الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

قرأ قصيدته فروى «حكايته»
رددتُ على (بورقيبة) فخسرت الأمّة شاعراً قومياً
نشرت « المجلة الثقافية» في العدد الماضي نصّاً قديماً للشاب«المتوثّب حماسةً وعروبةً» عبدالله الغذامي ولم يكن قد بلغ بعدُ عامه العشرين .. فلعلها أثارت بعضاً من الشجن وبعضاً من الذكريات، فبعث «الأستاذ الدكتور أبو غادة» برسالة لمدير التحرير تصلح مقدمة لكتاب جديد يروي «حكاية الغذامي مع الشعر».
عزيزي أبا يزن حفظه الله
أولا: أهنئكم على العدد المئة من الثقافية، وأنا على ثقة من أن طريقكم فيها مديد وكبير إن شاء الله وستكون علامة ثقافية عندنا ما دامت على هذه الروح والشفافية وهذه البساطة الأنيقة والتلوين الثقافي والموضوعاتي الملائم لجو الثقافة المرحلية وزمن ثقافة الصورة والكلمة المختصرة والدقيقة والثاقبة. هنيئا وإلى ألف/ ألف عدد وعدد.
ثم كيف وجدتم قصيدتي عن عدن بعد اثنين وأربعين عاما من الاختفاء أو لنقل الستر، لقد كانت مستورة وكنت أحكي عنها ولم يبق منها في ذاكرتي سوى ثلاثة أبيات ونصف، ولكني كنت أعرف التاريخ التقريبي لنشرها، لقد كانت الفترة تلك فترة نضال وعروبة وتحرر واستقلال فكتبت قصيدتي أحيي ثوار عدن ضد المستعمر البريطاني، وبعثتها ل(الجزيرة) وكنت وقتها في السنة الخامسة في المعهد العلمي (تعادل الآن السنة الثانية ثانوي 1384ه/1964) ولما رأيتهم نشروها تشجعت للنشر فكتبت قصيدة أرد فيها على الرئيس الحبيب بورقيبة حينما زار القدس وصرح تصريحه المشهور للمصالحة بين الفلسطينيين والمحتل الإسرائيلي، وقد ثارت ثورة العرب من صوت العرب في القاهرة إلى جبال أطلس وإلى الفتى عبدالله الغذامي في عنيزة وجاء حماس ثورتي في قصيدة عصماء (فيما أظن حينها) وأرسلتها ل(الجزيرة)، ولكن الأيام مرت دون نشر، لم أكن أعلم حينها أن التعرض لزعيم عربي من المحرمات، كنت أظن الجميع مثلي ثوارا ومناضلين وغيورين على حق الأمة والتاريخ.
أما وقد خاب ظني بالمحرر أو المحررين فإن هذا أغلق شهيتي في النشر، وهكذا خسرت الأمة شاعرا قومياً وطنيا (كثر ألف خيرهم) وعدت إلى كتبي وخصوصياتي وأحبطت فعلا ولو نشروا لي يومها لجاءهم مني شعر كثير وثورة متعاظمة، وهكذا تحولت ثورتي الوطنية إلى حفلات المعهد العلمي وأمسياته الشعرية والأدبية وفي مجلاته الحائطية ومجلة مطبوعة أكان المعهد يصدرها دوريا في ذلك الوقت، وكنت نشطا فيها مع زملاء لي من الشباب المتأدب حينها، كما تعززت تلك الثقافة في لغة المجالس والتجمعات ولكني غبت عن النشر الصحفي إلا من بعض مقالات في الرياض والجزيرة لم تكن منتظمة ولكنها صارت تأتي من وقت لوقت مع ظهور بعض القصائد أحيانا متقطعة حتى سافرت إلى البعثة في بريطانيا عام 1391هـ 1971م. ولقد كنت أحتفظ بقصاصة من تلك القصيدة العدنية، ولكنها ضاعت مع التنقلات وما كنت أحسبني سأراها يوما حتى أطلّت عليّ في مجلتكم بمفاجأة لاشك أنها سارة بالنسبة لي، فقد أعادتني لأيامي الأولى في المعهد، وبقي أن أقول لكم: إن عندي من مثلها الكثير ولكنني أعلنت عن بيع شعري أو التبرع به لأي راغب فيه وقد تقدم الصديق الأستاذ علي العمير لشرائه بثمن بخس دراهم غير معدودة ولقد وافقت مع إحساسي الكبير بأن الصديق مغبون ومغشوش وهي من بيع الغرر، ولكنه راض ومتعهد بأن لا يحتج، وله ذلك.
وأود أن أشير هنا إلى أننا في المعهد كنا نترسم خطى رموزنا الثقافيين من مثل عبدالله العثيمين وسليمان الشريف وإبراهيم الدامغ وعبدالله السناني وعبدالله الجلهم وصالح الأحمد العثيمين كشعراء وأدباء مع عقلانية عبدالرحمن البطحي (من خارج المعهد) وثقافته العميقة في فلسفة المرحلة ولغة التفكير، وقد كانوا قمما شاهقة بالنسبة لنا في الوطنية والشعر والثقافة والحماس ولهم دور في إنضاج وعينا وإشعال روح الوطنية فينا وهي أيام من الأيام الجميلة ولو عاد أحد إلى سجلات المعهد العلمي بعنيزة لوجد شيئا كثيرا من تلك الذاكرة لأجيال تعاقبت هناك وكان الأدب والشعر والمسرح والخطابة والمجلات في النشر الداخلي وفي مسرح المعهد وحفلاته الدورية، وهي مما ورثناه عمن سبقونا من أجيال المعهد، منذ تأسيسه عام 13731953 ولهم بذلك فضل علينا كبير.
عزيزي أبا يزن: شكرا على هذه الدعابة الجميلة وأعينك وسيطا تجاريا بيني وبين أبي فوزي، علي العمير، لإتمام صفقة بيع قصائدي ولك إشهاد قراء وقارئات الجزيرة الثقافية على ذلك. وأنت مخول مني بكامل التصرف. ولك حبي وتقديري.


أخوك/ عبدالله الغذامي

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved