الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th October,2006 العدد : 173

الأثنين 10 ,رمضان 1427

مكتبة المسرح
إن استيعاب النظرية السيميوطيقية مسألة جوهرية لصنع أعمال مسرحية مؤثرة فسواء كنا منخرطين في صناعة المسرح أو نذهب إلى المسرح كمتفرجين فإن فائدة هذا المدخل تكمن في قدرته على أن يجعلنا أكثر وعياً بالطريقة التي تصنع بها الدراما والمسرح.
بهذه الرؤية تبدأ الكاتبة كتابها (المسرح والعلامات) بل وتقر أنها تعتبر سيميوطيقيا المسرح أساساً ومنهجاً وليست موقفاً نظرياً إنما هي طريقة في العمل والاقتراب من المسرح من أجل فتح الطريق إلى ممارسات وإمكانات (رؤية) جديدة.
وهذا الكتاب يتناول مجالين أساسيين للدراسة: النص والعرض. وقد انطلق من الرؤية القائلة بأن السيموطيقيا لها تداعيات واضحة بالنسبة لدراسة كل من الخطاب الدرامي والخطاب المسرحي، أما عن الخطاب الدرامي، فإنه يسمح بالفحص البنيوي للنص الدرامي، وأما عن الخطاب المسرحي فإنه يمدنا بلغة اصطناعية لتحليل اللغة (الشفوية والجسدية والصورية للمسرح).
وتقوم الفصول الأولى من الكتاب حتى الفصل الخامس بتعريف (كيف) الكامنة في النص الدرامي وتهتم بعناصره الأساسية وتحديد سماته: الشكل، الشخصية، أساليب الحوار والإشارات المسرحية. الفصل الثاني يهتم بفحص المداخل المختلفة لتحليل البنية الدرامية، ويختبر الأنواع الدرامية على أساس الإدراك الشكلي لتحول القصة إلى حبكة وهذا يتطلب التفكير في الطريقة التي تصنع فيها الدراما ودراسة ظروف إنتاج المعنى التي تسود النص الدرامي.
وسوف نختبر مثلاً كيف يتم تنظيم الحبكة من خلال تقسيمها إلى فصول ومشاهد، وتقاليد الافتتاح والختام. ويقدم الفصل الثالث مفهوم الشخصية باعتبارها وظيفة في إطار الحبكة، ويتناول الفصل الرابع أساليب الحوار المختلفة التي تعمل في إطار النص الدرامي؛ لأن أنواعاً مختلفة وأساليب متباينة غالباً ما تتبنى من خلال الحوار الدرامي والكتاب يهدف بذلك إلى تقديم عرض منهجي للتفاوت بين الأنواع المختلفة في أساليب الحوار، ويشير إلى أن الشخصيات في الخطاب الدرامي تتشكل في إطار اللغة وعن طريقها.
وفي الفصل الخامس يتناول الكتاب الإرشادات المسرحية التي يكتبها المؤلف في النص الدرامي وأهميتها داخل الحوار وخارجه ودراسة وظائف الإرشادات المتعلقة بالتعريف الصوتي والجسماني للشخصية والمتعلقة بالتصميم (السينوغرافيا) والعناصر التقنية.
وفي الفصل السادس يتناول عناصر العرض ويختبر المحولات التي بذلت لتصنيف المسرح كنظام علامات، وتشفير نظام العلامات وطرق حل الشفرة التي يقوم بها المتفرج، ثم ينتقل إلى قراءة الصور المسرحية واضعاً في الاعتبار الطرق التي تنتشر بها نظم الإخراج (مثل الإضاءة والمناظر وتقنيات التمثيل).
وعلى الرغم من هذه الدراسة المستفيضة التي يطرحها الكتاب فإن الحاجة تظل ملحة إلى الاهتمام بدور المتفرج في عملية التواصل المسرحي وقراءة التشفير الثقافي والاجتماعي للحركة (الميزانسين)، وختاماً فإن مجال سيميوطيقيا المسرح ما زال مفتوحاً على مصراعيه أمام البحث وما زال فهمنا لسيميوطيقيا المسرح في عدة جوانب حديث عهد ومازال على المسرحيين أن يكرسوا وقتاً وجهداً أكبر للبحث والتجريب في هذا المجال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved