الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

بعد حصولهم على جائزة مهرجان المسرح العربي
المسرحيون يتطلعون إلى لفتة من وزارة الثقافة والإعلام
متابعة علي بن سعد القحطاني:
ضمن نشاطات إدارة التحرير للشؤون الثقافية واهتمامها بالمسرح عقد مساء يوم السبت 162 1426هـ الموافق 2632005م ندوة لفريق رعاية الشباب الفائز بجائزة المركز الأول في مهرجان المسرح العربي للشباب الذي أقيم في السودان، وشارك في الندوة أعضاء الفريق وهم المؤلف مشعل الرشيد والمخرج عبدالإله السناني، مدير الفرقة فهد الحوشاني، مدير النشاط الثقافي بمكتب رعاية الشباب أحمد العريك والممثلون: فهد الخريجي وسعد المسعود، نواف العنزي، عبدالله الزهراني، سليمان فلاح، نهار المرزوقي، سامي العجمي، وأدار الندوة الزميل فهد الغريري، وقد حضر الندوة من إدارة التحرير للشؤون الثقافية الزملاء تركي بن إبراهيم الماضي وعلي بن سعد القحطاني وسعيد الدحية الزهراني.
أهم محاور الندوة كانت تدور حول أجواء المهرجان والدول المشاركة، فكرة المسرحية وأهدافها، الحضور المحلي في المسابقات العربية وغيابه داخلياً، حضور الجهود الفردية وغياب المؤسسات الداعمة والراعية للحركة المسرحية السعودية، الإعلام المحلي ودوره تجاه المسرح (ما له، وما عليه)، الجديرُ بالذكرِ أنه صادف انعقاد تلك الندوة اليوم العالمي للمسرح حيث يحتفل العالم يوم 27 مارس من كل عام باليوم العالمي للمسرح.
الإنجاز
فهد الغريري: قررت إدارة التحرير للشؤون الثقافية إقامة هذه الندوة وذلك انطلاقاً من أهمية المسرح وأهمية الإنجاز الذي حققه فريق رعاية الشباب الفائز بجائزة المركز الأول في مهرجان المسرح العربي للشباب الذي أقيم في السودان، وهو بلا شك يعد مفخرة للوطن وفي البداية ألقي عليكم كلمة الأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية الذي جاء فيها: أود أن أقدم تهنئةً وشكراً واعتذاراً للشباب الذين تجاوزوا بطموحهم عوائق وأثبتوا بفوزهم التفوق على الظروف والإمكانات وحتى العادات وأشكرهم لقبول دعوة إدارة التحرير للشؤون الثقافية واستضافتهم للحديث عن شؤونهم وشجونهم واعتذر لعدم الحضور لظروف طارئة.
بدايةً لابد أن نأخذ فكرة عن أجواء المهرجان وكيف كانت الأجواء هناك وكيف كان استقبال الفرق المشاركة للمسرحيين السعوديين.
الاهتمام
فهد الحوشاني: الحقيقة لم أحبذ أن أتكلم وكنت أتمنى أن أتيح الفرصة لأحد الشباب يعبّرون عن آرائهم بهذا الإنجاز، وأودُ أن أشيد بإنجازاتهم المسرحية فهم في الحقيقة بذلوا جهداً ومثابرة. وفي البداية أشكر جريدة الجزيرة عبر استضافتها لنا عبر هذا المنتدى وفتحت المجال لنا، ليكون صوتنا مسموعاً، الحقيقة في الوسط الإعلامي الذي للأسف لم نر منهم تجاوباً كبيراً لمواكبة الإنجاز الذي حققته الفرقة المسرحية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب. وأنا كمسؤولٍ في الفرقة أشكر الزملاء ممثلين، لأننا كنا خلف الكواليس وهم الذين بذلوا جهداً وتعبوا هم والمخرج في إظهار هذا الإنجاز للناس، طبعاً الفرقة المسرحية بحصولها على هذه الجائزة التي تعد ثاني كأس تحصل عليه، خارج المملكة، وبلا شك أنهم رغم الإمكانات إلا أنه بتشجيع من الشؤون الثقافية لرعاية الشباب، وكان هناك إصرارٌ من هؤلاء الممثلين المسرحيين الشباب وجديتهم منذ البروفات، حتى كان المخرج يقول منذ اللحظات الأولى في ثقة بأنه سوف نحصل على جائزة، وتحققت الأمنية ولله الحمد بحصولنا على جائزة المسرح في السودان، بالنسبة لأجواء المهرجان كان عدد المشاركين تسع دول التي شاركت فعلياً في العروض المسرحية، وكانت العروض قوية، وكان فيها تنافس وكنا نعتقد أننا نحصل على مراكز متقدمة لكن لم نتوقع أننا نحصل على المركز الأول، والحقيقة أن الفرحة كبيرة لحصولنا على المركز الأول للدورة الثانية على التوالي، والدورة التي كانت قبلها في الإسكندرية، أيضا حصلنا على نفس المركز، وأعتقد أن المسرح في المملكة إذا أتيح له الاهتمام سوف يمثل المملكة خير تمثيل لأنه يعتبر جزءاً من الثقافة وواجهة حضارية للمملكة خاصة في مثل هذه الظروف التي نعيشها الآن، الظروف الدولية التي يفترض أن نضخ كثيراً من الفكر وكثيراً من الثقافة إلى خارج الحدود لتوضيح قدرات الإنسان السعودي، ونحن فعلاً قدرنا أن نوصل رسالة إلى العالم بأن المملكة هي مملكة الإنسانية، فالثقافة يجب أن تؤازر الجهود الأخرى لتوضيح صورة جديدة عن المملكة في ظل هذه الظروف، والحقيقة أننا نطمح كمسرحيين في ظل وجود وزير للثقافة والإعلام الجديد، لنا طموح أن يتغير الاهتمام الموجود في المسرح الذي كان يوضع المسرح في قائمة كثيرٍ من الاهتمامات ويوضع في ذيل الثقافة ودائماً هو أقل عنصر وأضعف عنصر يتم الاهتمام به مع أنه يحقق متى أتيح له الفرصة أنه يحقق للمملكة ما يطمح إليه المسؤول والمثقف، أتمنى أنه يعطي فرصة للمسرح وهذه مناشدة، وسبق أن كتبت مقالة في هذا الموضوع بجريدة الجزيرة والآن أناشد وزارة الثقافة والإعلام أنهم يتيحون الفرصة للمسرحيين ويقدمون ما لديهم وفق تنظيمات جديدة للمسرح تتيح لهم أن يكون لهم الصوت المسموع في الشأن الثقافي بما يخدم المملكة.
فهد الغريري: الأستاذ فهد الحوشاني أشار إلى أهم النقاط التي نحن بصدد مناقشتها، بالإضافة إلى أنه لابد من الاستفادة من خلال هذا التكريم والإنجاز الذي حققه المسرح السعودي، ولابد أن تعطى للمسرحية حقها، بودنا أن نسأل الأستاذ مشعل الرشيد كونه كاتباً، ما هي فكرة المسرحية والرسائل التي تود أن توجهها من خلال المسرح؟
مشعل الرشيد: أعتقد أن القارئ متعود أن يرى اهتماماً مسرحياً على جريدة الجزيرة، وأنا أشكر إدارة التحرير للشؤون الثقافية على الاستضافة الجميلة، أحب أن أضيف إلى ما أشار إليه الأستاذ فهد الحوشاني، حيث إن المشاركة هذه تعتبر الثانية بالنسبة للمسرح السعودي للمشاركة في مهرجان الشباب العربي، أقصد الثانية من حيث الفوز، هذا بخلاف مشاركات المسرح السعودي في عدة دورات، حققنا المركز الأول عام 1998م بمسرحية (إيقاع زمن واقع) كتبتها أنا وأخرجها الأستاذ نايف خلف، وكان ذلك في المهرجان التاسع للشباب العربي في مدينة الإسكندرية، وهذه المرة أيضاً في السودان حققنا نفس المركز، مركزين على التوالي وأعتقد أنه إنجاز رائع جداً للمسرح السعودي، بالنسبة لمسرحية (والناس نيام) التي شاركت في المهرجان العاشر للشباب العربي هي أصلاً مأخوذة من مسرحية (الرجل الذي فكّر لنفسه) للكاتب العالمي نيل جراند، اقتبست الفكرة الأساسية في الموضوع وبنيت عليها فكرة إضافية بالإضافة إلى بعض الشخصيات وقصة إلى حد ما فيها نوعٌ من الاختلاف، فهي تحكي قصة رجل في مجتمع افتراضي لا زمان، لا مكان له، هذا المجتمع فيه قانون عجيب وغريب يعني صدر القانون فيه بقتل الضمير يعني أن جميع أفراد هذا المجتمع لا يتعاملون سلوكياً بلا ضمير، فالإنسان بطبيعة الحال عندما يكون بلا ضمير، تكون تصرفاته أشبه ما يكون بتصرفات الحيوانات فهناك شخص صحا ضميره في يوم من الأيام واكتشف أثناء صحوة ضميره بأن العمل الذي يعمل فيه شركة حدث فيها رشوة فذهب بحسن نية وبلّغ الشرطة أنه في الشركة التي يعمل بها رشوة فقالوا له تعال لتنل العقاب جزاء ما اقترفته بأنك خرجت على القانون فبدأت المحاكمة والمسرحية تبدأ من لحظة المحاكمة، المحاكمة تستمر في صراع شخصيات وفي صراع حدث ما بين الضمير واللاضمير، في اللحظات الأخيرة طبعاً هو حكم عليه بالإعدام، ودخل المحكمة والحكم الإعدام صادر مسبقا فأثناء سير المحكمة المدعي العام والمحامي والطبيب كل يقوم بدوره في اللحظات الأخيرة قبل ذهاب الرجل إلى المشنقة، يظهر ضميره على شكل شخص جميل وشخص يعنى بصورة ناصعة البياض فيبدأ الضمير هنا ينتقل بين شخصيات المسرحية، كل واحدٍ فيهم عندما يستيقظ ضميره يعود إلى وعيه الحقيقي حتى يصل إلى القاضي، فالقاضي يُنهي المسرحية بإلغاء قانون قتل الضمير وتنتهي المسرحية على أنه دعوة إلى المجتمع يكون هناك وئام ومحبة وعدل ومساواة بين الآخرين.
فهد الغريري: فيه نقطة مهمة وهي مسألة اللغة، كيف تواصل المسرح مع الجمهور العربي ذي اللهجات المختلفة.. وما هي اللعة التي اعتمدتها في كتابة النص؟
اللغة
مشعل الرشيدي: اللغة العربية الفصحى، المبسطة جداً التي نسميها لغة الصحافة وكانت المسرحية في الحقيقة عملت صدى كبيراً جداً بين الجمهور حتى ان الإعلاميين والمتابعين والمهتمين للمسرح كانوا يقولون منذ بداية العروضات أنه احتمال أن هذه المسرحية تكون الفائزة، رغم التنافس مع مصر والسودان وكان الصراع بين الثلاث دول وحسمت في اللحظات الأخيرة لصالح المسرح السعودي، وعلى فكرة لم نفز بالمركز الأول في المسرح فقط، بل فزنا بالمركز الأول في القصة والمركز الثاني في الفن التشكيلي، والمركز الثالث في حفظ القرآن الكريم، والمركز الأول في الانضباط وعلى اثر هذه النتائج أخذنا المركز الأول لجائزة المهرجان الكبرى.. والوفد السعودي المشارك أخذ جائزة المهرجان الكبرى وهذا يعني الإنجاز الأكبر والأهم والأفضل.
فهد الغريري: ننتقل إلى المخرج عبدالإله السناني بحكم أنك مخرج للعمل ولابد للمخرج أن يكون له رؤية في العمل، كيف يعني استطعت أن توفق بين رؤيتك والنص الذي كتبه الأستاذ مشعل الرشيدي من حيث الإعداد والتدريب وآلياته وزمنه وما إلى ذلك.
الإعلان
عبدالإله السناني: أولاً أشكر إدارة التحرير للشؤون الثقافية بجريدة الجزيرة وأقول لهم هذه سابقة لم يسبق إليها أحد واعتبرها مدخلاً إن شاء الله لتطور وازدهار ووضوح ووجود مناخ مسرحي يكون الرافد الأول والمميز له يكون الإعلان، روافد المناخ الصحي في نظرنا لأي عمل مسرحي أو لحركة مسرحية الروافد هي الإعلان، الإعلان لا يقتصر فقط على القصة القصيرة ولا على النثر ولا على القصة الطويلة ولا على القصائد الشعبية.. إلخ ووجود المناخ ووجود قسم يتحدث عن المسرح عن نشاطاته، عن فعالياته، هذا يعطي زخماً إعلامياً، ويعطي نوعاً ما التذوق المسرحي للمتلقي وأنا فعلاً أشكر جريدة الجزيرة على المبادرة وعمل المناخ في إقامة هذا الملتقى، أما بالنسبة للعمل الذي قدمته أنا هذا العمل قُدّم من قبل لكن من رؤية أخرى، أنا قدمته من زاوية أخرى أتحدث في هذا العمل عن الضمير العالمي، المؤلف مشعل الرشيدي كان يتكلم عن الضمير بشكلٍ خاص داخل الشركة رؤيتي أنا تختلف حيث كنت أتحدث عن الضمير العالمي وهذا المأخذ أنه صارت فيها ردود قوية وقالوا الذين حضروا كيف تطرح هذا الموضوع في مهرجان كهذا، والحمد لله عرفنا كيف نصل إلى مشاعر الجماهير وخاصة في ظل الظروف الإعلانية والمفاجأة الجديدة أنني قدمت العمل من خلال البروفات في ثلاثة أسابيع، علما بأنني قد فوجئت من قِبل إدارة المهرجان قبيل العرض أنه لا يمكن أن يُقبل مسرحي إلا أعمارهم تكون أقل من 25 سنة والمفاجأة أن العاملين معي في المسرح كانت أعمارهم ستاً وعشرين سنة فما فوق وكانوا ممثلين معروفين وجيدين ورائعين لكن فوجئنا أن المسابقة يجب أن تكون أقل من هذا وبالتالي لم يكن هناك وقت كافٍ، فكان هناك تكثيف للعمل وبشكل جدي والبحث عن الموهوبين، وهؤلاء الموهوبون بحاجة إلى مهارة وتدريب حتى يصبحوا ممثلين جيدين لأن المهرجان لا يبحث عن محترفين، المفاجأة الثانية تكمن في أن هؤلاء الممثلين كسروا القاعدة وقُدم العمل بشكلٍ رائع وكان العرض الأول بالنسبة لهؤلاء الممثلين الجدد خارج المملكة وهذا يعد أول تحدٍ لهم، فقد قدموا لنا عملاً مسرحياً جميلاً وبالتالي حصلنا على هذه الجائزة مع العلم أنه في المهرجان كان هناك مسرحيون متخرجون من معاهد يحملون درجة الماجستير والدكتوراه من إخراج وممثلين وكان يمثل في المسرح الواحد ما بين 18 15 ممثلاً، وكان الإنتاج عالياً جداً في بعض الفرق، بعض الفرق كانت تعمل مسرح جسد وليس هناك مسرح لغة وإنما يعتمد على الجسد فقط وهذا نوع راقٍ جداً من المسرح، أعتقد أنه كان فيه اهتمام كبير، الحمد لله أننا في هذه الاحتفائية قدمنا عملنا مسرحياً وبصمنا بوجود مسرح قادم وهو مسرح سعودي، وبوجود هؤلاء الشباب الذين لا يحملون إلا مؤهلات إعلامية وخريجي جامعات، أو معاهد وليس يحملون ذاك القدر الكافي من الثقافة المسرحية، إنما كان الهاجس تبعهم كانت الموهبة مع المزيد من بذل الجهد أصبحوا يقدمون عملاً مسرحياً مقارنة بالمسرحيين الذين كانوا يمثلون في المهرجان والذين كان أغلبهم يحمل مؤهلات عالية وهم خريجو معاهد عالية فنون مسرحية ومعاهد سينما وكليات متخصصة في المسرح، بالنسبة للجوائز يجب أن نشير إلى أن المملكة العربية السعودية لأول مرة في تاريخها المسرحي يفوز فيها بجائزة أفضل ممثل عربي، هذا لا يمكن أن ننساها وقد حصل على تلك الجائزة الأستاذ فهد الخريجي، وحصلنا على أربع جوائز في المسرح ما عدا جائزة واحدة حتى أستطيع الرد على هؤلاء المشككين في المسرح السعودي بسبب أنه لا وجود للمرأة على المسرح وفعلاً ذهبنا إلى السودان وحصلنا على جميع الجوائز ما عدا جائزة واحدة التي هي أفضل ممثلة عربية بسبب أنه لا وجود للمرأة لدينا في المسرح.
فهد الغريري: ننتقل إلى الأستاذ فهد الخريجي بما أنه فاز بجائزة أفضل ممثل فاز بجائزة أسد السودان أيضا، بودنا أن يحدثنا عن أجواء هذه الاحتفائية وعن قصة لقب (أسد السودان) بالذات؟
المهرجان
فهد الخريجي: في الحقيقة كان المهرجان يعد بالنسبة لي تجربة جديدة وطبعاً استفدنا من المدارس الفنية التي رأيناها في المهرجان من الوفود العربية والاحتكاك معهم، كثقافات وحضارات ألزمتنا أن نقدم حضارتنا السعودية المحبوبة هناك طبعاً بين الوفود، وكان وفدنا من أكبر الوفود حضوراً في جميع المجالات القصة والشعر والفنون التشكيلية وغيرها من المجالات الأخرى، طبعاً نحن الشباب اجتمعنا قبل ما نسافر للسودان اتفقنا على حصد الجوائز مع مخرجنا الأستاذ عبدالإله السناني، وكان سبب النجاح يعود إلى تكاتف الشباب واجتماعهم بدون أن يكون هناك مجادلات أو اختلاف في الرؤى، ذهبنا إلى السودان، وبدأت الاجتماعات والتنسيق وبدأ المهرجان المسرحي، فصرنا أول عرض، وفي أول عرض تحملنا المسؤولية، وقلنا (يا نكون قدوة أو خارج المنافسة) فدخلنا المسرحية على أن نضع أمام نصب أعيننا الجمهور، كيف نشده لنا، طبعا أول ما دخلنا بدأت المسرحية وكل الممثلين متفاعلون مع النص وثناء وتصفيق الجمهور، طبعاً الديكور والرؤى البصرية كانت جميلة وبدأنا بالمسرحية ما تخللها ولله الحمد أي ارتباك، أو ثغرات كون الممثلين كانوا موهوبين بالفطرة، المسرحية كانت كوميدية، أعطت جواً حلواً في المهرجان، بقيت المسرحية في ذاكرة الجمهور حتى آخر يوم، وهم يقولون نريد عرضاً ثانياً، والشباب تميزوا بروح الجماعية على المسرح ولم يكن هناك خروج عن النص يخل بالمسرحية، كان فيه إضافات جميلة من بعض الممثلين المسرحيين.
بالنسبة لإطلاق لقب (أسد السودان) عليّ فالسبب يعود إلى المؤلف الأستاذ مشعل الرشيد وكنت مرتبطاً بمسرحية أخرى فيها دور الأسد بمشيئة الله سوف نشارك بها في المغرب، فرأى المؤلف فيّ (أسد السودان) كوننا قريبين من الأسود التي عادة تكون موجودة في قارة إفريقيا وكانت لي خطوة اعتبرها خطوة جميلة والحمد لله أنني حزت على هذه الجائزة في ظل ظروف المسرح السعودي من ابتعاد الممثلين الكبار، وكنا بحاجة إلى رجوعهم مثل الأستاذ ناصر القصبي والأستاذ راشد الشمراني وآخرين.. كل هؤلاء يعدون بالنسبة لنا تجارب مسرحية سابقة لنا خدمتنا كمسرحيين وحملتنا المسؤولية من أننا لابد أن تكمل مسيرتهم.
فهد الغريري: ننتقل إلى الأستاذ نواف العنزي.. بودنا أن تكلمنا عن آراء النقاد وحديث الصحافة السودانية عن تلك المسرحية؟
فهد الغريري: كيف كانت مشاركتك خصوصاً وفيها حضور هائل وكان فيه ضغط جماهيري كبير، كيف كان شعورك وأنت تواجه الجمهور في أول مشاركة لك؟
الثقة
سامي العجمي: أول ما عرضنا المسرحية بما ان كان عرضنا هو الأول كنا خائفين من التجهيزات مثل الميكروفونات والمايك ونخاف أن كلامنا لا يصل إلى الجمهور خصوصا أن المسرح مكشوف وكان المسرح مكتظاً بالجمهور، لكن الحمد لله دخلنا بثقة ونحن كشباب عملنا بروح جماعية وفعلاً أبدعنا في العرض، بعد عشر دقائق من عرض المسرحية، صار الجمهور يضحك على أطرف حركة، وعلى طول يصفقون ثم ينصتون للاستماع للحوار وكنا نضع في أذهاننا منذ أن شاركنا في هذا المهرجان أنه يلزم علينا أن نحصل على جائزة ألا وهي المركز الأول وكان شعوري وأنا أواجه الجمهور كان في البداية فيه نوع من الخوف والارتباك، وكان الارتباك في أول جملة أو جملتين وكان يشجعنا الأستاذ عبدالإله السناني للتغلب على ذلك الخوف ويقول لنا تخيلوا أنفسكم أنكم تمثلون في بروفة، والحمد لله تغلبنا على مخاوفنا.
الضمير
نهار المرزوقي: هذه ثالث مسرحية أشارك فيها، ويجب أن أشيد في هذا الشأن بجهود المؤلف والمخرج اللذين لولاهما لما حققت هذا النجاح وكان دوري بالمسرحية كنت ألعب شخصية الضمير، وابدأ أتنقل في كل شخصية وأقوم بإيقاظ ضمائرهم الميتة وكان دوراً جميلاً تفاعل معه الجمهور.
التغطية
فهد الغريري: ننتقل للأستاذ محمد المنصور.. هذه المسرحية الذي حصلت على الجائزة الأولى والذي حصل على أغلب الجوائز، وبحكم أنك مسرحي وممثل قديم وتقدم مسرحيات في الجنادرية ولك جهود رائعة في هذا الشأن.. هذا الحضور المحلي في المسابقات العربية يقابله غياب داخلي.. المسرحية هذه أكبر نموذج.
محمد المنصور: يفترض أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقيم حفلة خاصة لهؤلاء من ثاني يوم وصولهم للاحتفاء والإشادة بإنجازاتهم، وللأسف الشديد غياب يؤلمنا كمسرحيين، كما نفتقر إلى وجود إعلاميين معنا يشاركوننا في تغطية صحفية لما نقوم به، ويفترض من وزارة الثقافة والإعلام أن تساهم بتلك التغطية عبر وسائلها الإعلامية.
عبدالله الزهراني: أتمنى أن تعرض المسرحية على الشاشة التلفزيونية.
سعيد الزهراني: فعلاً ما حققه المسرح السعودي من حصوله على المركز الأول نستطيع أن نفاخر به. وقد جمعني حديث بالأستاذ عبدالإله السناني دار حول توجه النخب أو الفكر السائد لدينا ثقافيا واجتماعيا حول النظرة تجاه المسرح والمسرحيين طبعا يلفها السواد والقتامة، بودنا أن نسأل الأستاذين مشعل الرشيد وعبدالإله السناني وتهمني إجابتهما عن القدرة على التمييز بين التوجه الشعبي بشكل أدق والتوجه الفكري الذي يخطط له الأساتذة.
الجهود الفردية
فهد الغريري: دعونا نتكلم عن حضور الجهود الفردية وغياب المؤسسات بالنسبة لدعم المسرح.
فهد الحوشاني: أنا كان لي مشاركة في جريدة الجزيرة قبل سنة ونصف السنة أشرت فيها إلى أن المسرح عندنا هو مسرح أفراد حتى في الجهات الحكومية المسرحية إذا لم يكن فيها فرد مهتم في المسرح وضربت أمثلة من ضمنهم الأستاذ مشعل الرشيد وعندما جاء إلى الجمعية كمسرحي مهتم، بدأ ينتج ويهتم بمسرحية الطفل وعندنا غياب استراتيجية وغياب خطط لإنتاج مسرح، عندنا المسرح معه أنه قائم على جهود فردية إلا أنه يعد مسرح مناسبات وهذه إشكالية تعود إلى غياب الاستراتيجية كما أشرت إلى ذلك في بداية حديثي ما عدا الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكل سنة تخصص ميزانية وخطة لتنفيذ عمل مسرحي واحد للطفل وعمل آخر للشباب بحكم اطلاعي على ذلك من خلال تعاوني معهم، صحيح أننا نطمح في عمل ميزانية أكثر على أساس أنها تنتج عملاً مسرحياً مؤثراً مبهراً، لكن يظل هناك ثبات عند الرئاسة في أنه في كل سنة لابد من وجود مسرحية.
مشعل الرشيد: ليس باستطاعتنا أن نقول إن المسرح قائم على جهود فردية ونتجاهل دور جمعية الثقافة والفنون ولا نستطيع أن نقول إن الجمعية تقوم على دعم المسرح بدون جهود أفراد، لابد أن يكون هناك تكامل بين طرفين، والمشكلة التي أراها أن الجمعية بطبيعتها لا تذهب إلى المبدع وتبحث عنه وتأتي به بل يعتمد على أن المبدع يأتي إليها والمسرح عندما نقول إنه قائم على أفراد لأنه طبعا يبدأ بمؤلف وممثلين ومخرج لكن لابد أن يخضع عبر قناة رسمية سواء جمعية أو رعاية شباب أو أندية.. وأتصور من الأسباب التي أبعدت الممثل أو المخرج عن المسرح بشكل عام أن هناك مغريات مالية من العمل التلفزيوني بالدرجة الأولى وللأسف أجور الممثلين المسرحيين أجور متدنية لم يطرأ عليها تغيير أو تعديل.. حيث إن نظام الجمعية لم يتغير منذ ثلاثين سنة هذا النظام أبعد المبدع عن الجمعية.
فهد الغريري: أستاذ عبدالإله السناني بدأت كممثل وكان حضورك قوياً في المسرح. وفجأة انقطعت.. هل السبب يعود إلى غياب الدعم من المؤسسات للمسرح؟
عبدالإله السناني: عندي قناعاتي وأعتقد أنه صحيح، أن العمل المسرحي عمل جماعي وليس عملاً فردياً ولا يمكن في يوم من الأيام أنه يتحول إلى عمل فردي.. إذن ليس أن نضع قاعدة أن الذي يقوم بالعمل المسرحي جهة معينة، هذا لا يمكن ولم يحدث في أي بلد في العالم أن يتكفل بالمسرح جهة معينة، المسرح يتكفل بها عدة جهات من إدارة النشر ومؤسسات إعلامية وتربوية وجامعات، وأبحث هنا عن التذوق الثقافي، والمسرح ليس عبارة عن متعة ورؤية، المسرح يدخل في المطالعة والقصة والنثر بالنسبة للإلقاء فهي مادة تعطى في الدول المجاورة لنا منذ خمسة عشر عاما مثلها مثل التربية البدنية أو التربية الفنية، والمسرح لكي يصبح عملاً مؤسسياً يجب على المؤسسات كلها أن تتضافر من أجل تكوين المسرح، والتذوق الفني يبدأ من النشء والمسرح هو جزء مهم في أي سلوك اجتماعي حضاري لأي مجتمع عصري متقدم.. ونحن نتفاءل في وجود وزير جديد للثقافة والإعلام في أن تتضافر الجهود والتنسيق ما بين المؤسسات من أجل إنتاج مناخ صحي قادر على إيجاد (المسرح) بالنسبة لتجربتي الشخصية أنا أنظر للفن من زاوية غير الذي ينظر إليه الزملاء، فالفن جزء لا يتجزأ من حياتي الطبيعية العادية وأتعامل مع المسرح كما أتعامل مع الصحافة وليس هناك عيب أو خدش في الحياة العامة إنما هو عمل له جزء خيّر وينظر له الناس نظرة جيدة لأنه يتكلم عن بيئتي وعن تقاليدي ونطرحها وأنا أرى أن هناك فئة تحاول أن تهمش دور المسرح في عملية التنمية حيث لهم الحق لأنهم يشاهدون الفضائيات ويقولون متى يصبح لنا مسرح مثل الفضائيات وأنا أقول لا.. لا يمكن أن يكون عندنا مسرح على شاكلة الفضائيات لأن مسرحنا يصبح مختلفاً تماماً لوجود عاداتنا وتقاليدتنا وثوابتنا لا يمكن أن يتغير لكن نريد تضافر الجهود على الأقل الإيمان بأن المسرح له دور مهم في عملية التنمية البشرية.
فهد الغريري: الأستاذ فهد الخريجي كممثل في بداية مشواره نريده أن يحدثنا عن معاناته مع المسرح؟
فهد الخريجي: هي ليست معاناة شخصية بالنسبة لي بل هي معاناة جميع الممثلين التي هي قضية حقوق الممثل مع المنتج أو مع المؤسسة ونفتقر إلى إيجاد مرجعية بحيث لو كان هناك تظلم، لا توجد هناك مرجعية قانونية أرجع لها كممثل، أيضا سقف الأجور للأسف متدنية فهل من المعقول أن يأتي ممثل بـ2000 ريال أو 2500 ريال ويبذل جهوداً وتدريبات وإرهاقاً طيلة شهر من بروفات في المسرح ويظل أجره متدنياً عند الرقم الذي ذكرناه، وهناك مشكلة حيث إن بعض المؤسسات تريد أفضل المسرحيات بأقل التكاليف وهنا تقع المشكلة فعندما تعمد إلى إيجاد مسرح قوي لابد أن تعطي للديكور المميز حقه والإضاءة وأجور العاملين معك حقوقها حتى يخرج المسرح في النهاية على الوجه الأمثل.
فهد الغريري: ما دور الإعلام المحلي تجاه المسرح؟
فهد الحوشاني: نجد أن كثيراً من الذين يديرون الصفحات الفنية نجد أنهم يميلون تجاه الأغنية بشكل كبير وهذا حقهم لكن نتمنى دائما أن تكون هناك موازنة بين الأخبار والصفحة تعبر عن رأي الجميع، ولا يصح أن يستوطن فيها المطربون أكثر من أي صنف آخر، لأن الممثل ابن وطن ويبذل جهداً ويفترض أن يصل صوته إلى الناس وأعماله إلى الآخر، بالنسبة للتلفزيون، يمكن نشاهد أن كثيراً من الزملاء يتذمرون من أن التلفزيون لا يصور الأعمال وإذا صورها لا يقوم بعرضها، إلا أنه يجب أن نشيد ب(القناة الإخبارية) فقد قامت هذا العام بتصوير تلفزيوني لمسارح الجنادرية، ويجب ألا يقتصر اللوم على وسائل الإعلام فقط، بل أيضا هناك من المسرحيين لا يتواصلون بشكل جيد مع الإعلام.
مشعل الرشيد: عندما نتكلم عن الإعلام والمسرح، أعتقد أن المقصود من الإعلام هو الإعلام المقروء لكونه أسهل طريقة للتعامل مع الوسط الفني في المسرح، بحكم تجربتي في الصحافة لا يمكن أن تجعل العربة تجر الحصان، الحصان هو الذي يجر العربة، بمعنى آخر أنت كمسرحي لو قدمت مسرحاً وفيه ما يغري للإعلام فبالتالي سوف يأتي الإعلام إلى المسرح ويتكلم عن المسرح وللأسف ما عندنا مسرح، فالمسرح شبه مغيّب وبالتالي لا يمكن الإعلام أن يكتب عن شيء غير موجود، المسرح الذي نحن بحاجة إليه هو المسرح الاجتماعي هو مسرح النجم، مسرح الذي يطرح قضايا الإنسان البسيط، وكل الذي نشاهده هو نشاطات مسرح الجمعية الهدف منها بالدرجة الأولى المشاركة الخارجية وهذا الذي أضر المسرح السعودي وهو المشاركات الخارجية مع تقديري لكل الجهود المبذولة في الجانب وأعتقد أن عدم وجود مسرح اجتماعي هو الذي أبعد الإعلام عن المسرح.
عبدالإله السناني: الإعلام مهم في دور المسرح، همي أنا كمسرحي أن أبحث عن (متلقٍ) لأن المتلقي هو الأساس وحتى أكون قاعدة أساسية للمسرح، وهذا لا يتأتى إلا عبر وسائل الإعلام، للأسف لا يوجد في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي برنامج واحد يعنى بالثقافة الصحافة اليومية عندك 120 صفحة أغلبها صفحات رياضية، لا توجد فيها إلا صفحة واحدة للثقافة لكل جريدة وفيه تباين واضح تماماً وعندما نريد أن نرفع مستوى الثقافة مثل ما هو حاصل للرياضة حيث ارتفعت وازدهرت ووصلت إلى آفاق علمية بسبب نهوض وتضافر الكل.
فهد الخريجي: ضعف التغطية الإعلامية بالنسبة للمسرح أضرت بجانبين جانب المتلقي وجانب المواهب مع العلم بأنه توجد مواهب في الجامعات والجمعيات لكن بعيدة عن أعين القارئ.
والإعلام ينبغي عليه أن يخدم هؤلاء المواهب المتميزة في المسرح ويقدمهم للمجتمع الثقافي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved