الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th January,2005 العدد : 90

الأثنين 22 ,ذو القعدة 1425

عبدالله عبدالجبار
عيد الحجيلي
بامتلاء معرفي، ووعي منهجي يمتلك أدواته كتب الاستاذ عبدالله عبدالجبار محاضراته التي ألقاها على طلاب قسم الدراسات الادبية واللغوية في معهد الدراسات الادبية العالية عام 1959م مدركاً انه (حين تظهر هذه المحاضرات بين دفتي كتاب ستكون أول كتاب في هذا الموضوع) (1).
ولذلك يعد كتاب (التيارات الادبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) المشتمل على تلكم المحاضرات مهاداً أولياً للنقد المنهجي في بلادنا (وحسبي انني وضعت معالم ومشاعل على الدرب ليهتدي بها الدارسون، وحسبي كذلك انني استخرجت شيئاً من كنوز هذه القارة المجهولة، ورسمت خطوطاً عامة وزوايا خاصة، كل خط أو زاوية منها يمكن ان يفرد بدراسة مستقلة) (2).
بهذا الوعي درس الاستاذ عبدالله عبدالجبار التيارات الادبية في الجزيرة العربية عبر منهج واقعي استعراضي يعمد الى ربط الحالة الادبية بسياقاتها التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسة.. ويتلمس اثر ذلك في تشكيل وقولبة الاشكال الفنية المختلفة.. يقول في نهاية الكتاب (وبعد فقد كان اعتمادنا في دراسة هذا الموضوع البكر على العرض الأدبي أكثر من اعتمادنا على النقد الفني.. ذلك ان التوسع في النقد الفني سيكون مجاله في دراسة بعض الشخصيات الادبية التي حال ضيق الوقت بيننا وبين تناولها) (3).
وقد أصبح كتاب التيارات، بفضل آليات ذلكم المنهج، مصدراً تاريخياً مهماً لمعرفة السيرورة الحضارية لهذه البلاد.. من خلال ما قدمه من رصد دقيق موثق للتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية.
وبالنظر في تفصيلات الكتاب الراصدة لجوانب تلكم السيرورة وتمظهراتها المختلفة.. يتوضح الحس الوطني للرائد الكبير.. المتجسد في انهمامه بقضايا مجتمعه، وانشغاله بمستقبله، وحرصه عليه.. فثمة إشارات تنويرية كثيرة.. تجادل الواقع الاجتماعي، وتتألم لادوائه المزمنة، ومعوقات ارتقائه المتفاقمة.
ولعبدالله عبدالجبار دور تربوي كبير.. أسهم من خلاله في نماء الثقافة، ورعاية المواهب الأدبية بإنسانية آسرة وحس رفيع.. ومن أظهر الأمثلة على ذلك دعمه ورعايته للأستاذ عابد خزندار.. الذي يقول عنه (أدين للأستاذ عبدالله عبدالجبار بالكثير، فهو الذي حفزني، وشجعني على الكتابة، وتابع ما أكتبه وتعب في تصحيحه، فله دائماً وأبداً الشكر والعرفان) (4).
كما أهدى إليه كتابه (حديث الحداثة) ووضح في حيثيات الإهداء دعم الرائد الكبير له وتشجيعه على الكتابة منذ أن كان تلميذا في مدرسة تحضير البعثات.. وفي مصر.. ثم تحريضه على الكتابه بعد ثلاثين عاماً من انقطاعه عنها.. ومطاردته والإلحاح عليه في مواصلة الكتابة (5).
وأخيرا.. إن عبدالله عبدالجبار بريادته النقدية والأدبية.. ودوره التربوي وجهده التنويري في سياقه الاجتماعي والتاريخي.. من الأمثلة الناصعة للاعتصام بالعقل الحر، والانحياز الى القيم العليا.. التي تستطيع، بإرادتها الصلبة ووطنيتها الصادقة، الإسهام في الحراك الاجتماعي، وبلورة أسباب النهوض الحضاري، ونقض معوقاته.. عبر مناجزة الأنساق السكونية، وكشف أورامها الزائفة.. رغم استبسالها المعاين، وسطوتها الظاهرة.
الهوامش:
1 التيارات الأدبية الحديثة المقدمة.
2 التيارات الأدبية الحديثة المقدمة.
3 التيارات الادبية الحديثة ص 360
4 مستقبل الشعر موت الشعر ص5
5 حديث الحداثة ص 7 ومابعدها.


eid1424@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved