Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
الملف
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 
من أي النواحي أتيته؟!
محمد السحيمي

 

 

حينما تدعى للكتابة عن رجل بحجم الدكتور محمد العيد الخطراوي فلن تفوت الفرصة، لأنك تتحدث في الواقع عن نفسك، ومن منا يكره أن يمارس نرجسيته بدعوة كريمة؟ حينما كنت أتابع الخطراوي من بعيد - عن طريق الصحافة أو الكتب التي نشرها أو الرفاق الذين يعرفونه عن قرب - عرفت عنه الموسوعية المعرفية، وكنت أفسرها بالمبدأ العربي الشهير في تعريف المثقف أو الأديب بأنه (الآخذ من كل شيء بطرف).

وهو تعريف ينطبق على غير المتخصص في علوم كثيرة، فلما تشرفت بمعرفة الرجل عن قرب اكتشفتُ أنه يأخذ من كل شيء يتناوله أخذ المخصص المتعمق الواعي بفنه، فكم سعدتُ بحضور مناقشات ودروس له في (الفرائض والمواريث) أو في (النحو والصرف) أو في (التاريخ) يحضرها بحرص شديد قضاة شرعيون وأساتذة في الجامعة ومسؤولون كبار، وكان حضوره مدهشاً إلى الحد الذي يجعلك تتساءل: كيف وجد الوقت والفراغ للإحاطة بكل هذه التخصصات الدقيقة؟ أما الفن الذي كان أقل الفنون حظاً من اهتمام الدكتور الخطراوي فهو (المسرح).!! ومع هذا فإنه مارس الكتابة المسرحية شعراً ونثراً وإعداداً، وساهم مع زميليه القديرين الراحلين الأستاذ عبدالعزيز الربيع - وهو الرائد الأكاديمي الحقيقي للمسرح في المملكة - والأستاذ محمد هاشم رشيد - رحمهما الله - وزميله القدير الأستاذ حسن الصيرفي - مد الله في عمره وعمر الخطراوي - في تأسيس تقاليد مسرحية يسجل التاريخ للمدينة المنورة سبقها الزمني المبكر لشقيقاتها السعوديات!! وكان منطلقها هو النادي الأدبي - أسرة الوادي المبارك.

ثم واصل الخطراوي جهوده المسرحية من خلال فرع جمعية الثقافة بالمدينة المنورة الذي كان - متعه الله بالعافية - أحد أركانه المؤسسين مع أساتذتنا - عبدالله الخطيري وحسن جوادي وأحمد أبو ربعية - رحمه الله - ومحمد النشار وفؤاد مغربل..

وختاماً لا يفوتني أن أشكر الإخوة القائمين على المجلة الثقافية على ما عودونا من احتفاء حقيقي برموز وطنية وهم لا يزالون بيننا أحياء عكس العادة العربية في ذكر محاسن الموتى فقط..! وشكراً لهم أن أتاحوا لي أن أطبع قبلة حارة على جبين الدكتور محمد العيد الخطراوي - نخلتنا المدينية الشامخة - شكراً (جزيراً) كما قال الدكتور راشد الشمراني ذات مرة بخفة دمه المعروفة.

- المدينة المنورة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة