الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th April,2006 العدد : 147

الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

هوامش على ملتقى النص «2»

الثقافية - صالح الخزمري
***
الحارثي: شحاتة كان يتخذ العرف مقياساً صحيحاً للفضائل
الرجولة في أدبيات حمزة شحاتة كان عنوان الورقة التي قدمها د. محمد ويسي الحارثي، فقد أوضح أن هذا البحث من خلال نموذجين من إنتاج شحاتة. محاضرته (الرجولة عماد الخلق الفاضل - ديوانه)..
الموقف الأول: نظرته إلى حاجة المرحلة التاريخية التي عاشها وشهدت مشروع الميلاد النهضوي العربي، تشكل الموقف الإصلاحي عند شحاتة. الرجولة في فترة أبلغ من شعره.
التفاضل بين الجنسين من الحقيقة بمكان، فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة، وقال د. مريسي إنه ليس في ديننا دونية للمرأة وعلوية للرجل.
لقد كانت حياة شحاتة الأسرية أقرب الى الأنثوية، فالمرأة قيمة في ذاتها وفي جوهرها وموقف شحاتة من المرأة لم يكن عدائياً. وقال: إن شحاتة كان يتخذ العرف مقياساً صحيحاً من مقاييس الفضائل ومفهوم الرجل عنده يتداخل مع مفهوم القوة والقوة عنده تكون غريزية ومكتسبة.
وذكر د. الحارثي ميزة لشحاتة، إذ إن الرجولة في غزله تظهر في تحمل الرجل للصد والهجران كقصيدته سطوة الحسن، وقد كان يشقى في الحب بعقله لا بقلبه.
***
الغامدي: شحاتة فيلسوف الحرية الشنطي : كان مولعاً بالاستقصاء

د. محمد الشنطي في ورقته يرى أن حمزة شحاتة قد بسط رؤيته من خلال كثيرٍ من كتبه ومن خلال من كتب عنه وفي مقدمتهم عبدالفتاح أبو مدين والغذامي وعزيز ضياء.
الخطيئة، والتكفير للغذامي وضع أيدينا على كثيرٍ من سلوكيات شحاتة.
وعن الأطر التي حكمت شحاتة في بناء القصيدة يرى أن شحاتة كان في بنائه للقصيدة كان بناءً تراكمياً وهذا لا يطعن في شاعريته ولكن يشير إلى رؤيته.
وفي مجمل قصائده تلمح أنه رجل استقصائي في بنائه للقصيدة، وكان مولعاً بعملية الاستقصاء، وهناك ميل شديد الوضوح للتجريد والاستعادة محدودة في أشعاره.
د. محمد ربيع الغامدي في ورقته فيلسوف الحرية من خلال محاضرة الشاعر الرجولة عماد الخلق الفاضل، يرى أن الحرية في مقابل الضرورة هو لب المحاضرة مما يدعم من فريضة هذه المسألة.
والمحاضرة نحت نحو الحفر المعرفي، وراحت تقلب التصورات وتزحزح ما كان مسلماً به. ويرى ربيع أن مبدأ الحرية هو النصف الذي غربل به شحاتة الفضائل.
***
الشدوي في مختبر شحاتة الفلسفي
أوضح الناقد علي الشدوي أنه قبل ثلاث سنوات تقريباً شرعت في تجميع بعض الأفكار عن تجربة ثقافية قامت في الحجاز في الربع الثاني من القرن العشرين (1924-1953) وقد أنجزت منها ورقتين عرضتا في ورشة العمل التي يقيمها نادي جدة الأدبي الثقافي (جماعة حوار) الورقة الأولى تتحدث عن الخلفية التاريخية لرواية المرأة السعودية، والثانية عن المقدمات التاريخية ل(التنوير) أعني الفرص الجديدة التي أتيحت في تلك المرحلة لعمل أشياء جديدة بوسائط لم تكن معروفة من قبل كالطباعة والصحافة والمسرح.
آنذاك أثار اهتمامي حمزة شحاتة الذي ولد في مكة وتكون في كتاتيبها ثم في مدارس الفلاح. كان نموذجاً للمثقف الذي وعى الزمن الجديد وما يقترحه لصورة المثقف، بدءاً من هيئته التي يتحدث عنها معاصروه، ثم في تفتحه على حقول ثقافية ومعرفية لم تكن مجال اشتغال مثقفي مرحلته كالفلسفة والموسيقى والطبخ، وقلقه الذي انعكس على نظرته إلى لا حياة التي ظل يتأملها بلا توقف في رسالته وشذراته التي تتضمن ملاحظات تربوية واجتماعية وفلسفية. تلك الملاحظات التي لم تكن تعني لي مجرد ملاحظات شاعر بالرغم من خاصيتها الشعرية بل تكشف عن حدس بمنهج ما وإن كنت لم أستطع تحديد ذلك المنهج.
أثار انتباهي أيضاً صورته المجازية (قمة عرفت ولم تكتشف) وهي عنوان الكتاب الذي ألفه صديقه الأستاذ عزيز ضياء، هذه الصورة ظلت حية ومستمرة في حالة كمون لسنوات عديدة، ثم ظهرت فيما بعد بإحالات دلالية جديدة وضمن مقاربات وسياقات معرفية مختلفة كالرجل الذي ظلمه عصره عند الأستاذ عبدالفتاح مدين، والقيمة الثقافية الأدبية المجهولة عند الدكتور عبدالله الغذامي.
ربما كان أحد جوانب القصد الكامن خلف هذه الصورة المجازية هو جانب العلاقة الشخصية التي كانت تربط بين الرجلين: فعزيز ضياء مدفوعاً بعاطفته أظهر حموة شحاتة إلى جانب قمم عرفتهم الآداب العربية والعالمية، وقد كان الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين أحد المتحفظين على ذلك، لأن فيه مبالغة وأكثر من تجاوز وكان يلزم الاحتياط والاستثناء قبل التعميم المطلق (حمزة شحاتة ظلمه عصره، النادي الأدبي بجدة 1998، ص 29).
لكن إذا نحيت العاطفة والعلاقة الشخصية تبقى هناك صورة مثيرة ورائعة للطريق إلى معرفة حمزة شحاتة.
ما تعبر عنه (قمة عرفت ولم تكتشف) هو أن حمزة شحاتة يتجلى فيما هو مغيب لا فيما هو ظاهر، لذلك اقترحت آنذاك أن حمزة شحاتة اختار لكتابته النثرية شكلاً كتابياً لم يكن مألوفاً ولا معروفاً في مرحلته، وأن هذا الشكل الكتابي أعطاه الهالة التي تمتع بها، وساهم في أن يكون قمة وأن يكون مجهولاً ومظلوماً في آن وهو ما فسر لي حينها الحمولة الدلالية لتلك الصورة المجازية، وقد احتفظ هذا الاقتراح بفتنة متميزة عندي ومنذ عرفته وأنا أفكر في أنه اقتراح جدير بأن أواصل الاهتمام به.
يتعلق الشكل بالشذرة الشكل الكتابي الأثير عند حمزة شحاتة، والشذرة ليست مجرد شكل كتابي وحسب بل تعنى كما أعتقد مضموناً مدركاً بطريقة مميزة، وتصوراً للغة وللحياة الجديدة التي تقتضي شكلاً جديداً للكتابة، ومقاومة الإغراء بتحويل الأفكار إلى نظام يعتمد على القوالب والأنماط والصيغ الجاهزة، وترديد الفكرة بنفس واحد وإمساكها في اللحظة التي تظهر فيها، حال اندفاعها إلى الكتاب.
***
حمزة لم يولِ الانزياح اهتماماً

د. أحمد جاسم الحسين اعتبر أن مرحلة شحاتة مرحلة مهمة في الأدب السعودي، واعتبر أن الأسلوبية أسلوبيات ولكنها تتكامل فيما بينها، وقال إنه تلوح في شعر شحاتة مجموعة من الظواهر الأسلوبية على المستويين الرأسي والأفقي.
المستوى الرأسي: استعمال مفردات تراثية تنزع نحو مفردات عربية تراثية أضفى على آلية التعبير بأن التجربة متأخرة منها ارعوت، ديجور، الهجير، وغير ذلك، ويلفت تلك المفردات ذات الميول النثري.
ولا يبدو شحاتة منسجماً مع التجارب التي عارضها لقد بدا أنه مقلد غير محترف.
المستوى الأفقي : يعتبر التكرار مفتاحاً في تجربة حمزة شحاتة ومن الملاحظ أنه لم يول الانزياح أي اهتمام.. وقد اعتبر د. عبدالمحسن القحطاني أن د. الحسين قد اختزل هذه الورقة.
***
المعطاني وشعر شحاتة
د. عبد الله المعطاني قدم رؤية حول صورة الفشل والموت في شعر حمزة شحاتة، فقد أوضح أن نصوصه تحمل فكراً ثورياً وقد أخفق في علاقاته العاطفية، إذ نظر للأنثى من حيث أنانيتها ورغم لهفه للمرأة إلا أنه يبقى سيء الظن.
ويمكن القول إن للمراحل الزمنية في شعره أثراً واضحاً وبخاصة البعد النفسي، ولعل قصيدته (سطوة الحسن) تمثل المرحلة، فقد كثف فيها الجانب الإيقاعي.
ومما لفت نظر د. المعطاني في ديوانه أن أكثر القصائد تدخل ضمن مشروعه النضالي حتى تلك القصائد التي تبدو أنها من الوجدانيات، ودائماً في مقدمة قصائده يكتب الناظم ولا يكتب الشاعر.
ويرى د. المعطاني أن المعضلة أمام القارئ أن نصوص شحاتة تحمل في طياتها أكثر من كونها نصاً.
***
الختامية والجديد عن شحاتة
بعد أربعة أيام من عمر الملتقى السادس لقراءة النص الذي خصص عن الشاعر حمزة شحاتة، كانت الجلسة الختامية التي أوضحت من خلالها د. لمياء باعشن في كلمتها نيابة عن المنتديات أنها كانت تبحث عن الرموز في المملكة إلى أن اهتدت إلى هؤلاء الرواد وفي مقدمتهم حمزة شحاتة. وأبانت أنه خلال الملتقى عرفنا الكثير عن شحاتة فلم يكن عدواً للمرأة ولم يحرق أعماله ولم يعتزل الحياة بل كان اجتماعيا وتمنت أن يُعطَى حقه في مناهجنا.
فيما ألقى د. حمادي صمود نيابة عن المنتدين كلمة أوضح فيها أهمية الاختلاف فلن يحيا فكر إلا بالاختلاف.
وقال إن المحاضرات كانت مصادرة بالمناسبة نفسها فالاحتفال هو في معنى من معانيه بناء للذاكرة. وأضاف زادت معرفتنا بشحاتة واستطعنا معرفة المزيد من جوانب شعره وحياته وأشاد د. حمادي بالمناقشات و المداخلات حيث جميعها في مدونة هذا الرجل وأشاد بالسيدات وتفاعلهن موضحاً أن المستقبل لهن في الساحة. أُلقيت بعد ذلك قصيدتان للشاعرين د. حمزة الشريف ود. يوسف العارف.
الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين حيَّا كل المشاركين وقال إننا في دورات الملتقى الخمس الماضية كنا نقدم قضايا ومحاور وفي هذا العام عندما حددنا بحمزة شحاتة ليس الحديث عنه وإنما لما ترك من إرث فاحتفاليتنا هي بالأثر والنص، وتمنى أن يكون الاحتفاء في العام القادم بمحمد حسن عواد. فيما أبدى د. سعيد السريحي ملاحظته حول ضعف حضور المرأة ومشاركتها في الملتقى (ثلاث مشاركات من أربع وثلاثين مشاركة) أيضا ليس هناك باحثة من خارج جدة.
***
باخطمة ومحطات من حياة شحاتة
ربما كانت السيرة الذاتية والأحداث التي وقف عليها الشاعر محمد صالح باخطمة في حياة حمزة شحاتة الأكثر أثراً في الحاضرين حيث كانت العلاقة بينهما في القاهرة وكانت العلاقة الجيدة وقف بعدها باخطمة على أربع محطات من حياة شحاتة:
* المحطة الأولى : حين انهزم هتلر حيث كان هو وبعض الشباب يناصرون ألمانيا وعندما انهزم هتلر اعتراهم إحباط شديد لدرجة أن شحاتة فكر في الهجرة لأمريكا.
* المحطة الثانية : ضعف بصره الذي نتج عن خطأ طبي وقد كلّفه ذلك متاعب في حياته.
* المحطة الثالثة: أنّه رُزق بالبنات ولم تكن في بيته الأم حيث قام بمهمة الأب والأم معاً، وكان حريصاً على معرفة من يزورون منزله مسبقاً.
* المحطة الرابعة : وهو حدث محوري حيث كان في الحجاز قمتان، الفكر ويمثلها شحاتة، والمال، وما كان اللقمة أن تتسع للاثنين فرجحت كفّة المال. وقد تقاذفتة وظائف لا تليق بمكانته لعل من أغربها عمله في نقابة السيارات، وقد لقيت هذه الورقة إشادة من الناقد د. عبدالمحسن القحطاني.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved