Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
الملف
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 
مشواري مع أستاذي
نورة الخريجي

 

 

بكلِّ امتنانٍ أسعدني اختيار الأستاذ الفاضل - محمد الدبيسي لي بأن أسهم بالمشاركة في الملحق الخاص عن محب المدينة المنورة ومؤرخها المربي الفاضل الأديب الشاعر الدكتور محمد العيد الخطراوي، وهو الذي تناول النقاد والمحللون: كتبه ودواوينه دراسة وتحليلاً لتبقى خالدة ونبراساً لمحبي التاريخ والأدب والشعر، صحيح أنه لم يكن أمامي إلا الموافقة على ثقة الأستاذ الدبيسي براً ووفاء لأستاذي الفاضل (الخطراوي).. وأرجو المعذرة بكتابتي أستاذ وهو الدكتور، فمسمى أستاذ هو ما كنا ننادي به معلمينا في تلك الحقبة من الزمن، إلا أن هيبة الكتابة عن معلم لا يزال معلماً مضيئاً في حياتي تجعل كل الكلمات لا تفيه حقه من التقدير والاحترام الذي يزداد رساخة مع الأيام في نفسي، فهل أنا أستحق حسن ظن الأستاذ الدبيسي في تشريف كتابتي المتواضعة بأن تدرج في هذا الملحق الكريم الخاص بأستاذي الفاضل دكتورنا المؤرخ الخطراوي.. فإن أعطت كلماتي هذه معنى الوفاء والتقدير الدائم له فذلك مرادي، وإن لم ترق لذلك فهذا جهد المقل.

في تلك الحقبة الجميلة من الزمن الجميل البسيط المتآلف المكافح تعرفت على أستاذي .. وصلتي به ولله الحمد لم تنقطع حتى اليوم وإن كانت قد اختلفت في مسماها طوال هذه السنوات حسب المرحلة الزمنية أو الوظيفية لكلينا ولكن يبقى المسمى الأول الذي تعرفت عليه به هو الأهم وهو اعترافي بأستاذيته علي واحترامي وتقديري ووفائي لهذه الأستاذية من طالبة لمعلمها مهما تجاوزت السنون وتعددت المناصب الوظيفية لي.

في المدينة المنورة تدرج فتح المراحل التعليمية لمدارس البنات حسب الاحتياج الفعلي وحسب حاجة المجتمع لذاك التعليم سواء الحكومية أو الأهلية وكثير من الطالبات كن يكتفين بمرحلة المعهد المتوسط بعد المرحلة الابتدائية ويعملن في التدريس إلا أن بعضاً من الطالبات كان طموحهن أكبر من ذلك، وقررن مواصلة تعليمهن الثانوي عن طريق المنازل والامتحان في مدارس البنين في لجنة منفصلة وبالتالي كان لابد من الاستعانة بمعلمين لشرح المنهج عن طريق (الدروس الخصوصية) ليستطعن الوصول إلى التعليم العالي (الجامعي)، وقد سبقني إلى ذلك طالبات، وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية استعنت بمعلمي (ثانوية طيبة) ومنهم الأستاذ الخطراوي معلماً للغة العربية، وكان معظم الأساتذة من دولة سوريا الشقيقة وأربع من هذه البلاد، وبالطبع كان هؤلاء المعلمين ينظمون جدول الحصص بين الطالبات حتى لا يحدث تضارب فيما بينهم بالنسبة للزمن والوقت.

وقد درسني منهج اللغة العربية لسنواته الثلاث للمرحلة الثانوية الأستاذ الخطراوي بجانب توجيهه لقراءة الكتب الأدبية أو الدواوين الشعرية خاصة القديمة فيعطيني أسماءها خاصة في الإجازة الصيفية لأبحث عنها في مكتبات المدينة المنورة القليلة لشرائها وقراءتها، وكم كنت أسعد عندما أجد تلك الكتب فتكون سميري في الإجازة، بجانب متابعتي لقصائده الشعرية التي كانت تنشر في الصحف، ولا زلت أحتفظ ببعضها مع اقتنائي لدواوينه الشعرية الأولى التي أصدرها في تلك الأيام، واستمراري بمتابعة إصدارات كتبه عن المدينة المنورة أو الشعرية.

وعندما صار أستاذي مديراً لثانوية قباء.. كان أخي الصغير أحد طلابها، وبعد أن عدت من مصر حيث حصلت من إحدى جامعاتها على الشهادة الجامعية، وتم تعييني في مدارس البنات، وتدرجت وظيفياً في مرحلة المتوسط ثم مديراً للثانوي كنت مديرة لمعظم بنات أستاذي في المرحلتين، وكان من الآباء المتعاونين مع إدارتنا حيث كان يجيب دعوة الحضور لاحتفالات المدرسة برئيس تعليم البنات حين كان يتفقد المدارس ويفتتح معارضها بل في إحدى المرات في المدرسة الثانوية كتب لنا القصيدة الترحيبية بالرئيس العام لتعليم البنات، وأعتقد أنني لا زلت أحتفظ بالقصيدة بخطه.

وبعد هذه نبذة مختصرة عن مشواري مع أستاذي الذي أسأل الله العلي القدير أن يمد في عمره ويسبغه بالصحة والعافية، إلا أني أتمنى أن تكون المدينة المنورة بارة بأبنائها الذين تركوا علامات بارزة في تاريخها الحديث القريب، ومنهم أستاذي بالتكريم الذي يخلد لفترة طويلة من الزمن، وأعني بذلك بأن يطلق اسم (محمد العيد الخطراوي) على إحدى مدارسها وعلى أحد شوارعها، حيث الملاحظ غياب تسمية المدارس والشوارع برجال وسيدات من هذا العصر الحالي تقديراً لريادتهم العلمية أو الاجتماعية أو الأدبية.

- المدينة المنورة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة