الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th January,2005 العدد : 90

الأثنين 22 ,ذو القعدة 1425

المثقف الطليعي
د.محمد حبيبي
يدين البحث والدرس الأدبي في أدب الجزيرة والأدب السعودي على وجه التحديد بالكثير الكثير لنتاج الأستاذ الكبير الناقد عبدالله عبدالجبار.
ذلك النتاج الذي يعد باكورة النقد المنهجي المتعمد على الدراسة المسحية الكلية للمدارس والتيارات الفنية الأدبية.
إن المطلع على ثقافة هذا العلم الكبير، ليعجب أيما إعجاب من تلك السمة الشمولية لمسحة الثقافة التي يتكئ عليها الاستاذ الكبير عبدالله عبدالجبار.
ويزداد إعجابه عقب قياس ما وصل إليه من اطلاع، وما أنجزه من دراسات في وقت قلت في الإمكانات وشحت مصادر الاطلاع ووسائل المعرفة.
فهو يحدثك عن العادات والتقاليد بما يشتمل عليه من تنوع في الجزيرة العربية، كما يحدثك، بعمق عن المذاهب الأدبية الحديثة، وفق أصولها المعرفية الغربية.
ويحدثك عن الشعر، لا بوصفه ثقافة تخص النخب المثقفة، بل بوصفه ذيوعاً اجتماعياً، فيمهد حديثه عن الشعر الفصيح بالحديث عن الشعر العامي، والحلمنتيشي.
وأرسى دعائم نتائجه البحثية على خلفيات قرائية مدهشة قياساً بالوقت الذي كان فيه يقدم تلك الدراسات.. فقدم المذاهب الأدبية من خلال حديثه عن (الواقعية المتفائلة)، و(الواقعية المتشائمة) من خلال آراء كبار نقاد الغرب.. كما طرحها (إنجلز) و(جورج طومسون) وكما هي لدى (جوركي) و(رالف فوكس) و (آهرنبورغ و (كونجو)... وغيرهم.
في الوقت نفسه لم يكن بالمتعالي على الطبيعة السيسيولوج ية لمجتمع الجزيرة من خلال معرفته قوائم بأهم قبائل الجزيرة العربية، والعادات والتقاليد، حتى في أدق تفاصيلها المنطلقة من اللباس، والمأكل والمشرب.
ويذهب في تقصيه البحثي، لا على الطريقة الاستعراضية لكم معارفه، فتحس بانفصال الجوانب النظرية لديه عن التطبيقية، وإنما بإمعانه في تتبع حالات (ما نصطلح عليه اليوم في مصطلحنا النقدي بتسميته التناص) بين شعراء الجزيرة العربية، وغيرهم من الشعراء العرب، والشعراء الأوربيين، مقدماً ذلك من خلال النصوص الشعرية.
وليست مبالغة أن نقول إن معظم ما توصل إليه الناقد الكبير الأستاذ عبد الله عبد الجبار من نتائج وتقسيمات لم يزد عليها الباحثون المتأخرون كثيراً.
فلئن قسم المدارس الأدبية والشعرية على وجه التحديد إلى (كلاسيكية، ورومانسية، وواقعية، ورمزية).
إنني حقيقة لأقدم أسمى آيات الإعجاب بثقافة علمنا الفذ، وأنا أتخيل ما أمكن لرجل بسن الآباء والأجداد أن يكون قد اختزله من معارف، من نوعية معرفة، يقصر عن الاطلاع على كثير منها من ابناء جيلنا الحالي ذلك على الرغم من فارق الإمكانات الهائلة بين جيل حفر ثقافته على طبعات الكتب الحجرية والمخطوطات وجيل تنسكب المعلومة بين يديه بضغطة زر يسيرة على جهاز الكمبيوتر.
وأختتم تحيتي المتواضعة هذه بتخيل ما كان يعانيه رجل بحجم ونوع ثقافته من غربة في محيطه.
رجل قبل سبعين سنة يتحدث عن ملارميه، وجوركي، وبلوك، وبيتس... وغيرهم هو ذات الرجل الذي علمت مؤخراً أنه ما يزال، رغم ذلك العمر، حريصاً على الاطلاع على تنامي الحركة الثقافية وما استجد بها من أسماء، وتيارات أدبية.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved