Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
الملف
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 

الخطراوي في يوم تكريمه!
د. حسن بن فهد الهويمل

 

 

من أوفى الأوفياء للأستاذ الدكتور محمد بن عيد الخطراوي في أيام محنته الأستاذ/ محمد الدبيسي، ومجلة (الثقافية) سباقة إلى تكريم رموز البلاد في مختلف المجالات، تلك سنة حسنة تحسب للجريدة الأم (الجزيرة) وللملحق المتميز، ولأخينا الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي.

ولقد أعددت دراسة عن أعمال الخطراوي وإبداعاته ليكون من مواد الملحق، ولكن المشاغل حالت دون استكماله ولربما يكون الخير فيما اختاره الله، إذ ستكون الدراسة في متناول الأيدي قريباً إن شاء الله.

والحديث عن الخطراوي حديث يتشعب ويتسع بقدر اتساع إمكانياته واهتماماته، فهو شاعر متمكن وهو ناقد وباحث أمكن، ومجموعاته الشعرية ودراساته الأدبية مؤشر اقتدار وتمكن، وفوق ذلك فهو محقق قدير أسهم مع لداته في تحقيق عدد من كتب التراث، ونهض بمفرده بتحقيق كتب أخرى، وجمع أعمالاً شعرية لعدد من شعراء المدينة المعاصرين والمتقدمين، وهو بهذه الإمكانيات والاهتمامات والمواهب يشكل ظاهرة غريبة تذكرنا بالعلماء الموسوعيين الذين ضربوا في فجاج المعارف، فكانوا بهذا التنوع سبباً في حفظ التراث من الضياع، ولعلنا نضرب المثل ب(السيوطي)الذي نيفت كتبه ورسائله على الخمسمائة كتاب، فكان في ذلك حافظاً لمواد ضاعت مخطوطاتها، والخطراوي الذي كانت له يدٌ في مجالات كثيرة له على أبنائه وطلابه وزملائه حقوق لم يفِ بها أحد منهم، ولا سيما أنه في وضع صحي يحتاج إلى مزيد من العناية والتكريم، وحق الخطراوي على الأدباء والمفكرين والعلماء وسائر المؤسسات الثقافية والتربوية إذ كان فيها حاضراً بإمكانياته المتميزة وجهده المتواصل؛ والدراسة التي أعددتها عنه تناولت بالتفصيل أعماله الشعرية التي نيفت على عشرة دواوين طرق فيها مختلف الأغراض، وجرب مختلف الأشكال، وكان في كل ذلك محلياً، كما تناولت الكتب التراثية التي حققها بالاشتراك والتي حققها بمفرده وبجهده الشخصي، وأشارت إلى اهتمامه بالمتقدمين من شعراء المدينة وقيامه بتحقيق دواوينهم الشعرية، وكذلك اهتمامه بتاريخ المدينة المنورة الأدبي والاجتماعي والثقافي في الجاهلية والإسلام وإخراجه أربعة أجزاء كبار عن طيبة الطيبة، ومجموعاته النثرية، وهي مقالاته الأدبية التي نيفت على خمسة كتب، ومجموع أعماله تزيد على خمسين كتاباً، هي بعض ما عنده.

والخطراوي الشاعر والكاتب والباحث المحقق بحاجة إلى كوكبة من الدارسين لإعادة طرحه والكشف عن قدراته ومواهبه.

إنَّ شاعراً طرق كل فنون الشعر وجرب كل الأشكال الشعرية وجمع بين الأصالة والمعاصرة لجدير بأن يهب الناشطون من باحثين ودارسين للتنقيب في عوالمه، والخروج بنتائج يتطلع إليها المشهد الأدبي محلياً وعربياً، وما لم يتحول الخطراوي إلى موضوع للدراسات الأكاديمية فإننا نجحف بحق أدبنا وأدبائنا، وليس شرطاً أن نجتمع على الثناء والتزكية، إن علينا أن نعيد قراءته بآليات ومناهج تبحث عن الحق، وتسهم في إثراء المشهد الأدبي، وتسعى للتواصل مع المشاهد العربية ذلك أن أدبنا وأدباءنا يعيشون غياباً مداناً في المشاهد العربية، وتكاد اهتمامات أدبائنا ونقادنا تنصب على رموز الأدب العربي من شعراء وروائيين ونقاد، وبلادنا غنية بالإبداع والمبدعين، وحقهم علينا أن نطرد الغربة عنهم، وأن نقربهم إلى مشاهد الأدب العربي زلفى.

ومثل هذه الملاحق تعد من الحوافز، فهي بلا شك تعرف بالأدباء والمفكرين والنقاد والمبدعين، وقد تكون سبباً في إثارة انتباه طلبة الدراسات العليا لكي يتخذوا من هؤلاء الأدباء موضوعات لرسائلهم الجامعية.

أرجو أن نكون قد أدينا بعض ما يجب علينا إزاء رموزنا، وأن تكون الملاحق زاخرة بالدراسات الموضوعية الجادة والله المسؤول أن يسبغ على أديبنا الكبير وشاعرنا المتميز محمد عيد الخطراوي ثوب الصحة والعافية وأن يمكن من استكمال ما يقوم به من دراسات، وأن يهيئ له مؤسسات ثقافية تتولى إصدار أعماله المخطوطة لكي يسعد برؤيتها متداولة بين أيدي طلابه وزملائه ومحبيه.

بريدة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة