الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

وميض
باحة الفنون الإنجاز والتطلعات (33)
عبد الرحمن السليمان
انتهت مسابقة باحة الفنون في دورتها الثانية وانتهت معها فترة من الإعداد والتنسيق والتنافس والقلق والانتظار والدعم والتشجيع، انتهت بعد أن حققت العديد من الأهداف الثقافية التشكيلية، قدمت بل أبرزت أسماء للساحة التشكيلية المحلية من خلال جوائزها الكبرى الست ومعها توارت أسماء مع انتظار دورة جديدة، أو مسابقة أخرى علّها تعود لتحقيق إنجاز يضاف لمسيرتها. اللقاء بكل ما تحقق فيه من إيجابية التعارف والحوار والاختلاف أو الاتفاق لتجعل الكل في انتظار دورة جديدة ومرحلة أراها أكثر عملاً بحكم الصدى الذي حققته على المستوى المحلي والخليجي والتوجّه لتعميمها عربياً وبالتالي أكثر قلقاً ودأباً لتواصل الدور الكبير الذي اضطلعت به ووضعته ضمن أهدافها وطموح القائمين عليها. لا شك أن هذه المسابقة واحدة من أهم المسابقات التشكيلية المحلية بحكم ما تم تهيئته لها من إمكانات مادية ومعنوية، فهي التي يمكن اعتبارها من أكبر جوائز المسابقات التشكيلية العربية وربما العالمية بقيمتها المادية.
بعيداً عن كل الحيثيات التي تواكب مثل ذلك فإن المستقبل مع إشراقيته قد يتطلب مزيداً من الإعداد والاتصال والتغيير الذي يكفل للمسابقة إضافة خبرات جديدة وتجارب مغايرة على أكثر من مستوى وهي التي نطمح أن تكون بمثابة اللقاء العربي الذي تطلقه الباحة برعاية نائب إمارتها الفنان والمثقف المُدرك لأبعاد هذا المشروع الثقافي الكبير الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، فبينالي الشارقة الذي انطلق قبل أعوام عربياً توجّه في دورتيه الأخيرتين إلى عوالم مغايرة متخلياً عن الأهداف التي رسمها منذ دورته الأولى، أشاح بوجهه عن النتاج أو عن فناني الوطن العربي لفنانين وتجارب اعتبرها الأحدث وربما النموذج الأمثل وبالتالي خسر الفنانون العرب مثل هذه الفرصة الثمينة التي استبشروا بها منذ العام 1993م ففي المادة الثانية من نظام البينالي جاء: يهدف بينالي الشارقة إلى تأصيل الأطر الخاصة والعامة للحركة التشكيلية العربية ووضعها على مستوى الطموح القومي للثقافة العربية المعاصرة تأكيداً لتلاحمهما.
في المملكة ظهرت خلال الأعوام الأخيرة عدة مسابقات أسهمت في تحريك الوسط التشكيلي ونزعه من المعارض التي اتخذت شكلاً من الرتابة فابتعد عنها بعضهم مكتفين بالفرجة والمتابعة أملاً في تغير ما، جاءت ملون السعودية فمسابقة السفير وليس أخيراً باحة الفنون. أعتقدُ أن هذه المسابقات هي الأبرز في ساحة مليئة بالأسماء والتجارب والتنوع والاختلاف وحتى التباين، لكنا في النهاية أمام سعي حثيث وجدية ومثابرة نلمس نتائجها في تلك المسابقات الثلاث، ومسابقات أخرى أقدم كالتي كان للرئاسة العامة لرعاية الشباب الدور في تبنيها ورعايتها. الفنانون التشكيليون في المملكة يعقدون على الخطوط الجوية العربية السعودية بمسابقة الملون، ووزارة الخارجية بمسابقة السفير، ثم جائزة باحة الفنون الكثير من الآمال والطموحات والتطلعات في ظل الثراء الفني والانفتاح والنتاج الإبداعي الواعي بمتطلبات المرحلة ومعطياتها واشكالاتها، ومع القناعة باستمرار وتواصل الأخيرة في الساحة المحلية وتوجهها الخليجي فالعربي، واستمرار وانفتاح ملون السعودية الداخلي فالخليجي فاني أتمنى أن تواصل مسابقة السفير ما بدأته قوياً مقنعاً ومبشراً وداعماً قوياً في الساحة التشكيلية المحلية بنظامها الشامل والداعم لمعظم المتقدمين للمشاركة وهي خطوات أتمنى أن تستفيد هذه المسابقات منها ومن إيجابياتها وما تعكسه على الفنانين التشكيليين السعوديين على وجه الخصوص وهم الذين ينتظرون المزيد من الدعم والتشجيع الذي يواصل بهم الحضور والتنافس على المستوى العربي والدولي، ليس عيباً أن تقوم هذه المسابقات على التنافس فيما بينها لكن الأهم أن تستفيد من الإيجابيات فتعمل على تطويرها لنفسها ومن الهنات والقصور بعدم الوقوع فيه، مع الأمل ألا تنسحب هذه المسابقات إلى خارج البلاد على النحو الذي قد يحبط الفنانين التشكيليين السعوديين الذين أرى أنهم الأحق بالرعاية والدعم والتشجيع.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved