الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th October,2006 العدد : 173

الأثنين 10 ,رمضان 1427

(تقاطعات)
معرض جدة الدولي للكتاب والمعلومات.. لم ينجح أحد..!!
وضحاء بنت سعيد آل زعير
في مكالمة هاتفية مع إحدى دور النشر العربية، كنت أتفق مع المسؤول على ترتيبات إرسال بعض الكتب، ففاجأني بقوله: سأكون نهاية الأسبوع بجدة، أليس من السهل تسلّم الكتب هناك؟ أولن تأتِ؟ تعجبت لهذه الدعوة إلا أن إكماله الحديث فسّر الإبهام: سنشارك في معرض جدة بكتب جديدة عما أحضرناه للرياض. صمتّ كيلا يكتشف جهلي بإقامة المعرض!.
وفي حديث آخر مع إحدى الأكاديميات في جدة، أكّد بأني غير ملامة، بل لي حق في أن ألوم؛ إذ قلّة قليلة من يعلم عن معرض جدة الدولي للكتاب والمعلومات!! تفاجأت بنفسي أنقل الخبر للجميع قبل المعرض بأيام قليلة، نقلاً عن مدير دار نشر! من الملام هنا؟! إذا لم نتطقّس بأنفسنا عن معارض الكتب؟! ونحن ممن يُحسب من المهتمين والباحثين، فكيف بشرائح المجتمع الأخرى؟!.
الراسب الأول في الاختبار.. اللجنة الإعلامية؛ لم تحمّل كاهلها عبء الإعلان عن المعرض حتى لسكان جدة، فضلا عمّن خارجها. من مطار الملك عبد العزيز الدولي، وحتى وصولي لمقر سكني جهدت باحثة عن إعلان ولو صغير ولكن! بحثت في الشبكة العنكبوتية لمعرفة مقر المعرض وأوقات زيارته، وغيرها من الأمور المهمة؛ كالدور المشاركة، والفعاليات؛ فارتدّ بصري يائساً.
وحين الوصول لمركز الجمجوم التجاري مقر المعرض لم أجد خارجه سوى لوحة إعلانية يتيمة عن راعي افتتاح المعرض على إحدى بوابات المركز توقعت أنها البوابة المخصصة للدخول.
ومن الداخل كانت اللوحات الإرشادية المضيئة خير دليل لضالتي، لوحات واضحة لرواد المركز دون غيرهم! وإن كانت تتلاشى تماماً بداخل صالة المعرض.
لكم تمنيت نقل بعضها لأرجاء جدة. تنتشر الأجنحة بشكل غير منظم، ومتعب للزوار. أما إن كنت تنشد دارا بعينها فلتحتمل ضياع وقت طويل لتصل بغيتك. الراسب الثاني.. التنظيم الغائب تماماً عن المعرض؛ فأجنحة الدور كأكشاك سوق شعبي!!
لا أبالغ؛ إذ لا لوحة دالة على اسم الدار، ولا حتى أضعف الإيمان: رقم يلقي بصيص نور على درب تائه. أضحكني وأحزنني تعليق أحد مندوبي الدور بقوله: لا غرابة! فهذه معارض السعودية!! هكذا اهتمامنا بالكتب؟! هل يُلام من ينشد المعارض الخارجية؟ ويوصم بالباحث عن الممنوع فقط؟! فمعرض جدة يُدعى: (دولياً)، أيكون بالفوضوية تلك؟! لا لوحات إعلانية وإرشادية! لا خرائط لتلك الدهاليز العشوائية! لا فواتير موحّدة! لا شيء يدلّ على المعرض سوى أكياس الشراء.
فالتوجه التخصصي لإقامة مثل هذه المعارض مطلب، لا يُكتفى منه بتسليم الزمام لمتعهد معارض دون متابعة حازمة من الراعي المباشر؛ إذ يُلقى اللوم على الوزارة المشرفة عليه لعدم متابعتها ربما للمنظم، أو عدم تسليمها التنظيم لمن يجعله لائقا بتسميته، أو ليجعله على مستوى المعارض الداخلية فضلا عن الدولية.
وفي خضم البحث عن كتب بعينها يصدم الباحث بأنها مُنعت! تكرر المشهد في أكثر من دار؛ مع العلم أن الكتب المطلوبة تواجدت على الأرفف في معرض الرياض الأخير. وبنفس الوقت كان السماح يطال كتباً جدّ البحث عنها في المعرض السابق وكانت ممنوعة حينها!.
الراسب الثالث.. الرقابة؛ فقد كانت عشوائية لم تستند على منهج واضح، مما حيّر الجميع؛ فكانت اختياراتهم متذبذبة.
ما معنى منع سيرة روائية عادية لا تخالف الشريعة وليست حاملة لصور ماجنة كما ذكر المشرف على المعرض بأن هذه ضوابط المنع فقط؟.
راسبون ثلاثة، هم أساس المعارض، وأسبابها الرئيسة في تحديد النجاح من الرسوب.. رسب الإعلام، والتنظيم، والرقابة؛ فرزح المعرض تحت وطأة (لم ينجح أحد).
للأسف.. خابت توقّعات المنظمين في الحضور القليل.. كما خابت آمال الزائرين في معرض دولي يستحق أن تُشدّ له الرحال.


wadha88@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved