممنوع من الصرف من النوع الأول الذي تتغير حركة آخره وأما منعه الصرف فيعني منعه من التنوين مثال ذلك أن تقول جاء صباحٌ صاحبنا. فتنون، وتقول: جاءت صباحُ جارتنا. فتترك التنوين لأنه علم على أنثى. ويمضي الكاتب في سرد أسباب المنع من الصرف: (وسبب ذلك ما يلي):
1 أن يكون الاسم مؤنثًا مختومًا بألف تأنيث المقصورة(هكذا): ك(هدى. . ومنى).
أقول: أخطأ الكاتب في مثاله الذي ذكر فهدى ومنى لا ينتهيان بألف تأنيث بل الألف عند التصريفيين لام الكلمة وليست زائدة، ولذلك ينون اللفظ منكرًا كما في قوله تعالى {هُدىً للعالمين}، ويمنع من الصرف إن كان علمًا لأنثى: جاءت هُدَى. ومنع من الصرف للعلمية والتأنيث كما منعت (سعاد).
2أن يكون الاسم مختومًا بألف التأنيث (الممدودة) يتعذر تحريكها:(كجرداء، وعفراء).
أقول: هذه الكلمات وكل ما ينتهي بهمزة لا يتعذر تحريكه ما دام معربًا. والمنع من الصرف هو ترك التنوين: هذه عفراءُ ورأيت عفراءَ ومررت بعفراءَ.
3 أن يكون الاسم قد ورد على ميزان صيغة نهاية الجموع، (كجلابيب. . ومعاريف)
أقول: لا يقال (ميزان صيغة) بل يقال: ما ورد على صيغة منتهى الجموع. أي جاء على جمع لا يجمع بعدها وهو وزن للجموع لا تأتي عليه المفردات وما جاء منها عليه منع من الصرف تشبيهًا لها بالجمع. ولم يوفق الكاتب حين ذكر مثالين لصيغة واحدة وكان يجب أن يجعل أحد المثالين للصيغة الأخرى وهي (مفاعِل) إذ صيغة منتهى الجموع هي ما كان بعد ألف الجمع منها حرفان بينهما كسرة أو ياء:فواعِل/ فواعيل، أفاعِل/ أفاعيل، فواعِل/ فواعيل، مفاعِل/ مفاعيل، فعائل. وعاد الكاتب يشرح ما قدمه ( فالمقصورة مثل: جاءت هدى، أو منى فلا يمكن ظهور حركة الفاعل( ُ) الضمة ولا الفتحة ولا الكسرة.
أقول: لا تظهر الحركات لتعذرها بعد الألف وليس لأنها ممنوعة من الصرف ولذلك تقدر الحركات. ويقول (والممدودة، مثل:مررت بصحراءٍ جرداءَ وهكذا) أقول: لا أدري أصرف الصحراء أم أخطأ الناسخ؟ والمهم أنه حركها وقد قال بتعذر تحريكها.
ويقول: (وفي نهاية صيغة الجمع أو: الجموع فلا بد هنا أن يكون الجمع جمع تكسير ثالث آلاته (حروفه) ألف زائدة يرد تاليها حرفان أصليان أو ثلاثة أحرف أصلية يتوسطها (ياء).
أقول: هذا تخليط ما بعده تخليط. إذ لا يجب أن يكون بعد الألف حرفان أصليان فالجمع (قبائل) بعد ألفه همزة زائدة ولام الكلمة. ثم إنه ليس من صيغ الجموع ما يأتي بعد ألفه ثلاث أحرف أصلية يتوسطها ياء أي يأتي بعد الألف أربعة أحرف ثلاثة أصول وياء زائدة، والصحيح أن يأتي حرفان بينهما ياء فيكون المجموع ثلاثة أحرف. وكنت وددت لو راجع الكاتب معلوماته قبل أن يسطرها ميزانًا مرقومًا حسب تعبيره. والله الموفق.


أبوأوس إبراهيم الشمسان

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved